والي سابق: لا يمكن اختزال شرق السودان في ناظر واحدٍ
الخرطوم: باج نيوز
رحّب والي كسلا السابق صالح عمّار، بوفد الآلية الثلاثية بقيادة الأمم المتحدة والإيقاد والاتحاد الإفريقي في الولاية، معتبرًا أنّ الخطوة تأتي لتسهيل التفاوض وإلحاق الشرق بالسلام.
وقلل صالح في حواره مع”الانتباهة”، من دعوة الناظر ترك والتي تطالب بإلغاء مسار شرق السودان، مبينًا أنّ هذه المسألة حولها اختلاف كبير.
واتّهم صالح عمّار، إنّ الانقلابيين بالقيام بدورٍ فيما يحدث بشرق السودان، معتبرًا أنّهم الفاعلين فيما يحدث باستخدام الأفراد.
*الأيام الماضية..سجّلت الآلية الثلاثية ممثلةً في الأمم المتحدة والإيقاد والاتحاد الإفريقي زيارةً إلى كسلا..أوّلاً كيف تقرأ هذه الزيارة؟
_الزيارة متوقّعة، باعتبار أنّ الآلية الثلاثية تعمل في إطار الترتيبات بخصوص العملية السياسية التي تجري بالبلاد، فوجودها الأخير يأتي لغياب شرق السودان عن التمثيل في المفاوضات بخصوص هذه العملية، ولذلك كانت الآلية حاضرة لإلحاق الاقليم بالاتّفاق.
* هل تعتقد أنّ هذه الزيارة يمكن أنّ تلعب دورًا إيجابيًا في إطار السعي لإنهاء التعقيد السياسي الراهن في البلاد؟
_على أيّ حالٍ زيارة الآلية الثلاثية مرحّب بها، فالأقليم في حاجة إلى مجهودٍ، لتسهيل التفاوض وترسيخ السلام، ولإلحاق الشرق بالاتّفاق الذي يجري حاليًا.
*زيارة الآلية الثلاثية إلى كسلا تأتي في وقتٍ تعلن فيه الهيئة التنسيقية لكيانات شرق السودان رفضها للتسوية الثنائية..ما مدى تراجع الأخير عن موقفها؟
_أوّلاً..لا يمكن اختزال شرق السودان في ناظر واحدٍ، فهناك أكثر من 6 ملايين نسمة يقطنون في الإقليم، وبالتالي لا توجد آلية تمنحه الحديث باسم هؤلاء جميعًا، فترك يمثّل قبيلة لها الاحترام لكنها نفسها غير مجمعة عليه، وهناك قوى رئيسية شعبية تتمثّل في القوى المدنية والسياسية المختلفة.
*ولكن ترك هو رئيس الهيئة التنسيقية لكيانات شرق السودان وبالتالي هو رئيس مجلس البجا؟
_ولكن في مواجهته هناك مجلس نظارات الشرق الذي يضم 17 ناظرًا وزعيم أهلي أيضًا لهم الحقّ، ولهم وجود أقوى وصوت مسموع كذلك.
*مؤخرًا..دعا والي كسلا خوجلي المجتمع الدولي بعدم معاقبة مواطني شرق السودان بوقف أو تجفيف الخدمات والمشاريع التي كانت قائمة بحجة قرارات 25 أكتوبر الماضي…ما تعليقك على ذلك؟
_هذا حديث غريب للغاية، وأنا استغرب لحاكم مسؤول واحد من مهامه توفير الخدمات لمواطني ولايته أن يدعو لذلك، فإنّ كان غير قادرٍ على تلبية احتياجات المواطنين كان عليه أنّ يستقيل، وأعتقد أنّ هناك تناقض في الأمر، فكيف تعمل على خطاب ضدّ المجتمع الدولي ومن ناحية أخرى تدعو إلى المساعدة، هذا في رأيي أمر مثير للاستغراب.
