باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

احتجاجات غلاء المعيشة..ما خطورة ما يحدث على السودان؟

1٬346

الخرطوم: باج نيوز

أصابت حمى الغلاء جسد الوطن بالسهر وحمل الهمّ، فأسعار السلع الغذائية تزداد كلّ يومٍ مع تدني القدرة الشرائية بسبب انخفاض قيمة الجنيه مقابل العملات الحرة. وتتفاقم المعاناة مع الندرة في الوقود وغاز الطبخ والخبز، إضافة إلى قطوعات التيّار الكهربائي اليومية.

لم تستطع الولايات أنّ تصبر أكثر على هذه الأزمات، لتخرج سلسلة احتجاجات في عددٍ من مدن البلاد تُندد بالضائقة الاقتصادية، وقد صاحب هذه الاحتجاجات تخريب في مقار حكومية وخاصة ونهب لمحال تجارية وقذف سيارات بالحجارة وإحراقها.

وآخر ما حدث، أضرم متظاهرون غاضبون النار على هيئة الإذاعة والتلفزيون بولاية شرق دارفور، وأحرقوا الأجهزة والسيارات فيها، كما أحرقوا مقّر وزارة المالية، الأمر الذي عدّه الإعلاميون بالولاية تدميرًا للبنيات التحتية.

وهذا التخريب في الضعين طال مدن آخر مثل نيالا والأبيض والرهد وأم روابة والفاشر في الأيام الفائتة.

ووقعت أعمال نهب واسعة النطاق في الأبيض الاثنين، حيث سُرقت محال تجارية تعمل في بيع السكر والدقيق وحرق مقر البنك الفرنسي في المدينة، كما جرى حرق مقرّ بنك التضامن بالرهد، الثلاثاء، الذي سُرق سوقها، مما استدعى الحكومة الولائية لإعلان حالة الطوارئ وإغلاق الأسواق وفرض حظر التجوال.

ويقول والي ولاية شمال كردفان خالد مصطفى، في لقاءٍ تلفزيوني، الأربعاء، إنّ الأوضاع بالولاية مستقرّة تمامًا، خاصة مدينتي الأبيض والرهد، منوهًا إلى أنّ مدينة أم روابة شهدت أيضًا احتجاجاتٍ وأعمال عنف وتمّت السِيِطرة على الوضع بنسبة 75%، بعد أن أرسلوا إليها تعزيزاتٍ أمنية من الجيش والشرطة لمدينة الرهد وتمّت السيطرة على الوضع بالمدينة، موضحًا أنّ خروج طلاب الثانويات محتجين على عدم توفر الخبز والأوضاع المعيشية الصعبة.

ويضيف” تحولت هذه الاحتجاجات إلى أعمال عنف وسلب ونهب بعد دخول عددٍ كبير من معتادي الإجرام وسط هؤلاء الطلاب المحتجين، مبينًا أنّ هذه الأحداث مرّتبة ومنظمة”.

ويُرجع عضو المجلس المركزي بقوى الحرية والتغيير كمال بولاد، أعمال النهب إلى الظروف المعيشية الضاغطة التي أدّت إليها سياسات الحكومة الاقتصادية في الآونة الأخيرة.

ويشير في حديثٍ لـ”باج نيوز”، إلى أنّ الوضع “يدع الحكومة الجديد أمام مسؤولية صعبة في خلق الاستقرار المعيشي والأمني للمواطنين في المركز وكلّ الولايات.

وأوضح أنّ ذلك يتطلّب سياسات اقتصادية إسعافية سريعة تحاول أنّ تخفّف من وطئة السقف المعيشي وتخلق إنسيابيًا طبيعيًا للسلع والخدمات بين كافة الولايات في المرحلة المقبلة.

وأكّد بولاد أنّ هناك محاولات ممن وصفهم بـ”قوى الردة”، التي تضرّرت مصالحها من التغيير الذي حدث بعد الثورة”.

