حفيظ دراجي يكتب: المان يونايتد.. قطري!!
*تتسارع الأحداث وتتضارب الأخبار والتسريبات حول اقتراب قطر للاستثمار من شراء نادي مانشستر يونايتد العريق في ظل صراع كبير بين خمسة ملاك وشركات كبرى أميركية وآسيوية وحتى بريطانية، تحلم بامتلاك الفريق منذ كشف ملاكه الأميركان عن رغبتهم في بيعه مقابل سبع مليار دولار لمن يريد الاستحواذ عليه كلياً، على غرار الجانب القطري الذي لا يكتفي بالحصول على أسهم، بل يريد شراءه مثلما فعل مع باريس سان جيرمان سنة 2011، في وقت يعارض بعض الإنكليز بيعه للأجانب، لكنهم لا يرفضون أموالهم إذا كانت لأجل الاستثمار فقط والمساهمة في رأس مال الفريق، بينما تريد عائلة غليزر الأميركية المالكة للفريق التخلص من هموم نادٍ فاقت ديونه المليار دولار، ويعيش ضغوطات إعلامية وجماهيرية كبيرة، في وقت يتخوف الفرنسيون من مصير البياسجي في حالة كان المان يونايتد من نصيب القطريين.
*إلى غاية البارحة، آخر يوم لتقديم العروض، كان الحديث عن عرض قطري رسمي تم تقديمه للاستحواذ على النادي كلياً بمبلغ يفوق خمسة مليارات دولار حسب تقديرات غير رسمية، في ظل منافسة قوية من مجموعة الملياردير البريطاني جيم راكتيف المختصة في مجال البتروكيمياء، والتي تمتلك نادي نيس الفرنسي ولوزان السويسري إضافة إلى زبائن آخرين محتملين، على غرار الأميركي الكندي إيلون ماسك مالك تطبيق تويتر الذي تقدّر ثروته بالمليارات، ويريد دخول عالم الكرة من بوابة أعرق وأكبر الأندية في العالم، إذ من المنتظر أن تتغير ملكية الفريق من عائلة غليزر إلى المالك الجديد نهاية مارس المقبل بعد دراسة العروض وإتمام الإجراءات الإدارية والقانونية.
*العرض القطري يبدو في أحسن رواق للظفر بالصفقة الاقتصادية والتجارية، خاصة أنّه قدم عرضاً لشراء كلّ أسهم الفريق رغم المعارضة الداخلية في بريطانيا التي تقبل بالأميركان والروس، وتوافق على استقطاب رؤوس الأموال العربية للمعلنين والمستثمرين مثلما حدث في السيتي ونيوكاسل، لكنها ترفض انتقال الملكية الكاملة لهم، وهو الأمر الذي دفع بمنظمة حقوقية بريطانية لمطالبة الاتحاد الأوروبي بمنع القطريين من الاستحواذ على المان بحجة تضارب المصالح، باعتبار أن قطر للاستثمار تملك نادي باريس سان جرمان، لكن القطريين دخلوا المنافسة عن طريق الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني رئيس بنك قطر الإسلامي لتفادي اختراق قوانين الاتحاد الأوروبي التي تمنع ملكية ناديين أوروبيين من طرف نفس الشخص أو المؤسسة أو الدولة.
*من جهة أخرى يتخوف الطرف الفرنسي على مصير البياسجي وتراجع حجم الاستثمارات فيه خلال الفترة المقبلة، خاصة منذ بدأ القطريون يشعرون بخيبة الأمل من نكران الفرنسيين للجميل والجهد المبذول على مدى أكثر من عقد من الزمن، جعلوا من النادي الباريسي فريقاً عالمياً يستقطب أكبر نجوم الكرة بفضل المليارات التي تم ضخها في خزائنه، والتي صارت مكلفة لمؤسسة قطر للاستثمار التي تخسر ما يقارب 200 مليون يورو سنوياً، وتتعرض كلّ مرة للانتقادات من طرف السياسيين والإعلاميين، دون أدنى تقدير لكل الإنجازات التي حققها الفريق، والقيمة التي صار عليها الدوري الفرنسي بين الدوريات الأوروبية الكبرى بعد التحاق ميسي ونيمار وراموس وغيرهم من اللاعبين الذين لم يكن أحد في فرنسا يحلم برؤيتهم في الملاعب الفرنسية.
*وسط كل هذا التنافس لأجل الاستحواذ على المان يونايتد ظهرت تسريبات صحافية حديثة تتحدث عن تراجع محتمل لمؤسسة مالكوم غليزر عن بيع الفريق بحجة ضعف العروض المالية المقدمة، لكن إذا حدث ذلك فسيكون بسبب ضغوطات إعلامية وجماهيرية وحتى سياسية يتعرض لها المالك منذ أعلن نيته التخلي عن الفريق بسبب ديونه المتراكمة ومتاعب تسيير مؤسسة كبيرة من حجم المان يونايتد، لا يقدر عليها سوى طويل العمر وصاحب الأموال الكثيرة والتسيير المحكم، والقادر على تحمل كل التحديات والتداعيات من خسائر مادية ونكران الجميل.
نقلاً عن العربي الجديد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.