الطاهر ساتي: فلول أكتوبر ..!!
:: سمعنا وقرأنا كثيراً عن أقدام أغبرت في سبيل الله، وهي الأقدام التي لا تمسها النار، حسب حديث نبوي شريف.. وكذلك سمعنا وقرأنا كثيراً عن أقدام أغبرت في سبيل الوطن، وهي أقدام المحاربين والثائرين في سبيل تحرير أوطانهم وشعوبهم من قيود الظلم والعبودية والشمولية، كأقدام ثوار هذا الزمان في بلادنا.. ولكن يوم الخميس الفائت، مع أقدام الثائرين في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة، شاهدنا النوع الثالث من الأقدام، وهي الأقدام التي أغبرت في سبيل سُلطة مفقودة..!!
:: محمد حسن التعايشي عضو المجلس السيادي المعزول، وآخرون من ذوي المناصب في المجلسين السيادي والوزراء المخلوعين، وكذلك آخرين من ذوي النفوذ والسطوة في الحاضنة السياسية البائدة، أغبرت أقدامهم في بعض شوارع الخرطوم، حسب (صور سيلفي) التي تُزين مواقغ التواصل.. نعم، فالسادة المعزولين كانوا أكثر حرصاً على التقاط الصور مع بعض الشباب الثائر، ثم نشرها – في وسائل التواصل الاجتماعي – بلسان حال قائل (شوفوني أنا ثائر) أو (سيلفي والثوار خلفي)..!!
:: ولكن الجدير بالانتباه والتأمل، فإن هؤلاء المعزولين الذين أغبرت أقدامهم في سبيل مناصب أتتهم وهي تجرجر أذيالها ولم يحافظوا عليها كالرجال، هؤلاء لم يخاطبوا الثوار كما كانوا يفعلون في منصات القيادة العامة في زمن (السواقة بالخلاء).. لم يخاطبوا الشياب الثائر، وناهيكم عن المخاطبة، بل في المعزولين – ذوي الأقدام المغبرة – من تخفٍ بالنظارة السوداء والكمامة حتى لا يراه الثوار، ثم يحدث ما لا يحمد عقباه.. وربما كان فيهم من وقف بطرف الموكب دقائق معدودة ليلتقط بعض الصور ثم يغادر سريعاً، قبل أن يعرفوه..!!
:: وسواسية فلول ما قبل 11 أبريل 2019، وفلول 25 أكتوبر 2021، في عقول الثائرين الصادقين الذين اكتشفوا أن الخادع للناس باسم الدين لا يختلف كثيراً – من حيث السوء – عن الخادع لشعبه باسم الحرية، ومن يُغلف للشعب الجنة بالغش والدجل لا يختلف – من حيث القبح – عمن يُغلف لشعبه العدالة بذات الغش والدجل.. نعم، لا فرق بين هؤلاء الفلول وأولئك عند الثائر الصادق، وهو الثائر الباحث – بكل صدق وتجرد – عن الحرية والديمقراطية والعدالة، وفي سبيل هذه القيم لا يبالي بما يقدمه ثمناً لنيلها ولا يبخل، حتى ولو كانت روحاً أو جراحاً..!!
:: فالشباب الثائر – عند فلول أكتوبر – مجرد (حصان طروادة).. وعلى سبيل المثال، كم عدد الوظائف التي أخلتها حكومة المحاصصات بواسطة لجنة إزالة التمكين؟، ومن شغل هذه الوظائف؟ وكيف شغلها؟، بحيث لم نقرأ إعلاناً يطرح تلك الوظائف للشباب الثائر، ليتنافسوا فيها بالكفاءة والجدارة.. وكم عدد الشركات والمصانع والبنوك والفنادق التي صادرتها حكومة المحاصصات تحت مسمى الاسترداد؟، ومن حظي بإدارة كل تلك المشاريع؟، وكيف تم اختيارهم؟، بحيث لم نقرأ إعلاناً يطرح تلك الإدارات للشباب الثائر.. فالبؤساء لم يتذكروا الشباب الثائر إلا عند حاجتهم لمواكبهم، لتعيدهم إلى (الفردوس المفقود)..!!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.