محمد الطيب كبور: الخبز رحلة معاناة يومية !!
*واقع صعب نتعايش معه بتفاصيل اليوم العادي الذي أصبح مرهقًا ومكلّفًا ماديًا وحركيًا بلهثٍ مبالغ فيه لتأمين الضروريات اليومية للأسرة وفي مقدمتها الحصول على الخبز الذي يحتاج طاقة جبّارة من الصبر للحصول عليه بتشغيل كلّ الحواس لمعرفة اتّجاه الفرن الشغّال لأنّ الأعذار متوّفرة لتوقف الأفران ما بين ما في ( دقيق أو غاز أو الكهرباء) وحتى حال توّفر العيش في الأفران فإنّ الكثير من الدراما تكون حاضرة ما بين المدافرة التي تصل أحيانًا لحدوث معركة تستخدم فيها كلّ أنواع الأسلحة المتاحة من عصي وأسلحة بيضاء أحيانًا والأمر ليس اختصارًا على صفّ الرجال لأنّّ صفوف النساء أحيانًا تكون أكثر فتكًا ومعلوم أنّ الشباشب تدخل ضمن قائمة الأسلحة المستخدمة دون التخليّ عن العضّ والرفس واللبع وهي مناظر أصبحت مكرّرة يوميًا في كثير من الأحياء هذا خلاف الممارسات السلبية الكثيرة المصاحبة لعملية جلب العيش والتي لا تخلو من السرقات ففي الزحمة والمدافرة ينشط النشالين لأنّها تعدّ أرضية خصبة لممارسة السرقة والجميع مشغول باستلام كيس العيش بينما أيادي النشالين تتربص بجيوبهم لأخذ مافيها.
*هذا بالطبع بخلاف ممارسات أخرى تتعلّق بتوقيف صبية صغار بمقابل مادي من بعض عديمي الضمير من أجلّ الحصول على أكبر كمية ممكنة من العيش لبيعه تجاريًا وهي عملية مربحة جدًا لأنّها تحقق فائدة مادية كبيرة لأنّ قطعة الخبز المدعوم بخمسة جنيهات بينما يتم بيعها تجاريًا بخمسة عشر جنيهًا وأصحاب الكافتريات والمطاعم جاهزين للشراء فضلا عن المواطنين ممن فارقوا قصة الخبز المدعوم عبر الاصطفاف في الأفران لضيق زمنهم وعدم توفر من يمكن الاعتماد علية للقيام بهذه المهمة فكان الاتّجاه للخبز التجاري هو الحلّ رغم ما يسببه لهم من رهقٍ ماديّ ولكنهم وجدوا أنفسهم مجبرين لا أبطالا خصوصًا أنّ رحلة المعاناة اليومية للحصول على الخبز تبدأ قبل شروق الشمس وأصبح لسان حال الموظفين (نمشي الشغل ولا نقيف في الصفّ).
*لابدّ من حلول لأزمة الخبز والتي أصبحت أزمة ضمير وصلت علي حسب مايتدواله الكثيرين ممن هم دائمي التواجد في الأفران بان المواعده بين الجنسين تتم بتبادل الأرقام والبداية عادة بالمساعدة بتوفير كيس العيش ثم تكبر القصة لأبعد مدى يمكن تخيله .. فكرة الكروت لم تجدي مع أنّها خففت الكثير إلاّ أنّها لم تمثّل الحلّ الناجع والأكيد لأزمة الخبز التي حقيقة باتت مقلقة جدًا وتمثل أكبر هاجس للأسر في تكرار يومي لذات التفاصيل لأهمية وجود الخبز في البيوت فهو أساس الوجبة والبحث عن حلول بديلة يعدّ أكثر كلفة لارتّفاع ثمن الدقيق سواء ذرة أو قمح بالإضافة لأزمة الغاز وارتفاع سعر الفحم .
*مؤسف جدًا أنّ ندور في حلقة أزمة الضروريات من خبزٍ وغازٍ وكهرباء ودواء وتعليم دون إيجاد حلولٍ مع تفاقم الأزمة يوميا لدرجة أنّها أصبحت محلّ أيّ نقاشٍ وسببت عدم أمان لكلّ ربّ أسرة وجعلتنا كأنّنا نعيش فقط من أجلّ توفير هذه الضروريات.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.