السودان يتصدّرها.. هل زادت وتيرة الانقلابات العسكرية في إفريقيا؟
وكالات: باج نيوز
كانت الانقلابات العسكرية أمرًا معتادًا في القارة الأفريقية خلال العقود التي تلت استقلال دولها.
تعدّ الأحداث الأخيرة في غينيا، التي أسفرت عن الإطاحة بالرئيس ألفا كوندي، أحدث مثال على تدخل الجيش في السياسة.
كما شهدت جارتها مالي تدخل الجيش في السياسة مرتين في أقل من عام، وكانت الأخيرة في مايو الماضي.
أما في النيجر، فقد أُحبطت عملية انقلاب في مارس قبل أيام قليلة من تنصيب الرئيس.
وهذا ما يدفع للتساؤل: هل تحدث الانقلابات والتدخلات العسكرية في القارة الأفريقية بكثرة؟
متى يكون الانقلاب انقلابا؟
أحد التعريفات المستخدمة للانقلاب هو أنه محاولة غير قانونية وعلنية من قبل الجيش – أو غيره من المسؤولين المدنيين – لعزل قادة بلد من مناصبهم.
وحددت دراسة أجراها الباحثان الأمريكيان، جوناثان باول وكلايتون ثين، وفق وكالة بي بي سي، أنّ أكثر من 200 محاولة من هذا القبيل نفذت في إفريقيا منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي.
كيف نعرف أن ما يحدث انقلاب؟
أشارت الدراسة إلى أن حوالي نصف هذه الحالات كانت ناجحة، أي أنها استمرت لأكثر من سبعة أيام.
وكانت بوركينا فاسو، الواقعة في غرب أفريقيا، هي الدولة التي شهدت أكبر عدد من الانقلابات الناجحة، حيث فشل انقلاب واحد فقط من بين سبعة محاولات.
وفي بعض الأحيان، ينكر المشاركون في مثل هذا التدخل أن ما يقومون به هو انقلاب.
ففي عام 2017، أدى الانقلاب العسكري في زيمبابوي إلى إنهاء حكم الرئيس، روبرت موغابي، الذي استمر 37 عاما.
وقد ظهر القائد العسكري، سيبوسيسو مويو، أحد قادة العملية، على شاشة التلفاز في ذلك الوقت، نافيا بشكل قاطع استيلاء الجيش على السلطة.
وفي أبريل من هذا العام، وبعد وفاة الزعيم التشادي، إدريس ديبي، نصب الجيش ابنه رئيسا مؤقتا للبلاد يقود مجلسا عسكريا انتقاليا. وقد أطلق خصومهم اسم “انقلاب الأسرة الحاكمة” على ما حدث.
ويقول جوناثان باول: “ينكر قادة الانقلاب بشكل شبه دائم أن عملهم كان انقلابا في محاولة لجعله شرعيا”.
هل هناك عدد أقل من الانقلابات الآن في أفريقيا؟
في العقود الأربعة بين عامي 1960 و 2000، ظل العدد الإجمالي لمحاولات الانقلاب في إفريقيا ثابتا بشكل ملحوظ بمتوسط بلغ حوالي أربع محاولات سنويا.
ومنذ ذلك الحين، أي في العقدين منذ 2000 وحتى 2019، انخفض ذلك إلى حوالي محاولتين كل عام.
ويقول جوناثان باول إن هذا ليس مفاجئا بالنظر إلى عدم الاستقرار الذي شهدته البلدان الإفريقية في السنوات التي أعقبت الاستقلال.
ويضيف “البلدان الإفريقية لديها ظروف مشتركة للانقلابات، مثل الفقر وسوء الأداء الاقتصادي. وعندما يشهد بلد ما انقلابا، فإن هذا غالبا ما يكون نذيرا لمزيد من الانقلابات”.
يقول اندوبويسي كريستيان أني، من جامعة كوازولو ناتال، إن الانتفاضات الشعبية ضد الحكام المستبدين الذين خدموا لفترة طويلة وفرت فرصة لعودة الانقلابات في إفريقيا.
ويضيف “في حين أن الانتفاضات الشعبية شرعية ويقودها الناس، إلا أن نجاحها غالبا ما يتحدد بقرار الجيش”.
ما هي الدول الأفريقية التي شهدت أكبر عدد من الانقلابات؟
شهد السودان أكثر من 15 انقلابًا، نجح خمسة منهم فقط. وكان آخرها عام 2019، عندما أطيح بعمر البشير بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية.
وكان البشير نفسه قد تولى السلطة بانقلاب عسكري عام 1989.
واشتهرت نيجيريا بالانقلابات العسكرية في السنوات التي أعقبت الاستقلال بثمانية انقلابات بين يناير1966 واستيلاء الجنرال ساني أباتشا على السلطة عام 1993.
ومع ذلك، فمنذ عام 1999، تنتقل السلطة في نيجيريا، أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، عن طريق انتخابات ديمقراطية.
وتميز تاريخ بوروندي بأحد عشر انقلابا منفصلا، مدفوعا في الغالب بالتوترات بين مجتمعات الهوتو والتوتسي.
وشهدت سيراليون ثلاثة انقلابات بين عامي 1967 و 1968، وانقلابات أخرى في عام 1971. أما بين عامي 1992 و 1997، فشهدت البلاد خمس محاولات انقلاب أخرى.
وحصلت غانا أيضا على نصيبها من الانقلابات العسكرية، حيث شهدت ثمانية انقلابات في عقدين من الزمن. كان الأول عام 1966، عندما أُزيح كوامي نكروما من السلطة، تلى ذلك محاولة فاشلة من قبل صغار ضباط الجيش في العام التالي.
وبشكل عام، شهدت أفريقيا انقلابات أكثر من أي قارة أخرى.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.