من المقرر أن تستأنف اليوم بعاصمة جنوب السودان “جوبا” المفاوضات بين الحكومة و الحركة الشعبية شمال جناح عبدالعزيز الحلو ، بعد قرار الوساطة الجنوبية تمديد أمد التفاوض إلى الثالث عشر من الشهر الجاري ، “باج نيوز” يرصد مسار التفاوض بين الحكومة و الشعبية و أهم ما تم التوصل إليه و النقاط الخلافية
الخرطوم : باج نيوز
في السادس و العشرين من مايو الماضي بدأت جولة المفاوضات بين الحكومة الانتقالية و الحركة الشعبية شمال بجلسة افتتاحية بالعاصمة الجنوبية “جوبا” وسط حضور كل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ، رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت و رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بالإضافة إلى رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو و أعضاء الوفد الحكومي للمفاوضات عطفاً على عدد من ممثلي البعثات الإقليمية و الدولية و المبعوث الأمريكي الخاص للسودان ودولة جنوب السودان دونالد بوث و رئيس بعثة اليونتامس فولكر بيرتس .
البرهان أكد خلال كلمته في الجلسة حرص الحكومة على استكمال مسيرة السلام و جدد التزامه بإعلان المبادئ الذي وقعه مع عبدالعزيز الحلو في مارس الماضي و بدوره أكد حمدوك أهمية جولة التفاوض بوصفها محطة هامة في مسار السلام ، فيما أشار الحلو إلى أن الجلسة الافتتاحية و الاحتفال ببدء التفاوض مؤشر للرغبة في مواصلة العملية السلمية .
جلسات التفاوض المباشر و مسودة الاتّفاق
في اليوم التالي للجلسة الافتتاحية عقدت أولى جلسات التفاوض المباشر بين وفد الحكومة المفاوض برئاسة عضو المجلس السيادي شمس الدين كباشي و وفد الحركة الشعبية شمال برئاسة الأمين العام للحركة عمار أموم ، حيث تسلَّم خلالها الوفد الحكومي مسودة اتفاق إطاري قال عنها مقرر لجنة الوساطة ضيو مطوك إنها تتضمن ترجمة لإعلان المبادئ الموقع في جوبا ، و على إثر ذلك رفعت جلسات التفاوض على أن تستأنف في الحادي و الثلاثين من مايو لإتاحة الوقت لوفد الحكومة من أجل دراسة المسودة و الرد عليها .
الوفد الحكومي يرد على المسودة و مهلة 24 ساعة للشعبية
دخل الوفد الحكومي عقب ذلك في اجتماعات لدراسة المسودة ، قام بعدها بتسليم الوساطة رده على المسودة بالتاريخ المحدد في الحادي و الثلاثين من مايو خلال الجلسة الثانية للتفاوض برئاسة فريق وساطة دولة جنوب السودان توت قلواك ، حيث قال رئيس الوفد الحكومي المفاوض شمس الدين كباشي إن مسودة الاتفاق الإطاري تجد الترحيب و القبول من الحكومة مشيراً إلى أنها تمثل إطار موضوعي لإنطلاقة التفاوض المباشر بين الطرفين ، من جهته قال خالد عمر الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي عقب الجلسة إن مسودة الاتفاق الإطاري وجدت قبولاً عاماً من الوفد الحكومي مشيراً في الوقت ذاته إلى أن لديهم ملاحظات على عدد من المواضيع و القضايا ستتم مناقشتها بروح إيجابية مع وفد الحركة ، و بدورها طلبت الحركة الشعبية خلال الجلسة مهلة يوم واحد لدراسة ملاحظات و تقديرات وفد الحكومة الانتقالية على المسودة ؛ تمهيداً للدخول في التفاوض المباشر حولها .
