باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

بكري المدني: القراي – المهدية والجمهورية !

2٬015
اطلعت على كتاب الدكتور عمر القراي الجديد بالعنوان(المهدية ؟!) وعلامة الاستفهام والتعجب مرسومة على الغلاف بقلم الدكتور وليس من اضافاتي هنا !
حشد القراي فصول المهدية (الدعوة والثورة والدولة)في متن الكتاب في شكل إعداد جيد لتاريخ المهدية خارج المناهج المدرسية وتداخل فيه بالنقد والتحليل والذي هو رأي في الأخير كما رجا ونرجو أن يثير حوارا موضوعيا يضع حدا لأي محاولات إنتاج دعوة او ثورة او دولة مماثلة!
عرض القراي توهم الإمام محمد أحمد في نفسه وايهامه للبسطاء بمهديته وسلوكه أثناء الدعوة والثورة وعند قيام الدولة والذي تنافى في كثير من جوانبه مع صحيح الدين ثم عرج على فترة الخليفة عبدالله تورشين كتجربة سيئة للحكم الوطنى ثم دلف الدكتور لسيرة السيد عبدالرحمن المهدي وصورها على ما كانت عليه من إستغلال للبسطاء وعمالة للإستعمار وختم بحياة السيد الصادق المهدي السياسية والتى وصفها بالمواقف الخائرة والمتناقضة
ليس لدي الكثير ما اخالف فيه القراي في دعوة وثورة ودولة المهدية بل ازيد عليه في انى أرى الثورة منها تحديدا كانت خروج وتمرد على الإمبراطورية الإسلامية وقتها أضر بالأمة وبالإسلام والسودان كثيرا
الذي لدى فيه وقفات وحتى لا تتكرر التجارب مستقبلا كما قال القراي هو مقارنة – مع الفارق – بين ما نقده وما يعتقده ويتمثله القراي نفسه اليوم
ان كان السيد محمد أحمد قد ادعى المهدية في القرن التاسع عشر وهي لا زالت تحتاج لجهد ووقت لإقناع اتباعها بخطل الدعوة والداعي فما بال الأستاذ محمود محمد طه الذى رأى في الإنسان إمكانية بلوغ الكمال للدرجة التى يصبح فيها (اصيلا)ويكون الله وقد أوحى لتلامذته اختصاصه بهذا المقام ولا يزالون يعتقدون في ذلك؟!
كم من الجهد والوعي يلزمنا لإقناع تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه في الحاضر بخطل هذه الفكرة وخطورتها التى تتعدى ادعاء المهدية إلى ادعاء الألوهية ؟!
بالنسبة للثورة والدولة ما الضامن من النتائج الماثلة اليوم ألا نحصد مر الثمر من الثورة المعاصرة والتى يشكل القراي وحزبه جزءا منها مثلما حصد أجدادنا وأبناءنا من (حنظل)المهدية الثورة والدولة مر الثمر ؟!
تاريخيا دعا القراي الأنصار وأعضاء حزبه الأمة واحفاد (المهدي ) لمراجعات ولكن بذات المستوى أليس من حق الناس على الإخوان الجمهوريين إجراء مراجعات أيضا وتبرير – ان لم يكن تفسير -موقف الأستاذ محمود محمد طه في معارضته لسلطات الاستعمار في محاربة (ختان الإناث) وهو من إرث الاستعمار الجيد في السودان وأكثر مما أشار إليه القراي في كتابه عن المهدية من إنجازات للاستعمار على الأرض !
أليس من حق الناس أيضا على الجمهوريين تفسير – ان لم يكن تبرير – موقف الأستاذ محمود محمد طه المؤيد لثورة مايو في بداية عهدها وهو -اي القراي-الذي اعاب على السيد الصادق المهدي مصالحة نميري من بعد ؟!
أخلص إلى ان كتاب الدكتور عمر القراي عن المهدية كتاب جرئ في التأريخ والنقد والتحليل وارجوه للمرة الثانية الاستجابة لحوار
على الهواء مباشرة وهذه المرة حول المهدية والجمهورية والتاريخ والمستقبل وبعيدا عن الحاضر !!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: