في خطوة مفاجئة.. تمردت بعض العناصر شرطية خلال تنوير لقوات الشرطة بساحة الحرية من وزير الداخلية الفريق أول شرطة عز الدين الشيخ.. وهتفوا “ما دايرنك.. ما دايرنك” يوم 30 ما جايينك”، في إشارة لعدم تأمين احتجاجات أعلنت بعض الجهات تنظيمها في 30 يونيو الجاري. فيما فسر البعض الخطوة بأنها تُمهد الطريق نحو فوضى البلاد، بينما يرى آخرون أن مطالب قوات الشرطة مشروعة في ظل الاوضاع الاقتصادية الراهنة..
الخرطوم: باج نيوز
السخط على “عزالدين”
وخالفت عناصر من الشرطة الأوامر وغادرت ساحة الحرية بالخرطوم، أثناء خطاب وزير الداخلية ، عز الدين الشيخ، بحضور مدير عام قوات الشرطة، قبل أن تعلن تمسكها بإضرابها المعلن يوم الأربعاء المقبل.
و قالت مصادر لـ(باج نيوز) إن احتجاجات الشرطة بسبب الأوضاع الاقتصادية و مرتباتها الضعيفة، وتغوّل بعض الجهات على اختصاصاتها.
وأكدت المصادر أن حديث الوزير كان بطريقة مستفزة ما زاد سخط القوات عليه، وترى بعض العناصر أن الخطاب لم يستوف المطلبات ولم يكن مبشراً ولم يوجِد حل للمشاكل ولم يطالب بالمحافظة على مكتسابات الشرطة .
ويرى مراقبون أن وقت الخطاب والحشد له لم يكن مناسباً، وأن الخطاب لم حصيفا، ما جعل بعض القوات من صغار الضباط وبعض الجنود يخرجون عن الانضباط، مؤكدين أنهم ضد الاضراب حتى لا يحدت اختلال في الأمن ، وتوقع البعض حدوث إضراب جزئي بعد غدًا الاربعاء
وبحسب صحيفة (السوداني)، فإن بعض مصادرها افادات أن هناك بعض التحرُّكات السياسية داخل الشرطة، لإثارة الفوضى وسط العمل الشرطي، تمظهرت في الدعوة للإضراب، والخروج عن الضبط والربط من البعض في حديث وزير الداخلية اليوم”.
الا أن ذات المصادر أكدت أن كل مظاهر الفوضى وعدم الالتزام بالقوانين العسكرية ومُخالفتها، ستجد الحسم الفوري من قيادة الشرطة”.
وبدأ الوزير غاضباً من تمرد جنوده، الذين خاطبهم قائلا: “العمل الشرطي انضباط واحترام وتقدير، يجب عليكم التحلي بهذه الصفات”.
وأضاف: “الما عايز يعمل عليه يسهل وعلينا يمهل ولن تقف أمام فرد، والبلد لن نتكسر لفرد، وهذت مهنة عندها ماضي مجيد ولن تقف عند أفراد. أي شخص لدية عدم رغبة في العمل، بكل أدب واحترام يقدم استقالته”.
وقال المركز الصحفي للشرطة، إن الشيخ أكد في خطابه اهتمام وزارته بترقية وتطوير بيئة العمل وجعلها جاذبة لمنسوبي الشرطة حتى يضطلعوا بالدور المنوط بهم في حماية الأرواح والممتلكات، وقال إن الدولة بدأت بالالتفات والاهتمام بالشرطة، مضيفاً أن قوات الشرطة ظلت تقوم بأدوار فاعلة ومهمة تجاه المجتمع في أحلك الظروف، مما يتطلب توفير كافة معينات العمل اللوجستية.
مؤكدًا على توفير الحياة الكريمة لمنسوبي الشرطة، علاوة على زيادة ورفع الرواتب بما يتماشى مع ما تواجهه الدولة من أوضاع اقتصادية، مشيراً إلى أن قوات الشرطة تتميز بالانضباط، وستمضي مسيرتها رغم الصعاب التي تُواجه ظروف البلاد.
و قال مصدر شرطي لـ(باج نيوز)، إن قاعدة الشرطة ليس لديها ثقة في القيادات الجديدة، فيما ترى العناصر أن هناك خطاب موجه ضددها بعد الثورة وأن هناك عدائية.
وأكد أن ما حدث اليوم كان خطاب تلقائي و لم يكن مرتباً له ولا توجد أي جهة تبنت الأمر وليس للمطالبة بالحقوق المالية فقط، منوهًا إلى أن الشرطة تعاني من ظروف سيئة، إضافة إلى أن القيادة بعيدة عن الأفراد، وقال (كان يجب على القيادة الجديدة التقرب من الأفراد وأن يعلن الوزير في خطابه عن حوافز معنوية اولًا و بذلك يضمن دعم الشرطة لمسيرة الانتقالية) مشيرًا إلى أن عدم تقييم القيادة وحتى الحكومة للقوات الشرطة معنوياً خلق ثغرة.
ولفت إلى ما حدث من ما يقارب 4 ألف شرطي يعملون داخل العاصمة، وليس هناك عمل منظم، مؤكدًا أن عدم اجازة قانون الشرطة أمر وصفه بالخطير ، موضحًا أن الشرطة بوضعها الحالي لا تخدم أهدافها.
المخاطبات
حشد اليوم بالساحة اعلن عنه منذ الامس بان الشرطة ستحشد اكبر استعراض عسكري بساحة الحرية في الـ28 من يونيو، اذا حضرة اعضاء هيئتي الادارة والقيادة و قال وزير الداخلية الفريق عز الدين للقوات في خطابه: “أي زول كائن من كان، عندو عدم رغبة في العمل، يتقدم بكل أدب واحترام باستقالته، مافي مشكلة نهائي، والكلام ده يكون معلوم للكافة، وياهو ديل القادة الآن قاعدين وسامعين، مافي وطن بينكسر لأفراد، ومافي مهنة زي دي بتنكسر لزول، نحن ماضين وماشين للأمام، شدوا حيلكم، والخير جاييكم، الرضى أهلاً وسهلاً؛ والما رضى عليهو يسهِّل وعلينا يمهل”.
فيما أكّد والي الخرطوم، أيمن خالد نمر، الدور الكبير لقوات الشرطة في بسط الأمن والطمأنينة وتقديم الخدمات المتميزة للمواطنين، مشيراً إلى التعاون والتنسيق مع قيادة وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة في دعم البرامج والخطط التي تحقق الأمن والاستقرار لمواطني الولاية، مضيفاً أن عدداً من عربات الإطفاء الحديثة تم توفيرها مؤخراً لتنضم الى أسطول المركبات الموجودة لتسهم في دعم جهود الشرطة في مكافحة الحرائق بالولاية، بجانب 50 مركبة دورية جديدة للمساهمة في مكافحة الظواهر السالبة، مُؤكِّداً على دعم شرطة الولاية للحفاظ على الأمن والطمأنينة العامة.
من جانبه، جدّد مدير عام الشرطة الفريق أول خالد مهدي إبراهيم، حرص رئاسة الشرطة على توفير كافة متطلبات قوات الشرطة، خاصةً دعم ومعالجة الهيكل الوظيفي باتخاذ تدابير ومعالجات تحفظ الحقوق، بجانب توفير الحماية القانونية لرجل الشرطة لتأدية مهامه في حفظ الأمن وحماية الوطن ومكتسباته، مبيناً أن مسيرة قوات الشرطة ماضية في تخطي كافة العقبات حفظاً لأمن وسلامة الوَطن والمُواطن.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.