ويستدرك قائلاً”التخريب الذي يحدث دون شك خلل كبير يعكس المفارقة بين قوى التغيير وأحدثت ثورة ديسمبر أبريل وما بين هذا السلوك الغريب والشاذ، الأمر يستدعي مراجعة الدور الأمني ويفتح من جديد الإصلاح الشرطي والأمني والعسكري المطلوب بعد الثورة”.

غياب الاستراتيجية والأمن الداخلي

الأحداث التي تجدّدت كانت تحدث ما بين الفينة والأخرى، تتواتر الأنباء عن تلفتات أمنية في بعض الولايات، فالشكاوى باتت حاضرة من المواطنين لعدم وجود الأمان.

ويقول الخبير الشرطي عمر عثمان لـ”باج نيوز”، إنّ الحكومة من الواضح تمامًا أنّ منذ تشكيلها ليس لديها استراتيجية، لأنّ وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة لم تفصح عن أيّ استراتيجية معلنة للتعامل مع تفلفات الجريمة وفشلوا في ذلك خلال العام الماضي لمكافحة الجريمة والتعامل مع التفلتات.

ونوّه إلى أنّ حملات البرق الخاطف عمل تكتيكي مؤقت وفعاليته تزول بزوال المؤثر.

وأضاف” هناك فراغ أمني سببه جهاز المخابرات الذي اكتفى بدوره في جمع المعلومات وفق الوثيقة الدستورية فضلاً عن أن الشرطة تغطي الشق الجنائي، مما جعل هناك مساحة واسعة فارغة ما بين المخابرات والشرطة، كان يجب أنّ يشغلها جهاز الأمن الداخلي والذي دوره أنّ ينشط في منع التفلتات القبلية والعرقية والصدامات”.

حكومة طوارئ

المحلّل السياسي أسامة عبد الماجد يشير في حديثه لـ”باج نيوز” إلى أنّ الاحتجاجات حادت عما هو متعارف عليه في السلمية ، وذلك بسبب الضعف البائن في حكومات الولايات منذ توليّ المدنيين الحكم بالولايات.

وأشار إلى أنّه من الطبيعي أنّ تنحرف الاحتجاجات للعنف بسبب حالة الغلاء الطاحن التي يعيشها المواطن.

ونوّه إلى أنّ أحد الأسباب تركيز الحكومة الانتقالية على الخرطوم، وكذلك قوى الحرية كان تركيزها في برنامجين وهو إزالة ما اسمته التمكين وملاحقة النظام السابق والمحاصصات.

ووفقًا لعبد الماجد، فإنّ عدم تفقّد الحكومة الاتحادية للولايات وعدم زيارة رئيس الوزراء منذ تولية الولايات والوقوف على ما يهمّ المواطن يعدّ سببًا.

وأضاف” كان من المأمول أنّ يجري حمدوك زيارات لكلّ الولايات وأنّ يلتقي القيادات السياسية والأهلية والممكوك حتى يشعروا أنّه يهتم لأمر الولايات”.

وتابع” ربما تكون جائحة كورونا حالت دون وصول حمدوك إلى الولايات، لكن الاهتمام بالمركز من قبل الحكومة وقوى التغيير جعل حتى الولاة معزولين عن ولاياتهم”.

وقال أسامة إنّه ليس هناك تعويض للمواطننين الذين تضرّروا جراء الأحداث بالولايات لأنّ الحكومة ليس لديها آلية لمعالجة تلك المشاكل خاصة وأنّ الأضرار ستكون عالية التكلفة في ظلّ الأزمة الاقتصادية، لكنّ الخوف أنّ تنتقل تلك الاحداث إلى الخرطوم.

ويشدّد أسامة على أنّ الحكومة يجب أنّ تشكّل حكومة طوارئ في المرحلة المقبلة لمعالجة الأزمة الاقتصادية وتعمل على استباب الأمن.

وأردف” حملة السلاح سيكون تركيزهم على احتلال بعض المدن، وأنّ يغامر عبد العزيز الحلو ويحاول احتلال كادوقلي”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: