العربية نت: خالد فتحي
هزت أغاني الزنق العرف السائد في الأغنية السودانية، حيث تفاعل معها جمهور عريض خاصة من الشباب والمراهقين.
وتتميز أغاني الزنق بإيقاعاتها الصاخبة فهي مزيج من الموسيقى الغربية والإفريقية، وكلماتها بسيطة ومباشرة مع توظيف إيقاعات “الزار” بطريقة مدهشة.
كذلك، يتمتع فنانو وعازفو الزنق بملابسهم المميزة كالنظارات الشمسية والسلاسل والسبح المتدلية على الصدر والأساور، بجانب الأزياء الفاقعة التي تحمل صوراً لبوب مارلي وجيفارا.
بحث عن الذات
وفي هذا السياق، اعتبر صلاح شعيب وهو صحافي وكاتب وناقد فني وأدبي وموثق للتراث السوداني، أن تجربة أغاني الزنق عندها علاقة بالتحولات التي جرت بالسودان خلال الثلاثين عاما الماضية.
وأضاف أن تلك الفترة وجد الشباب مضايقة من السلطات ولم يجد أمامه أي إمكانية تواصل مع المبدعين الذين غادر معظمهم إلى خارج السودان أو بقي آخرون لكن لم يكن بمقدورهم أن يطلوا عبر الأجهزة الإعلامية الرسمية.
كما أوضح لـ “العربية.نت” أن “الأجيال ظلت متواصلة إلى حد كبير في تاريخ الأغنية السودانية منذ عشرينيات القرن الماضي، لكن بفترة الثلاثين عاماً كان نظام الحكم مضادا لحركة الفنون والإبداع، ما قاد لنضوب الساحة الفنية وهجرة المبدعين”. وأشار إلى أن “الجيل الذي نشأ بفترة البشير تعرض للقمع الثقافي وبالتالي جاءت تجربة الزنق كتمرد على القوالب السائدة وأتاحت لهذا الجيل أن يعبر عن نفسه”.
إلى ذلك، قال “سواء اختلفنا أو اتفقنا مع هذه التجربة لكنها محاولة للتعبير والانفتاح الثقافي والبحث عن الذات دون الاعتماد على الأنماط الغنائية السائدة منذ العشرينيات”.
تطور باتجاهات مختلفة
وأضاف الناقد الفني أن التجربة تطورت باتجاهات مختلفة رغم أنها لا تزال أقل بكثير من تجارب أخرى للأغنية السودانية، لكن التجربة لاقت قبولاً لدى الجيل المعاصر.
كذلك، شكلت نوعا من النمط الغنائي الذي مثل للطبقات الفقيرة والمسحوقة نوعا من المتعة والتعويض النفسي ضد عسف السلطة بكافة أشكالها.
أسباب الانتشار
بدوره، عزى الموسيقار الماحي سليمان انتشار أغاني الزنق لسببين أولهما ارتباطها بظاهرة يمكن تسميتها “الفنانة الراقصة” والسبب الآخر يتمثل بـ “النقطة”، وهي الأموال التي تنهال على المغنية من المعجبين والحضور وهذا يشجعها على المضي قدماً.
وأضاف لـ “العربية.نت” أن هذا النوع من الغناء ليس ابتداعاً سودانياً خالصاً حيث يوجد بكل دول العالم ويشابه “الطقطوقة” بمصر وأغاني التسلية في أوروبا و”الحملنتيش” بالشعر.
إيقاع سريع
إلى ذلك، لفت إلى أن الزنق يرتبط بحركة المجتمعات الحديثة والتيارات الوافدة إليه ويعبر عن إيقاع سريع يماثل سرعة إيقاع الحياة نفسها، موضحاً أن أغاني الزنق انعكاس لثقافة مجتمع كامل أضحى قليل الصبر في الاستماع لأغنيات طويلة، كما كان يفعل مع أم كلثوم أو عبد الحليم ووردي ومحمد الأمين هنا في السودان.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.