حمّور زيادة يكتب: الذين أتوا من الفضاء
*لم تعد الكائنات الفضائية موضوعاً هوليوودياً. لقد دخلت مناقشات الكونغرس. و”بي بي سي” ذات التقاليد العريقة التي تعتبر نفسها صوت الرصانة البريطاني تنشر مواضيع تتساءل عن الأجسام المجهولة التي تزور كوكبنا!
*أصدر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، قبل أسابيع، تقريراً عما أسماها “ظواهر جوية مجهولة الهوية”. بعدها أعلن الجيش الأميركي في منتصف شهر فبراير/ شباط الجاري إسقاط جسمين طائرين مجهولين. ستُظهر التحقيقات غالباً أنها بالونات تجسّس جديدة، مثل المنطاد الصيني الذي شغل العالم في نهاية الشهر الماضي (يناير/ كانون الثاني)، قبل أن تسقطه الدفاعات الأميركية في أول هذا الشهر. لكن قبول الناس لفكرة الأطباق الطائرة لن يتغير، فقد غرس تقرير البنتاغون الصادر في العام 2021 بذرة الجدّية في المسألة التي كانت حكراً على كُتّاب الخيال العلمي.
*استثار هذا التحوّل في التعامل مع المسألة هواة نظريات المؤامرة الذين ظلوا منذ عقود يتحدّثون عن المنطقة 51 التي يزعمون أن السلطات الأميركية تحتفظ فيها بأجسام فضائية، وجثث كائنات من كواكب أخرى. وهي الأسطورة الحضرية التي أبدع رولان ايميريش ودين ديفلين في استخدامها في فيلم “يوم الاستقلال” الشهير في 1996.
*يحاول أنيس منصور، في كتابه “الذين هبطوا من السماء”، ربط الحضارات الإنسانية السابقة بزوّار الكواكب الأخرى. الكتاب الذي يقال إنه مأخوذٌ عن كتاب “عربات الآلهة” للسويسري أريك فون دانكن، حاول ربط الحضارة الفرعونية وغيرها من الحضارات بمخلوقاتٍ فضائيةٍ زارت كوكبنا ووضعت لمساتها عليه وعلى مسار تطوّر البشرية. فالحضارة عنده، أو بحسب التسلية التي كتبها، هدية فضائية. جاءت الأطباق الطائرة لتبني الأهرامات، وتنحت تماثيل جزيرة عيد الفصح، وتصنع بطارية بغداد. تبدو تلك مهمةً غريبةً لكائنات قطعت آلاف السنوات الضوئية لتصل إلى كوكبنا. مثلما يصدّق بعض الناس أن أرواح الموتى ترجع إلى الحياة في صورة شبحية لتحرّك أثاث المنازل، أو تعابث الأحياء في انعكاس صورة المرايا!
*ستكون مفاجأة سخيفة إذا ما قرّرت الحياة أن تعابثنا، وتُثبت أن هناك كائنات عاقلة ومتطوّرة تعيش في كواكب أخرى قادرة على أن تصل الى كوكبنا، فبعد كل هذه السنوات من اعتبار قصص ET، والملفات إكس، وصراعات Star Wars، مجرّد تسلية خيالية، لن يبلع غرورنا البشري بسهولة فكرة أن نتبادل السفراء مع سكان الكواكب الأخرى. بقدر ما تبدو هذه العبارة مبتذلة وغير جادّة، وتليق فقط بروايات الخيال العلمي، لكن كيف يمكننا أن نتجاوز جدّية مناقشة هذه الأمور في هيئات حكومية رسمية لها مكانتها؟
نقلاً عن العربي الجديد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.