تسريب مسودة الاتفاق الإطاري و الوساطة تلزم وفدي التفاوض
أثناء المهلة التي طلبتها الحركة الشعبية تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي نسخة للمسودة التي قدمتها الحركة ، شهدت على إثرها الوسائط نقاشات ما بين ناقد و داعم ، ليخرج بالتزامن مع ذلك المتحدث باسم الوفد الحكومي خالد عمر في تصريح صحفي أكد خلاله أن النقاشات و تداول المعلومات حول سير العملية التفاوضية أمر مطلوب تعزيزاً لحرية التعبير و إيصال المعلومات ، إلا أنه شدد على
أن مصدر المعلومات هو الناطق الرسمي باسم وفد التفاوض، مشيراً إلى أن الوساطة الزمت جميع الأطراف بعدم تداول قضايا التفاوض و وثائقه إلا بموافقة الجميع للحفاظ على البيئة الإيجابية للمباحثات .
تصريحات خالد أكدها مقرر فريق الوساطة ضيو مطوك حيث أبان أنهم قدموا للطرفين اللوائح المنظمة لإجراءات التفاوض بعد تحديثها لمواكبة المستجدات على الساحة مشيراً إلى أنها تعد خطوة مهمة في عملية التفاوض و ضمان عدم نشر أي وثائق أو تسريبات حول الحوار و التفاوض و التي يمكن أن تؤدي لإنهياره ، مطوك ناشد الإعلام أيضاً بلعب دور إيجابي تجاه عملية السلام و عدم الالتفات إلى الشائعات التي من شأنها إعاقة العملية التفاوضية ، مستنكراً في الوقت ذاته التصريحات السالبة و الإساءات التي تبثها الأجهزة الإعلامية مضيفاً أن الأعداء هم من يقومون بهذه الممارسات _ على حد وصفه.
تواصل التفاوض و تشكيل لجان للقضايا الخلافية
في الثاني من يونيو الجاري و عقب انقضاء مهلة ال24 ساعة التي طلبتها الحركة الشعبية عقدت الجلسة الثالثة للتفاوض حيث عرضت لوائح وضوابط العملية التفاوضية و تمت إجازتها ، ثم سلمت الحركة الشعبية رؤيتها لمقترحات ورؤى الوفد الحكومي المفاوض حول مسودة الاتفاق الإطاري ليتم عقب ذلك عرضها للنقاش المباشر بين الطرفين من قبل الوساطة على أن يتواصل النقاش تمهيداً لتوقيع الاتفاق الإطاري في الوقت المحدد سابقاً و هو تاريخ السادس من يونيو الجاري .
جلسات المفاوضات استمرت في الثالث من الشهر ذاته بعقد جلسة التفاوض الرابعة و التي تم فيها التباحث حول الرؤى و الاقتراحات التي بها تباين بين طرفي التفاوض ، و في الجلسة الخامسة للتفاوض و التي عقدت صباحاً ، اتخذت الوساطة الجنوبية نهجاً جديداً بتشكيل مجموعات عمل و لجان متخصصة في قضايا نظم الحكم و الإدارة و الترتيبات الأمنية و الإقتصاد و الشؤون الإجتماعية و النظام القضائي ؛ للتفاوض حول التفاصيل بشكل مباشر و لتجاوز النقاط الخلافية في بعض النصوص .
و خلال الجلسة الخامسة المسائية قدمت اللجان نتائجها و التي انتهت بإحراز تقدم محدود في قضية الترتيبات الأمنية ، و مع اقتراب أمد الفترة المحددة للتفاوض صرَّح مقرر الوساطة ضيو مطوك بأن الخيارات مفتوحة للتمديد مشيراً إلى القرار يُتخذ من قبل رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت .
الوساطة تقرر تمديد التفاوض لإسبوع
مع تبقي 24 ساعة من نهاية الفترة المحددة للتفاوض و وسط التباينات حول قضايا نظم الحكم و الإدارة و الترتيبات الأمنية و الاقتصاد و الشؤون الإجتماعية و النظام القضائي
، أعلن مقرر الوساطة ضيو مطوك في الخامس من يونيو ، أي أول أمس “السبت” تمديد فترة التفاوض للثالث عشر من الشهر الجاري ؛ لتقريب وجهات النظر حول القضايا التي لم يتم الاتفاق حولها ، على أن يتم استئناف التفاوض اليوم “الاثنين”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.