الطاهر ساتي يكتب: هكذا الفرق..!!
:: صدقاً، إذا لم تستح فاصنع ما شئت.. بالأمس، كشف الناطق باسم المجلس المركزي لقوى الحرية رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان التيار الثوري الديمقراطي ياسر عرمان، عن وجود أسماء مرشحة لشغل المنصب، لم يذكرها، ونوه إلى أن هناك اتفاق بشأن معايير اختيار رئيس الوزراء، وقد تم تسليمها للمبعوثين الدوليين، هكذا الخبر..!!
:: ما علاقة المبعوثين الدوليين باختيار رئيس وزراء حكومة السودان ليسلمهم المركزي معايير الاختيار؟.. فالشاهد، لا علاقة للمبعوثين الدوليين برئيس وزراء حكومة السودان ولا بمعايير اختياره، ولكن المؤسف أن المجلس المركزي لقوى الحرية مصاب بالرق النفسي والإحساس بالدونية أمام كل الأجانب، بمن فيهم المبعوثين الدوليين، ولذلك يهرول إليهم بمعايير الاختيار بلا حياء..!!
:: فالأجانب باللجنة الرباعية، وكذلك الثلاثية، محض وسطاء لا تتجاوز سلطاتهم تقريب المسافة بين الفرقاء بتقديم المقترحات، ثم مراقبة عمليات التفاوض دون أي تدخل في التفاصيل.. وهم غير ملزمين ولا مفوضين بالتدقيق في معايير اختيار رئيس وأعضاء مجلس الوزراء، فهذا شأن وطني، أو يُفترض ذلك، ولكن المجلس المركزي دون مستوى هذا الشأن الوطني، ولذلك يلجأ للأجانب، حاملاً على رأسه (بقجة المعايير)..!!
:: ثم، ما هي معايير اختيار رئيس الوزراء التي سلمها المركزي للبمعوثيين الدوليين، حسب اعتراف عرمان؟.. ما هي المعايير؟، وهل بالضرورة أن يكون رئيس وزراء السودان أقرعاً ونُزهياً؟، من مزدوجي الجنسية؟، يتقن الإنجليزية والأكاذيب؟، يمتلك شركات السحت وأسرته تقيم بالخارج؟، يعشق الاحتماء بالأجانب ويبغض شعب وجيش وطنه؟.. ما هي المعايير التي بطرف المبعوثين الدوليين..؟؟
:: المهم.. ياسر ومن معه يخدعون أنفسهم بالرهان على المبعوثيين الدوليين في اختيار رئيس الوزراء، لأن هذا الاختيار شأن سوداني وسابق لأوانه.. وناهيكم عن الرباعية والثلاثية وفولكر وغيره، لو اجتمعت كل دول العالم بمعوثيها في الخرطوم، لن يتم تشكيل الآلية الوطنية لاختيار رئيس الوزراء قبل اكتمال العملية السياسية، ثم التوقيع على الإعلان السياسي ودستوره، وعرمان يعرف ذلك ولكنه يهوى التهريج..!!
:: وما يزعج عرمان وبعض النشطاء، ويرغمهم على الهرولة بين المبعوثين الدوليين وعلى رؤوسهم (بقجة المعايير)، ليس الفراغ الدستوري، بل خوفاً من اقتراح نائبة رئيس حزب الأمة القومي، د. مريم الصادق المهدي.. (تشكيل حكومة تصريف أعمال، كحكومة مؤقتة، لحين التوصل إلى اتفاق نهائي).. هكذا تقترح المنصورة، والكتلة الديمقراطية لم ترفض هذا الاقتراح..!!
:: وبغض النظر عن موقف القوى السياسية والمكون العسكري، فإن اقتراح المنصورة هو ما يسمى في السياسة بالبدائل.. والفرق بين السياسي والناشط هو أن السياسي يطرح البدائل والحلول، كما تفعل المنصورة حين تقترح حكومة تصريف الأعمال بديلاً مؤقتاً لسد الفراغ الدستوري لحين التوصل للحل الشامل، بيد أن الناشط يُهرّج ويهرف بما لا يعرف، كاللجوء إلى المبعوثين الدوليين ليختاروا رئيس وزراء البلد..!!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.