*يقف شرق السودان ضد اتّفاقية سلام جوبا، ويطالب بإلغاء مسار الشرق..إلى أيّ مدى يمكن أنّ تجد دعوته هذه للاستجابة؟
_أوّلاً..هذا الوصف غير دقيقٍ، فهناك خلاف بين سكان الإقليم حول اتّفاقية سلام جوبا بخصوص مسار الشرق، فالبعض مؤيّد والآخر معارض، وبالتالي هذه القضية باتت تشكّل نقطة استقطاب في الأقليم، وهي موضوع خلاف لكن ليس صحيحًا أنّ كلّ سكان الإقليم ضدّ المسار.
*إذا كيف يمكن الوصول إلى صيغة توافقية حولها؟
_الحلّ يتمثّل في إجراء حوارٍ بتسهيلِ وسطاء لديهم القبول من كلّ الأطراف المؤيّدة والمعارضة والقوى المدنية والسياسية الأخرى، للوصول إلى حلّ نهائي بشأن أزمة مسار الشرق.
*ولكن..الصوت البارز حاليًا هو رئيس مجلس البجا الناظر محمد الامين ترك الذي يدعو إلى إلغاء المسار ضمن مطالب شرق السودان؟
_هذه الدعوة لا تمثّل الشرق بأكمله، وإنّما تمثّل الناظر ترك، هناك 17 ناظرًا يمكن أنّ يفعلوا كما يفعل ترك، ولكنّ صمتهم حاليًا يأتي إلى عدم جرّ الإقليم للصراع، ولذلك لا حراك لهم على الأرض، ولو حدث سيؤدّي إلى صراع دمويّ، ولذلك يبرز ترك كصوت عالٍ، فهو لا يكترث لمسألة السلام ويعمل أيّ حراك حتى لو كان يؤدّي إلى صراع، وحرب أهلية.
*هناك من يرى أنّ الصراعات في شرق السودان أعاقت التحوّل المدني،وتسبّب في الوضع الراهن؟
_هذا صحيح، ولكن حتى نكون واقعيين، الانقلابيين لهم دورٌ في ذلك وهم الفاعلين لكلّ ما يحدث، باستخدام الأفراد في الشرق كأدوات.
*إذا سلمنا أنّ الانقلابيين هم الفاعلين..ألاّ ترى أنّ الخلافات البارزة بين أبناء الشرق سهّلت مهمتهم وساعدت في ما وصل إليه الحال؟
_اتّفق معك في ذلك، لكنّ الخلافات البارزة في الشرق ليست على ما هي عليه في السابق، فالآن شرق السودان تجاوز الصراع المباشر، وما يظهر من خلافات هي في الإعلام فقط، ولكنّ على أرض الواقع ليس هناك قتل وهجوم على الأرض كما كان يحدث في الماضي.
*ولكنّ هذه الخلافات في النهاية تعني عدم اتّفاق بين أبناء الشرق؟
_هذه الخلافات ليست وليدة اللحظة، فنظام الحركة الإسلامية السابق لعب دورًا فيها، وهناك الآن من يخلط بين قضايا الإقليم وأجندة الحركة الإسلامية والانقلابيين وهذه هي المعضلة.
*خواتيم الأسبوع الماضي..أعلنت الحرية والتغيير المجلس المركزي عن اتّفاق إطاري مع المكوّن العسكري ..هل تعتقد أنّ ذلك يمثّل بارقة أمل لإنهاء الأزمة الراهنة؟
_علينا أنّ نتفاءل، فالوضع الذي وصلت إليه البلاد بات مهدّد للدولة، وأعتقد أنّ هناك طريقًا للحلّ، ولكنّ لا أعتقد أنّه توجد ضمانات من المكوّن العسكري للمضي في طريق الحلّ.
*لماذا؟
_الشواهد في ذلك كثيرة، فهناك اتّفاقيات وقّعت ولكن لم تجد التنفيذ من جانب العسكر وساهمت في التعقيد.
*ولكن بالمقابل، الحرية والتغيير لا تجد خطوتها إجماعًا من القوى الثورية الأخرى..ألاّ ترى أنّ ذلك قد يهدم ما تمّ؟
_حسب علمي، الحرية والتغيير هي في حالة حوار متواصل مع لجان المقاومة والقوى الثورية الأخرى للوصول إلى اتّفاق، وعمومًا أبواب الحوار مفتوحة وهناك بارقة أمل، ومؤكّد سيتمّ الوصول إلى صيغة توافق بين كل قوى الثورة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.