الخرطوم: باج نيوز
غيّب الموت في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة الفنان السوداني الكبير الدكتور عبدالكريم الكابلي عن عمر يناهز الـ (90) عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض بمدينة ميتشغان بالولايات المتحدة الأمريكية.
وكتب نجله سعد الكابلي في تغريدة على تويتر قبل قليل (بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننقل اليكم خبر وفاة الوالد عبد الكريم Abdel Karim AlKabli .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة .. وإنَّا لله وإنا إلية راجعون).
وكان قد أعلن منذ فترة قليلة نجله عبد العزبز الكابلي تحسن نسبي في صحة والده، الذي نقل إلى قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات ولاية ميتشغان الأميركية، التي يقيم فيها بعض أفراد أسرته.
وقال عبد العزيز إنهم يأملون في تعافي والدهم قريبا، بما يسمح بعودته إلى السودان، لرغبته الشديدة في العودة إلى الوطن.
وبعد مسيرة من الإبداع الفني امتدت لأكثر من 60 عاما، احتل الكابلي مكانة مرموقة في أوساط السودانيين، وهو ما برز من خلال الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير بوضعه الصحي.
وأوضح عبد العزيز “لمسنا اهتماما كبيرا من القيادة السياسية في السودان بشقيها السيادي والتنفيذي ومن كافة أفراد الشعب السوداني الذين لم تنقطع اتصالاتهم منذ دخوله المستشفى بعد تدهور صحته”.
مولده
ولد الكابلي في مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر في عام 1932، والده عبد العزيز محمد عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن وتزوج بمدينة القلابات من صفية ابنة الشريف أحمد محمد نور زروق من أشراف مكة اللذين هاجروا إلى المغرب ثم جاؤوا للسودان لنشر الدعوة الإسلامية . نشأ وشبَّ في مرتع صباه ما بين مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف والجزيرة خصوصا منطقة أبوقوتة وكسلا.
أكثر ما ميز مسيرة الكابلي الذي ولد في شرق السودان هو جمعه بين ثلاث مواهب يندر أن تجتمع في فنان، فإضافة إلى حسه الموسيقي المرهف فهو مثقف ومترجم وباحث تراثي من الطراز الرفيع.
وبعد أن أكمل دراسته في خمسينيات القرن الماضي التحق الكابلي بالقضاء السوداني وعمل به نحو 20 عاما، قبل أن يقضي بضع سنوات للعمل كمترجم في السعودية ليعود إلى السودان مرة أخرى محترفا الغناء ويتربع على قمة الهرم الفني مع عدد من كبار المبدعين السودانيين.
بدايات
وبدأ الكابلي الغناء في الثامنة عشر من عمره؛ وظل يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان إلى أن واتته الفرصة الحقيقية نوفمبر عام 196، عندما تغني برائعة الشاعر تاج السر الحسن أنشودة آسيا وإفريقيا بحضور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
حفلت مسيرة الكابلي بالعديد من الأغنيات الرائعة التي لم تقتصر على العامية السودانية، حيث غنى باللغة العربية الفصحى مثل أغنية “شذى الزهر” للشاعر العربي محمود العقاد، و”أغنية آسيا وإفريقيا” للشاعر الحسن الحسي
ومن أبرز أغنياته التي تربعت على عرش الغناء السوداني وحتى خارجيًا هي “مروي” و”حبيبة عمري” و”يا ضنين الوعد” و”أراك عصي الدمع” و”أكاد لا اصدق” و”زمان الناس” و”حبك للناس” و”شمعة” و”دناب” و”لماذا”، و”معزوفة لدرويش متجول” لشاعرها السوداني الأصل محمد مفتاح الفيتوري.
ولامست أغنيات الكابلي وجدان المستمعين من خارج حدود بلاده لأنه كان يؤديها بالعربية الفصحى سيما وأنه عرف البراعة في إتقان اللغة العربية ويخرج الكلمات بدقة شديدة.
رحم الله الفنان عبدالكريم الكابلي واسكنه فسيح جناته.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.