محمد وداعة يكتب : التطبيع .. الإمارات تدعو أم تضغط؟!
*سودانيون في تل أبيب : الإسرائيليون ليسوا كما يدعي مؤيدو التطبيع* …!
*يدعوا للدهشة انخراط بعض أحزاب البعث ، و الناصريين في الحكومة التي تتبنى التطبيع*
*إن انخراط أحزاب بعثية في حكومة التطبيع فضلاً عن كونه ضد مصالح بلادنا ، فهو ضد كل المبادئ البعثية*
وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن طوق المري، أن السودان لا يزال غير فاعل في اتفاقيات السلام مع إسرائيل، و أوضح موقع (واي نيوز الإسرائيلي ) أن تصريحات الوزير جاءت في معرض حديثه أمام مؤتمر المعهد الوطني للإحصاء لإحياء ذكرى اتفاقيات التطبيع (إبراهام)، و دعا المري السودان لتفعيل اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، و قال المري (على الأمة الأفريقية النظر إلى رؤية الفرص الاقتصادية للتطبيع و مراعاة مستقبل شبابها و إمكانية خلق فرص عمل لهم) ، و كانت الإمارات توقعت وصول تعاملاتها المالية مع إسرائيل إلى ترليون دولار خلال العشرة أعوام القادمة،
نشرت صحيفة الحراك ( الثلاثاء ) تحقيق قيم ، جاء فيه ، أن مجموعة من الشباب المهاجرين إلى إسرائيل يعيشون أوضاع مأساوية ، و أعلنوا رفضهم للتطبيع ، مشيرين إلى أن ما وجدوه من تعامل من قبل الإسرائيليين لا يمت بصلة لما تروج له و سائل الإعلام عن المجتمعات هناك ، و أن الإسرائيليين يستغلون اللاجئين في الأعمال الشاقة الرهقة مقابل أجر زهيد ،و قال طبيب سوداني مقيم في إسرائيل لصحيفة ( الحراك ) ، إن أوضاع المهاجرين الأفارقة عموماً في إسرائيل ليست جيدة، و يعانون من الوصمة العنصرية في الأماكن العامة ، خاصة من اليهود المتطرفين ، و قال أحد الشبان و هو الأمين الاجتماعي لإحدى الروابط الاجتماعية السودانية في إسرائيل ، قال للحراك إنهم يعانون من النظرة العنصرية في الشارع الإسرائيلي ، و تتم معاملتهم بطريقة غير لائقة من أرباب عملهم ،
و وفقاً لتحقيق صحيفة ( الحراك ) ، فإن تحفظاً مريبآ يملأ نفوس الشباب السودانيين الذين يعانون الأمرين ، و استياءهم من فرحة تل أبيب بالتطبيع مع السودان ، و اتخاذه مدخلاً للتخلص منهم و إعادتهم للسودان ،و طالبوا الحكومة الانتقالية برفض التطبيع ، و يدللون على ذلك بتصريح نتنياهو بعد عودته من يوغندا في مقر الليكود ( أنهم بهذا الاتفاق سيتخلصون من ثلث اللاجئين الأفارقة ) ، و يمثل السودانيون منهم حوالى (20) ألف لاجئ ،
الأسبوع الماضي ،و في ندوة بدار البعث السوداني قال الدكتور بكري خليل، إن القضية الفلسطينية هي الدافع للغالبية الساحقة من البعثيين ليكونوا بعثيين ، ( أصبحنا بعثيين ، بفضل القضية الفلسطينية ) ، و كانت هي القضية المركزية للبعثيين في كافة الأقطار العربية ، و مما يدعوا للدهشة انخراط بعض أحزاب البعث فب الحكومة التي تتبنى التطبيع مع الكيان الصهيوني ، بتبرير أن وجودهم في الحكومة سيمنع ارتماء الحكومة في أحضان الامبريالية الأمريكية ، أليست إسرائيل هي صنيعة و ربيبة الامبريالية الأمريكية ؟ ألم تتجاوز الحكومة التزاماتها المعلنة باختصاص المجلس التشريعى باتخاذ قرار التطبيع من عدمه ؟ و ما بالهم لا يعلنون من مقاعدهم في الحكومة رفضهم للتطبيع ؟ و هل مثل هذه المواقع الحكومية هي ثمن سكوتهم على التطبيع ؟ و هل حقيقة أن رئيس الوزراء اشترط عليهم القبول بالتطبيع و برنامج الحكومة الاقتصادي ، إن أرادوا الاستوزار ؟
و ما شأن الإمارات ،لتدعوا علنا الحكومة السودانية لتفعيل الاتفاقات مع إسرائيل ؟ أليست هذه الحكومة راشدة و تدرك مصلحتها في التعامل مع ملف التطبيع ؟ إذا كانت الإمارات تدعوا علناً ، فلا شك أنها تضغط في الغرف المغلقة لإكمال مشروعها في جلب المطبعين ، يا أيها الحكومة الانتقالية ، و يا بني جلدتنا من البعثيين ، إن الانخراط فى التطبيع فضلاً عن كونه ضد مصالح بلادنا ، فهو ضد كل المبادئ البعثية ، فإلى أي فخاخ أنتم مساقون ؟ نواصل غداً مع اسألنى دبل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.