باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

السودان.. متطوعون يديرون محمية لإنقاذ الأسود

2٬024

الخرطوم : باج نيوز _ نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية 

كانت اللبؤة “كنداكة” تجلس في ما مضى جائعة داخل قفص صغير في الخرطوم، لكنها باتت تنظر إلى أشبالها الصغيرة تمرح داخل محمية تقع في قلب سهل عشبي، بفضل حفنة من المتطوعين في أحد أفقر بلدان العالم.

في السودان، باتت كلمة كنداكة، وهو اسم الملكات النوبيات في العصور القديمة، مرتبطة بالمتظاهرات اللاتي شاركن بشجاعة في التظاهرات التي أدت إلى اسقاط عمر البشير عام 2019 وما زلن يشاركن حالياً في التظاهرات التي اندلعت للمطالبة بتنحية العسكريين عن السلطة بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021.
ولكن هذه اللبؤة ذات السنوات الخمس، أُطلقت بعد 8 أشهر من الاستعدادات، من حديقة حيوان الخرطوم مع أسدين آخرين في يناير 2021، فيما كان السودان قد خرج لتوه من 30 عاماً من الحكم العسكري ومن عزلة دولية.

أسد

وأُنقذت الأسود الثلاثة التي كانت تعاني من الجفاف والترهل بفضل حملة على الإنترنت، ومنذ ذلك الحين اتسع المشروع وأصبحت محمية الباقير التي استقبلتهم والواقعة على بعد ساعة بالسيارة من الخرطوم، تؤوي 17 أسداً تراوح أعمارها بين 6 أشهر و6 سنوات، تعيش على مساحة تفوق 40 ألف متر مربع.

وفي كل يوم، يوزع عثمان صالح ومعتز كمال و20 متطوعاً آخرين ما بين 5 الى 10 كيلوجرامات من اللحم على كل أسد، وعلى حفنة من الضباع لديها مساحة خاصة بها في الهواء الطلق.

“سكارفيس” و”منصور”

ويتعين على المتطوعين توزيع وقتهم بين خدمة المحمية ووظائفهم، ولكن منذ الانقلاب العسكري في أكتوبر، ينبغي عليهم كذلك تحمل أعباء الانتقال والبحث عن طرق بديلة لتلك التي يغلقها الجيش بسبب التظاهرات.

ويقول المتطوع معتز كمال 30 عاماً: “الوقود سعره مرتفع والانتقال إلى المحمية مكلف، لكنني آتي كل يوم لأنني أشعر بسعادة في كل مرة”.

وانضم مهندس الاتصالات، الشاب المولع بالكلاب منذ الصغر، إلى المشروع منذ البداية، وهو يزور المحمية في كل عطلة نهاية أسبوع، ويكلفه التنقل إلى المكان ما بين 2 و 4 دولارات تقريباً.

ويبدي كمال إعجاباً خاصا بالأسد “سكارفيس” وهو ذكر كبير ذو وبر باللون البيج، وكذلك بـ”الطيب”، وهو أسد آخر أخذ اسم متطوع غادر أخيراً إلى أوغندا لاستكمال دراسته من أجل أن يصبح طبيباً بيطرياً بعد أن اكتشف أثناء وجوده في المحمية ولعه بالحيوانات.

حديقة حيوانات

وهناك أيضا الأسد “منصور”، الذي أطلق عليه هذا الاسم لأنه تغلب على الجوع في حديقة حيوانات الخرطوم ونجا من العنف في السودان – وهو استثناء مقارنة بما يحدث في مناطق أخرى من العالم – ويشير الصندوق العالمي لحفظ الطبيعة إلى أن عدد الأسود الإفريقية انخفض بنسبة 40% على مدى 3 أجيال.

ولم يعد هناك سوى 20 ألف أسد في الأوساط البرية في إفريقيا، من بينها حفنة تعيش في السودان، في حديقة الدندر الوطنية بالقرب من الحدود مع إثيوبيا الغارقة حالياً في الحرب.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: