الخرطوم: باج نيوز
أثار كتاب التاريخ للصف السادس لمرحلة الأساس الذي وضع ضمن المنهج الجديد جدلاً كثيفاً خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، وما زاد الأمر اتساعا وتأثيرا هو ما أوردته اللجنة المختصة بوضع الكتاب والتي أكدت أنه تم تعديل النسخة التي تم تسليمها لمكتب مدير المركز القومي للمناهج د. عمر القراي حسب إفادات غير رسمية.
وبالطبع فإن الأوساط التربوية تمتلك وجهة نظر وتفسيرات بشأن القضية، وهناك جهات تعد لإيصال آراء حول الكتاب إلى الوزير لمعرفة رده، كما تمت عدة تحركات أخرى من جانب تربويين وغيرهم في هذا الصدد، غير أن الأمين العام لاتحاد المدارس الخاصة السابق الشعراني الحاج وضع يده على (40) ملاحظة في الكتاب، وخص (باج نيوز) بنشر تلك الملاحظات.
تجسيد واتهامات
لوحة خلق آدم لمايكل انجلو تصدرت الملاحظات على الأسافير، وهنا يقول الشعراني إن الصورة تتنافى تماماً مع مُعتقدات الشعب السوداني مما قد يسبب قطيعة بين التعليم والمجتمع وذلك لاحتواء الصورة على تجسيد “الله”، تعالى عن ذلك علواً كبيراً، بالإضافة لصورة نبي الله آدم وهو عارٍ.
وأضاف الشعراني: “إن لم تكن هناك من ملاحظة غير هذه الصورة الموضوعة لتلميذ لكانت كفيلة بإلغاء الكتاب تماماً”، ولم يتوان المؤلف عن أن يُكرر مجدداً صورة مايكل انجلو المجسدة للذات الإلهية مع تعريف عن مايكل انجلو وتسمية اللوحة بلوحة خلق آدم في صفحة أخرى من الكتاب.
وأوضح الشعراني أن المؤلف ظل يكيل الاتهامات للمسلمين بعد أن رفع من شأن الممالك المسيحية بغير دراية بقوله: “وبالرغم من أن دولة الفونج قد كانت متأثرة بالتصوف إلا أنها في بدايتها قادت الحروب وحطّمت الممالك المسيحية وأعطت وزناً وقوة للثقافة العربية الإسلامية”.
وأكد الشعراني أن المؤلف لم يطلِع على التاريخ وكيف أن العنج والفُنج هم شعوب كوشية شُرِّدت من سوبا بعد سيطرة المسيحيين عليها، واعتبر هذا الحديث لم يقل به غُلاة المستشرقين في حق دولة الفُنج، ووصف ذلك بالطامة الكبرى عندما يؤتمن أعداء الأمة ويتسللون ليضعوا مناهج الصغار، واعتبرها قضية تيارات سياسية تريد أن تلوكها كواقعٍ لترتقي به.
ونوه إلى أنه ليس مكانها مناهج التعليم لتشكيل عقليات متصارعة في بلاد عُرِفت بالتسامح.
عُنصرية
وأشارت الملاحظات إلى أن السودانيين مازالوا يحتفلون بعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل ألماظ وحمدان أبو عنجة والمهدي والتعايشي دون تمييز، والدليل الواضح ما تم من اختلاط بين السكان ذوي الأصول النوبية والقبائل العربية الوافدة بخلاف ما صوَّره المؤلف في الكتاب الذي أشار إلى أنه لم يُفتح السودان عسكرياً بواسطة الجيوش الإسلامية، وقال: “إلا أن فكرة استعلاء العناصر التي تعتز بأنها عربية وإسلامية لم تكن غائبة”.
واستنكر الشعراني أن يرِد في الكتاب حديثٌ عن أن بعض الدول العربية تنسب السودانيين إلى قبائل أفريقيا، ودعا لعدم الخوض في أعراق وانساب مواطنين أصيليين، وأكد أن ذلك سيقود لصراع بين أولياء الأمور ومعلمي المادة مما ينذر بفتنة مجتمعية.
أطروحات
وذكرت الملاحظات أن كلمة إثني هي كلمة لاتينية كان من المفترض أن يُستعاض عنها بكلمة عربية مفهومة للتلاميذ وبعض كلمات تعطي ذات المعنى، ومع ذلك أصر المؤلف على إدخالها حوالي ست مرات في درس واحد.
وذهب مؤلف الكتاب إلى إبراز أحد اقوال الراحل جون قرنق: “السودان فيهو عرب وغير عرب لذلك العروبة لا يمكن أن توحدنا وفيه مسلمين وغير مسلمين لذلك الإسلام لا يمكن أن يوحدنا… إلخ”، واستنكر الشعراني الأمر وقال إن أطروحات جون قرنق ومن ورائه الحركة الشعبية لم يتبناها الشعب يوماً، وتساءل: “وهل في ذلك تناقض أن أكون مسلم وعربي وأفريقي!!!”.
وذكر الشعراني من الملاحظات أن الكتاب سرد محاولة تبرئة المستعمر الذي فرّق وسنَّ قانون المناطق المقفولة وجنح إلى خلق فتنة بين أبناء الوطن الواحد، كما جاء في الكتاب ما يشير إلى قبائل دولة جنوب السودان مما يشير إلى أن المنهج قبل الانفصال.
خطأ تسمية
ونوهت الملاحظات إلى ذكر عنوان تحت مسميات “الممالك الإسلامية في أفريقيا” تحت ثلاثة دروس هي سلطنة الفونج وسلطنة الفور وسلطنة تقلي، ولوحظ أن كل الأسماء المذكورة لممالك سودانية، ومن المفترض أن يكون عنوان الوحدة الممالك الإسلامية في السودان.
جدل الهوية
واستهجن الشعراني ورود درس عن الهوية السودانية، واعتبر أنه عنوان ليست لديه أي علاقة بدراسة التاريخ، ولاحظ أن الكتاب أورد أن هناك نبذة عن ثورة الشباب في تاريخ السودان ولم ترد على صفحات الكتاب.
المسيحية والإسلام
واستهجن الشعراني ورود قصة تحدث القاص فيها عن أنه اندهش عندما وجد الناس تحولوا من دين سماوي (المسيحية) إلى دين سماوي (الإسلام)، ولم يندهش عندما تحولوا من الوثنية للمسيحية!!
فضلا عن حديث: “وبقي آخرون على المسيحية”، واعتبره خطأ تاريخي فالصواب أن المسيحية الموجودة اليوم دخلت للسودان أثناء الحكم التركي واختار كل مسيحيو السودان سابقاً الدين الإسلامي، واستعرض عدداً من الأخطاء التاريخية.
كما فند الشعراني تواريخ ذكرت بالخطأ في الكتاب، واستعرض أخطاء وردت حول نسب سلاطين المماليك خطأ، إضافة إلى أخطاء وردت لعلماء صُنِفوا من ضمن عصر النهضة غير أن الكثير منهم لم يكونوا من رواد عصر النهضة بل كانوا ضمن علماء عصر المنطق والعصر الحديث.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.