باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

أحمد يوسف التاي يكتب: الدعم “الصريع” واللاعب الخفي

2٬044

(1)
أكبر كارثة عاشها السودانيون، ولم يشهد مثلها منذ أكثر من قرن ، هي الحرب الطاحنة التي دارت بين الجيش السوداني وما يسمى بقوات الدعم السريع، ذلك بأنها كانت مباغتة، قوية الأثر، بالغة التأثير، شديدة الوطأة، وحشية الفعل..هذا من حيث الطبيعة المتوحشة، أما من حيث التوقيت، فقد جاءت الحرب الملعونة في توقيت حساس للغاية، توقيت يعاني فيه السواد الأعظم من السودانيين من شظف العيش والحاجة والعوز والفقر المدقع والضائقة المعيشية وانفجار البطالة وسط الشباب، وانفلات الأسواق، وانهيار قيمة العملة الوطنية، وتصاعد أرقام التضخم.. ولكل هذا كانت هذه الحرب أكبر كارثة عاشها السودانيون…
ولأنها أصابة مركز عصب الحياة السودانية، عاصمتهم القومية، ومحور نشاطهم الاقتصادي..
(2)
ليست هناك حقيقةمطلقة إلا ماكان مصدره خالق الكون، وليس كل تحليل أو رأي أو تكهن هو بالضرورة حقيقة قائمة بذاتها، ولكن من دون شك هناك معطيات وقرائن ومؤشرات تعزز درجة الاحتمالات، والراي وتعضد مستوى الفرضية والزعم، وهناك نتائج على الأرض تصطف إلى جانب المعطيات فتجعلها أقرب إلى الحقيقة..
(3)
فمن زعم أن أنصار النظام المخلوع وكوادره المدنية والعسكرية، كان لها دور بارز في تحديد ساعة الصفر، وإشعال عود ثقاب الحرب وفرض توقيتها على الطرفين المتأهبين للحرب أصلا، من قال بذلك لم يتجاوز حدود المنطق أبداً، طالما أن كثير من قادة الجيش وقعوا أسرى، وتفاجأوا بالحرب، فضلا عما حدث لقائد الجيش الذي (فلت من الاغيال ببنط واحد)، ويضاف إلى ذلك تأكيد أو زعم جماعة حميدتي أن الجيش هو من بدأ الحرب.. إلى جانب خروج قادة النظام من سجن كوبر، ورصد تحركات بعض الكوادر “الجبهجية”
(4)
ومن قال بالنظرة الانتهازية لبعض قوى الحرية والتغيير التي احتمت واستقوت بحميدتي وهددت بالحرب،والتقت مصالحها بمصالح وطموحات حميدتي، من قال بذلك فلن يعدم الحجة التي تسند هذا الزعم..
بعض القادة بقوى التغيير نظروا إلى قوة حميدتي نظرة انتهازية ،واحتموا به واغتروا به ورأوا في قواته وذهبه الخلاص من فلول النظام المخلوع الذين شكلوا خطرا عليهم ..
(5)
أما النتائج على الأرض تقول أن حميدتي كان الخاسر الأكبر في هذه الحرب، وبالتالي خسر ت بعض الأحزاب التي اصطفت معه سرا وعلانية،من تلك التي كانت تؤيده على حرف إن اصابها خير اطمأنت، وإن أصابها شر انقلبت على عقبيها، خسرت الدعم و(الدعم)، وبالتاكيد خسر اللاعب الخفي الذي يجيد إخفاء نفسه وهو يفشل في تحقيق الهدف المعلوم..
أما الرابح في هذه المواجهة فهو الجيش السوداني ، والمعطيات والأدلة على ذلك كثيرة، وإن تسلل تحت مظلته القومية أحزاب وتنظيمات…
..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تخب ان يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: