بشارة جمعة أرور يكتب: تَبّاً للمضللين.. كفى سيراً على طريق الوجع
*هذه الأيام نعيش في مونديال الصراعات السياسية بين متعمد ومتواطئ ومتوهم ودعي… الفرق جد شاسع بين الحقيقة والتضلليل والإعلام والدعاية، ذلك لأن الحقيقة تمثل نور والضلال يشبه الظلام وأن الإعلام يهدف أساساً إلى نقل الحقيقة للمتلقي وزرع القناعات الصحيحة لديه إستناداً على صحة المعلومات والوقائع،أما الدعاية كثيراً ما تلازم التضليل ومرامها في أحسن الأحوال تكوين الإنطباعات التي تخدم أغراض أصحابها عند المتلقي وذلك بتلوين الحقائق على نهج الإعلان التجاري وفي أسوأ الأحوال وهي الغالبة في الأنظمة الضعيفة فإن الدعاية تعمل على زرع الأوهام لحشد التأييد والمناصرة إستناداً على محض الأكاذيب.
*والدعاية عندما تمارث في عالم السياسة في أحسن أحوالها أي بتلوين الحقائق بأسلوب الإعلان في عالم التجارة تكون في كثير من الأحيان ضارة جداً بجوهر الحقيقة. وهناك طرفة توضح مدى الضرر الذي يمكن أن يلحقه مثل هذه الدعاية على جوهر الحقيقة، ومفاد الطرفة وهي من نكات الحقبة التي كانت فيها الحرب الباردة في أوجها، أن سباقاً في العدو نظم بين الرئيس الأمريكي الأسبق جون كندي والرئيس الأسبق للإتحاد السوفيتي نيكيتا خرتشوف وإنتهى بفوز الأول على الثاني. وفي تغطيتها لخبر ذلك السباق قالت إذاعة صوت أمريكا أنه جرى سباق رئاسي إحتل فيه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المركز الأول فيما جاء رئيس الإتحاد السوفيتي في المركز الأخير. أما إذاعة موسكو من ناحيتها فقد صاغت الخبر قائلةً: أن سباقاً رئاسياً قد نظم وإحتل فيه رئيس الإتحاد السوفيتي المركز الثاني وحل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الإمبريالية في المركز قبل الأخير.
*وبالرغم من أن الصياغتين لم تجافيا الحقيقة من الناحية الشكلية فإن ضررهما بجوهرها لا يخفى على ذي بال وهذا هو خطر الدعاية في أحسن أحوالها عندما تقوم بتلوين الحقائق وتزييف الوعي،أما حين تستند الدعاية على محض الكذب فإنها تصبح كارثة حقيقية على المجتمعات ونحسب أن بعض بل غالب ما يجري هذه الأيام من دعاية سياسية مسمومة بل هو عين التخدير السياسي بخصوص الإتفاق السياسي الإطاري والإدعاء بحاكميتها وشمولها و…و…،وهذا يدخل في باب الدعاية السياسية السوداء القائمة على الكذب المحض والخداع والتضليل السياسي المتعمد سواء أن تدثرت بالقبول المتوهم من الخارج أو تزينت بالدعم الباهت من بعض الدول والمنظمات التي تمارس التمثيل السطحي، لأن محور إرتكاز هذه الدعاية مخاطبة ود الأجنبي وليس الوطن والمواطن. ونأمل أن يسعفنا الذاكرة ببعض الحقائق والوقائع والمعلومات الدقيقة أن نقدم شرحاً وتوضيحاً موجزاً لرجل الشارع البسيط والرأي العام عن حقيقة النفاق السياسي الإجباري ماسمي ( الاتفاق السياسي الإطاري ) وتهكمات وتندرات أهلها قبل الآخرين نعم إنهم يتندرون عليه قبل غيرهم وفيهم من قال متهكماً لجليسه هل هؤلاء هم من نرجو منهم أن يأتوا بالديمقراطية ويحققوا السلام والاستقرار وهل سيتفقون وإذا كنت تتوقع ذلك، فمتى سيتفقون، فأشر إليه بعلامة أصبر وضحك وقال: قالوا بعد شهر حسب زعمهم فرد عليه محدثه وقال: دعك عن ما قالوا،أنت كم من الزمن تعطيهم في الوصول إلى إتفاق فيما بينهم فرد عليه،والله يعني زي ثلاثة شهور تقريباً وطلب هذا من الذي يحاوره، كم تقدر أنت لهم فرد مسرعاً بعلامة النصر،فقال: ماذا…؟! فرد عليه ( سنتين،ولن يتفقوا…).
*والكثير من السفراء الذين يجارون القوم ويناصرونهم قالوا : هذا الاتفاق لن ينجح… ومثل هذا الشرح مهم في تقديرنا للحد من إستثمار أبواق الدعاية الكاذبة لجهل العامة.
*فالحقيقة الأولى هي تكتم الأطراف عن عدم نشر نص الإتفاق السياسي الإطاري ( النفاق السياسي الإجباري ) والقضايا التي تعالجها،ولماذا تم حذف فقرة الوثيقة الدستورية( وثيقة نقابة المحامين).
والحقيقة الثانية عدم أضطلاع أغلب الموقعين على النصوص التي تم التوقيع عليها، وعدم علم وإلمام معظم أعضاء الجهات الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري( النفاق السياسي الإجباري ) والوقائع الماثلة تشي بأن هنالك واجهات تحشيدية وتجميلية لصورة المشهد تمثلت في عضوية القوى السياسية الموقعة…، ألا أدلكم على ما يوضح ما ذهبنا إليه ؟! الإجابة: الحديث المتضارب لأطراف الاتفاق وتصريحاتهم وليس هناك أدل من تصريح مالك عقار.
*وكذلك أقوال أيقونات ومشاهير اللايفات والتصريحات المعلبة والمصطلحات الملفوف بقصدِير الأيدلوجيات….
*ولدينا المزيد من المعلومات المؤكدة تفيد بأن دولة كبيرة وراء هذا الاتفاق بل أنها صاحبة الخطة والسيناريو في إختيار رئيس الوزراء والوزراء وعدد الوزارات وهي من غلقت الأبواب في وجه القوى الأخرى، ووجهت بعض السفراء والمبعوثين بإجراء الاتصالات والدعوات واللقاءات في السفارات ومنازل السفراء والادهاء والامر من ذلك أن أحد المبعوثين قال بالفم المليان للحاضرين في إحدى الاجتماعات، هذا الاتفاق مولود برعاية الدولة الفلانية وهو حصري ومغلق كما تم التخطيط له ولا مجال لكم بل سيتم إلحاق بعض التنظيمات التي تم تحديدها مسبقاً…
*وعلمنا أن هناك تهديدات و كروت إستخدمت ضد قيادات وتنظيمات للضغط عليها لكي تلحق بحفل التوقيع والإنضمام….
*وهذه المعلومات والممارسات التي تمت…، منها ما هو معلوم ومنها ماهو في طي الكتمان والسرية التامة أو في حلقة ضيقة جداً حيث يصعب الحصول على تلك المعلومات الخاصة بالتهديدات والإغراءات ومعرفة ما تم ويتم من ممارسات في تقسيم التنظيمات إلا عن طريق حديث المهددين أنفسهم أو المستخدمين التابعين أو عن طريق التسريبات بواسطة المقربين…تخيلوا أن دولة مثل السودان يبرطع ويتصرف فيها الأجانب دون قيود، والعملاء يتفاخرون ويجاهرون… ويكون الأجنبي الآمر والناهي سفير أو مبعوث رعديد…
*وإنها نبوءة ويا لها من نبوءة، فهذا زمانك يا لُكع فارتع وحسبك من الرتع ما يمتعك بقدر فهمك…!!
*نعم،لُكع هذه الأيام يسيطر ويهيمن ولُكع لا يخاف من أحد طالما الدولة الفلانية تسانده…
وإذا صرنا على هذه الحالة سيطل علينا كل حين وأخر إبن لُكع وحفيد لُكع وسيكون مصيرنا التفكك والتشرذم…
*وكم فصيحٍ أمات الجهل حُجَّته، وكم صفيقٍ له الأسـماع في رغد…
*وكما يتضح مما سلف ومما فصلناه فإن الرفض للإتفاق السياسي الإطاري( النفاق السياسي الإجباري ) ناتج من كونه مطبوخ من جهات أجنبية وأنه يفتقر إلى روح الوطنية ومبدأ السيادة.
قد أشرنا في مقدمة المقال إلى أربعة أصناف أضاعوا البلاد بإتباع شهوات الصراع والكيد السياسي في مونديال السياسة السودانية المعطوبة.
*وأول هذه الأصناف هم المتعمدون الضالعين في إثارة الفتن والعدوان والإنتهاكات الفظيعة،والصنف الثاني: هم أولئك المتواطئون مع الذين إجترحوا سيئات العدوان والإنتهاكات والقاسم المشترك بين هؤلاء وأولئك الإيمان بالأهداف الأيدلوجية التي أدت إلى التسويات السرية المنبوذة والإتفاقيات المفروضة.
*والصنف الثالث: هم المتوهمين ضحايا غسيل الدماغ بالدعاية الكاذبة المستغلة للعواطف والمشاعر لتغرير البسطاء وهكذا نجحت أبواق التضليل السياسي في إقناعهم بأن ما تم هو صناعة وطنية خالصة و…، لذلك لابد من جهد لإزالة الأوهام من رؤوس هؤلاء.
*وأخر الأصناف الأربعة: هم أدعياء الوطنية والحرص الزائف بالثورة وأهدافها وهم أصحاب إزدواجية المعايير العصية على الإنكار،الذين لا يخجلون ولا يستحون بأنهم ساهموا في إهدار كرامة الوطن وسيادته وباعوا قراره السياسي للأجنبي الدخيل…
*هؤلاء الذين أمضوا ردحاً من العمر يتنقلون بين العواصم الخارجية ويستقون بها في شن الحرب على الدولة إنطلاقاً من تلك الأراضي الأجنبية من أجل كرسي السلطة ومن أجل الإستقواء بالخارج على أي نظام لا يستسلم لطموحاتهم وتطلعاتهم، وإلتحق بهم نشطاء السياسة وإنتمى إليهم أطفال أنابيب التجسس…
*ونختم بأن الإتفاق السياسي الإطاري( النفاق السياسي الإجباري ) ينطوي على سلبيات ومخاطر يكفي أنها في مثل الحالة الماثلة أمامنا نطقت أفواه بعض الموتورين والمتنطعين فسالت أودية بقيح العبارات والترهات وفضحت نوايا أهلها وخبايا المتآمرين من الدول والسفارات والبعثات وبينت الحقائق عن العملاء والأجراء، وها هو أول الوهن قد ظهر في تصريحات وتعليقات بعضهم على رفقاء التواطؤ والخداع السياسي …
*سنكتفي بهذا القدر من الشرح والتوضيح ولا داعي أن تتعب أي جهة في سلخ هذا المشروع النافد”الإتفاق السياسي الإطاري”( النفاق السياسي الإجباري) لأن الكِيري أصلاً لا يباع إلا في…( ياهو الله كتلا زاتو).
*وكفى سيراً على طريق الوجع يا أيها المراوغون فقد خنقتم المشاعر الإيجابية والتفاؤل نحو الأفضل حتى سئم الشعب تلك المسرحيات السمجة وتضجر من أفكاركم الضحلة…
*تَبّاً للمضللين الأفاكين وتَبّاً لإي إتفاقٍ نافد منتهي…لا يقوى على إنتقاد حاضنته وصانعو تابوته قبل ميلاده.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.