عبد الحميد قرناص يكتب: عطبرة ليالي اب جنزير
عض قلبي ولا تعض رغيفي
عطبرة قلب العمال النابض كانت تنظر في عين الوحش و لا تبالي
و لذا توعدتها السلطة المركزية بالضرب بيد من حديد اذ لا يفل الحديد الا الحديد !!
كان شتاء أخرسا لمدينة لا تعرف التثاؤب تستيقظ باكرا على صوت نداءات فجر المساجد و صفافير السكة الحديد تسمع كركبة عدة الشاي
في كل البيوت و في نفس اللحظة تسمع صرير الابواب ترتج و تقفل و عجلات العمال تنساب في الشوارع و الطرقات نحو الورش والمخازن ..
….. عطبرة ازداد غضبها بعد أن قررت الحكومة رفع سعر السكر و السجاير و بالرغم من أن العطبراوين ليسوا (بنسونيون وهدجيون) !!
فهم أكثر استهلاكا للبرنجي و (أبو نخلة) .. إلا أن رفع سعر السكر كان يعني تدني مستوى المزاج (السيروتونيني) إلى حده الأدنى لمدينة
لا تعرف مضادات الاكتئاب الثلاثية الأبعاد فالسكر هو الذي (يضبط) المزاج صباحا وهم خارجون إلى العمل و هو المصدر الرئيسي
للسعرات الحرارية في الباسطة مساء و قد صدق حدسهم فقد رفع كل من العم محي الدين والشيخ سليمان أباظة سعر القطعة
من قرش و نصف إلى قرشين ” و عينك ما تشوف إلا النور يا بيه ” منشورات الشيوعيين تملأ الشوارع و الشعارات على الجدران
المنازل و المدارس و الأندية تحرض على التمرد و الإضراب … و النزول إلى الشوارع !! حتى (اب جنزير) اتهموا فيه السلطات
بأنه من صنعهم و ذريعة ليقتحموا البيوت و المخابئ لاعتقال الشيوعيين و كسر شوكة كفاح الطبقة العاملة و هكذا انقسمت عطبرة إلى قسمين !!
جماعة قهوة (ودالبيه).. و هؤلاء اقتنعوا تماما بوجود (اب جنزير) كشخص له قدرات ميتافيزيقية تمكنه على التخلص بسهولة من قبضة السواري واحتياطي الطوارئ .. …..
تقول الروايات أنه خدع (اسماعين فلشين) و جماعته عندما حاصروه في أمبكول …… خرج على هيئة حمار …
وفي الحصاية و الفكي مدني كان البوليس دائما يفاجأ بــ”تيس عبد المعروف ” متجولا في الشوارع ثم ما أن يبتعد حتي يسمعوا صوت
قهقهة عالية ثم صوت شخص على دراجة يهرب متسترا بظلام الليل الداكن حيث لا عواميد ولا إنارة في الشوارع …. أما قهوة فضل المولى فكانت ملتقى الانتلجسيا و الصفوة
فلن تعدم شخصا مثل (حسنوف) يجادلك في نظرية (رأس المال) و لا المادية الجدليه ثم يتدرج بك إلى العمق ليحدثك عن مدارس الفلسفة
و النقد المختلفة ” لرولان بارت و (سوزان اسكيمو منيش ) و عبد القادر الجرجاني حسنوف و(الأمين ود سعد) ومصطفى الحاج نصر ….
هؤلاء وبقية الرفاق كانوا مقتنعين تماما أن (ابو جنزير) شخصية وهميه كوسيلة من وسائل القمع ولكن مهما تعددت
هذه الأساليب إلا إن هذا لن يحد من استمرار الكفاح الطبقي ضد البرجوازية و ازناب الرأسمالية و عملاء الإقطاع !!!
حرم (اب جنزير) عطبرة من ليالي حسن خليفة العطبراوي و فرقته الفتية حرقل جرقندي و جمجاط و طرمنطز !!
عند الساعة الثانية ظهرا تكون (أخلاق) عطبرة في أرنبة انفها لحظتها لا تجادل عمالها و لا تحاول تخفيف دمك معهم فلن تفلت
ساعتها من السباب و بعض الأذى الجسيم فهذا هو ود الفحل العانل في الفرن حاول مجاملة أستاذه جمال الشوش أعطاه حصته من الرغيف و استثناه
من الوقوف في الصف أمام حر الطابونة و نيرانها المتوهجة معللا ذلك بقوله :- يا جماعة الزول ده درسني في الوسطي !!
عندها رد عليه (كدوية المحولجي) محتجا رافعا يديه :- يعني شنو درسك يعني دخلك السوربون !!.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.