باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

لينا يعقوب تكتب: في الذكرى الثانية

1٬297

لأجل كلمة
لينا يعقوب
في الذكرى الثانية
كانت صافرة البداية في مثل هذا اليوم، وضع اقتصاديٌ متردٍ وفسادٌ مستشرٍ، ورغبةٌ جديدة في الاستمرار بالحكم، تغيرت المطالب بمرور الأيام القصيرة، وهي تدعو لتغييرٍ شامل، أساسه “الحرية، السلام والعدالة”..
صحيح أن الوضع الحالي لم يحقق الشعارات، لكنه الذي قاد تغييراً في السودان.
شُهداءٌ كرام سالت دماؤهم الطاهرة توقاً لمعايشة السقوط، ومصابين فقدوا جُزءً من أجسادهم دفاعاً عن هذا التغيير، وأسرٌ وعائلات اكتووا بفداحة الفقد، لكنهم صبروا على البلاء، وفي انتظار العدالة.
أظهرت الثورة وقتها تلاحم الشعب بمختلف فئاته العمرية واتجاهاته السياسية والأيدولوجية، فأفلحلت إن ضمت حينها أبناء قادة النظام المعزول، فقد كان الانضمام للثورة حينها واجباً على أي مواطن.
لم يكن مستغرباً حينها أن تتحدث وسائل الإعلام في العالم عن مميزات الثورة وسلميتها وكريم صفاتها وعلو ثقافتها وقوة مطالبها واستمرار كفاحها، كحالة نادرة جداً لم يكن يشهدها العالم آنذاك.
قمع الأجهزة الأمنية ودكتاتوريتها وتمسك النظام بالسلطة دون رغبة في التنازل أو تقديم الحلول، كان يُشعل التحرك بلا توقف، ويُلهب الحماس وتتضاعف رغبة التغيير.
نادرة هي البيوت التي لم تفتح أبوابها للثائرين لتقدم طعاماً أو شراباً أو دواءً، وقليلون هم الذين ظلوا يشعرون أنها احتجاجاتٌ ستنتهي عاجلاً أم آجلاً.
سمعت بعض خبراء الثوارت – أي صحفيين تنتدبهم مؤسساتهم لتغطية الاحتجاجات والثورات في العالم – أن مثل هذا الإجماع الذي تم، هو نادر الوقوع لا يحدث في سنوات متقاربة، حيث تبلغ الذروة منتهاها، وبعد تحقيق المطلب ستحدث خلافات وتباينات تستمر لسنوات طويلة يصعب خلالها إحداث إجماع جماهيري.
يعيد اليوم السودانيون الذكرى الثانية لهذه الثورة التي طالبت بالحرية والسلام والعدالة للجميع، وليس لجزءٍ من الناس..
فالمبادئ لا تتجزأ والأقوياء هو من يعلمون ثمن الحرية والديمقراطية التي تحتمل الاختلاف والتباين وليس التصنيف والأمزجة والأهواء.
ستظل هذه الشعارات خالدة في الأذهان وقد قال تعالى “فأما الزبد فيذهبُ جُفاءً وأما ما ينفعُ الناس فيمكثُ في الأرض”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: