تقرير | أحداث العنف في السودان .. مشاهد مُتكررة

تقرير : إيمان كمال الدين

بشكل متسارع ارتفعت وتيرة الأحداث الدموية أمس الثلاثاء في كلٌ من ولاية وسط دارفور وولاية شمال كُردفان ، ففي مدينة زالنجي أصيب أكثر من 10 طُلاب وقتل آخر على خلفية احتجاجات بمبنى الجامعة، أما مدينة الأبيض فشهدت صراعًا قبليًا أدى إلى مقتل 6 أشخاص.

احتجاجات طلابية
وبدأت الأحداث بجامعة زالنجي على خلفية مطالبة طلاب الجامعة بفتح بوابة من الناحية الشرقية.
حملت إدارة جامعة زالنجي لجنة أمن ولاية وسط دارفور مسؤولية الأحداث التي بدأت في موقع الجامعة.
وكشفت في بيان عن مقتل طالب وإصابة (9) آخرين، ثلاثة منهم حالتهم حرجة تم إطلاق الرصاص عليهم من قبل القوات المرابطة بالجامعة، مشيرة إلى تطور الأحداث بعد توجه الطلاب إلى أمانة حكومة الولاية، وتم إطلاق النار عليهم بشكل كثيف من القوات الأمنية داخل الأمانة مما أدى إلى مقتل طالب وإصابة ثلاثة آخرين، وطالبت بإجراء تحقيق عادل وكشف المتورطين وتقديمهم للعدالة.

حالة الطوارئ

حكومة ولاية وسط دافور أعلنت حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال من السادسة مساء وحتى السادسة صباحًا ، تشكيل لجنة تحقيق في أحداث حرق أمانة الحكومة ، والتحفظ على الجندي الذيّ أطلق النار على أربعة من الطلاب في فناء مقر الجامعة، بجانب تشكيل قوات مُشتركة لحراسة المرافق والأسواق.
وتقول حكومة الولاية في بيانها أن الأحداث أدت إلى مقتل مواطن وجرح 4آخرين، مشيرةً إلى عدد من المتظاهرين أضرموا النيران في المكاتب وبعض السيارات ، واتلاف كامل لمكاتب أمانة حكومة الولاية.
ومع تباين ردود الفعل حول الأحداث أبدى حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في تغريدة على توتير: أسفه على الأحداث التي وقعت معلنًا إدانته لاستخدام العنف ورفض المندسين أصحاب الأغراض السياسية ، داعيًا إلى إجراء تحقيقٍ فوري.

صراع قبلي

ولم تغرب شمس يوم الثلاثاء على أحداث مدينة زالنجي حتى وقعت أحداث مدينة الأبيض حيثُ شهدت أحداث عنف في عدد من المناطق الجنوبية ومستشفى السلاح الطبي وزريبة المواشي بالأبيض.
وأدت الأحداث بحسب شهود عيان إلى مقتل 6 أشخاص.
وقالت اللجنة  إنها  وقفت على ملابسات والمسببات لهذه الحوادث ذات الطابع القبلي، ووجهت بزيادة قوة الطوف الليلي والارتكازات في تلك المناطق، وتكثيف الاطواف والارتكازات منذُ الرابعة مساء بالمناطق المذكورة لحين اشعار آخر، كما قدمت الدعوة للنظار والعمد والمشايخ  والأعيان لاجتماع عاجل وطارئ للتباحث حول هذه الأحداث المتكررة .
وأعلنت لجنة أمن ولاية شمال كردفان برئاسة والي الوالاية خالد مصطفى فرض حظر التجوال من الثامنة مساء حتى السادسة صباحًا في أحياء (شيكان والخرسانة والجبلين وفريق الحر ) إعتبارًا من 31  أغسطس حتى إشعار آخر .

ضعف القوى السياسية

عضو المجلس المركزي لقوى الحُرية والتغيير الصادق آدم إسماعيل عزا تنامي أعمال العنف في بعض الولايات إلى عدم تنفيذ سلطة  القانون بالقدر المعقول وغياب قانون الحكم اللامركزي وقانون الحكم المحلي  اللذان  يحددان  الصلاحيات والمسؤوليات  بشكل دقيق بين الأجهزة المختلفة، إضافةً لحالة الضعف البائن للقوى السياسية والمهنية والمدنية.
وأضاف الصادق لـ(باج نيوز) هناك غياب رؤية إدارة الأزمات والتعامل مع الطوارئ لدى القوى السياسية والمدنية وأعتقد أن هناك عوامل أخرى ساعدت على حالة السيوله الأمنية في الولايات مثل التنافس السياسي حول السلطة التنفيذية في الولاية المعينة والبطء في تنفيذ بند الترتبيات في حاله دارفور والمنطقتين.

حل الأزمة

وحول الخروج من هذه الأزمة يرى عضو مركزي الحرية والتغيير الصادق آدم أن هناك ضرورة موضوعية لإصلاح الأجهزة  العدلية والشرطية والأمنية والعسكرية وضرورة التنسيق المحكم بين هذه الاجهزة لإنقاذ سلطة القانون  وضرورة إصلاح الأجهزة الحزبية حتى تتحول  من النشاط السياسي إلى كيفية إدارة موسسات الدوله وكيفية تقديم الدعم لحكومة الفترة الانتقالية لإنجاز مهامها.