د.عبدالحميد قرناص يكتب لـ”باج نيوز”: ذكرى وذكريات
*مع ذكرى وفاة الفنان القامة محمد وردي تستدعي الذاكرة أيضًا ذكرى تهجير النوبيين واغراق مدينة وادي حلفا التي ثمرته غليها الآن 67عامًا منذ يناير الماضي
*عندما قرّرت مصر إقامة خزان السدّ العالي عند أسوان، لفت أنظار العالم المشروع المدهش تصميمًا وحجمًا وتكلفة وفائدة، لكّن آثاره الضارة على النوبة لم تسترع انتباه أحد، فالبحيرة التي خلقها الخزان كانت ذات أثر مدمّر امتد أثرها على مسافة 150 كيلو مترًا داخل السودان، ففي السودان -وحده- ابتلعت مياه البحيرة سبعا وعشرين قرية بالإضافة إلى مدينة وادي حلفا. وفقد 50 ألف نوبي سوداني مأواهم وكل أراضيهم ومساكنهم ونخيلهم ومقومات حياتهم.
*الفنان المناضل وردي يظهر في لقطة ارشيفية محمولا علي الأكتاف في أوّل مظاهرة من نوعها في العاصمة احتجاج على تهجير أهالي حلفا والتي لم تتردّ الحكومة في قمعها واعتقال المشاركين فيها على قلّة أعدادهم كانوا فريسة سهلة سهل الانقضاض عليها وحسمها في حينها.
*تلك المظاهرات التي لم تجد التضامن الكافي من بقية المواطنين ربما لقلّة الوعي الجماهيري وقلّة الخبرة في الاحتجاجات الجماعية أو ربما ظنًا منهم أنّ قضية حلفا تخصّ الخلفاويين وحدهم
*يقال والعهدة على الراوية أنّ المعتقلين في مظاهرة الخرطوم وجدوا معهم شخص واحد غير حلفاوي سألوه عن اسمه، فأجاب أنا اسمي :
عبد العظيم خليفة
طيب انت من وين ؟؟
قال ليهم انا من الابيص
فرد عليه وردي ؛ ياخي الأبيض موية ذاتو ما فيها انت الجابك شنو ؟؟؟؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.