باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

أحمد يوسف التاي يكتب: (1)

906

(1)
إذا كان في الدعوة لإيقاف الحرب المدمرة التي قصمت الظهور، ودكت الأكواخ والقصور وقضت على كل أخضر ويابس، وقتلت وشردت وقبرت الناس وهم أحياء، واتسعت ويلاتها ولم يسلم من شرورها أحد…إذا كانت الدعوة لإيقافها خيانة، فليشهد التأريخ والناس أجمعون أننا أئمة الخونة، وإذا كانت الدعوة لكبح جماحها جرم فليشهد التأريخ أننا مجرمون، وإذا كانت الدعوة لإيقاف التدمير وسفك الدماء والتقتيل والتشريد وإهلاك الحرث والنسل رومانسية، فليشهد التأريخ والناس أجمعون بأننا نحن أمراء الرومانسية عقدنا العزم لمواجهة أمراء الحرب بالعقل والحكمة والموضوعية والمسؤولية الوطنية..
(2)
لسنا مختلفين مع دعاة استمرار الحرب وأمرائها إلا في استمرارها إلى مالا نهاية…
ندرك أن الدعم السريع قوة عسكرية جامحة تمردت على الجيش غض النظر عن كل الاشياء الأخرى التي سنتحدث عنها لاحقا وبالتفصيل…
وندرك أيضا أن أي قوة عسكرية تخرج عن القانون وتقاتل الجيش القومي وإن كان هذا الجيش القومي لافته يختفي تحتها أصحاب الاجندات السياسية، ستُقابل بالحسم والحزم والموت الزؤام وبلا رحمة أو شفقة…
وندرك أيضا أن واجب الجيش الحسم العسكري للتمرد والحماية الرحيمة للمدنيين.
وأهم من كل ذلك نعلم يقينا أن الدعم السريع التي تقاتل الجيش الآن صنعها وأعدها للقتال أمراء الحرب الحاليين من أصحاب الدعوة لاستمرار الحرب بأي ثمن مهما كان باهظا ومكلفا جدا..
ونعلم تماما أن الدعم السريع ليست حريصة على الديمقراطية وحمايتها وهي ابعد الجهات عن الدولة المدنية..ومع ذلك نثبت على القول بأن استمرار الحرب ليس الخيار الأفضل.
ونعلم أيضا أن السيد البرهان أعوانه هم الذين مكنوا الدعم السريع وعظموه ووقروه، وهم من يتحملون مسؤولية ذلك..
ونعلم كذلك أن قوى التغيير نظرت للدعم السريع نظرة انتهازية وقاصرة جدا لاعلاقة لها بنظرة رجل الدولة…
(3)
ومع كل ذلك ندرك أن الاتفاق الإطاري هو الذي اشعل الحرائق بين طرف رأي فيه جسرا للوصول إلى أهداف وطموحات شخصية وأخرى إثنية وقبلية وجهوية، وطرف رأى فيه خطرا على مصالحه ومهددا لوجوده وقاطعا لطريق استعادة سلطته، وثالث تراءى له (الإطاري) بمثابة حبل المشنقة الذي ينتظره، ورابع يرى فيه الوصول للسلطة والتنكيل بالخصوم وتصفية الحسابات والتمكين للذات…وأما الطرف الخامس فهو وحده الذي يرى فيه كل العشم والأمل في الدولة المدنية دولة القانون واحترام كرامة الانسان والعدالة الاجتماعية والمساواة امام القانون، وهذا الطرف هو السواد الاعظم ولكنه لايملك القوة والنفوذ التي تمكنه من تحقيق هذه الأهداف النبيلة..
(4)
نعود ونقول صحيح ان الحرب كان لابد منها طالما أن هناك تمرد، لكن استمرارها على هذا النحو هو تدمير لما تبقى من مقدرات السودان وموارده ورجاله واقتصاده المنهار وأمنه الهش،ومزيدا من التدمير والانهيار والتدخل الدولي وتقسيم البلاد.. ودفع المزيد من الأثمان الباهظة التي ربما لايدركهاإلا من ينظرون في الأفق البعيد لا أولئك الذين لا تتعدى نظرتهم موضع اقدامهم..
(5)
أي تمرد في كل الدنيا يبدأ حسمه بالحرب، وينتهي بالحوار والتفاوض، مهما كانت فظاعته، واي حرب في كل الدنيا تنتهي بالتفاوض والاتفاق والنماذج كثيرة والأمثلة عديدة، يحدث كل ذلك لاريب عندما تهدأ العواطف، ويعود العقل لرشده ويصبح التفكير واقعيا وموضوعيا…إذن لا للحرب ونعم للسلام..ولا خيار أفضل إلا إيقاف الحرب أولا.. وبعدها لكل حدث حديث ولكل مقام مقال
..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تخب ان يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: