باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

“العجز محفّز”و”الفوضى الخلاقة”..مليونية 19 ديسمبر ما الذي يجعلها مغايرة؟

1٬620

الخرطوم: باج نيوز

بدأت لجان المقاومة في الترويج لاحتجاجات تنوي تنظيمها في التاسع عشر من ديسمبر الجاري، مع الذكرى الثانية لبدء الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس عمر البشير في الحادي عشر من أبريل 2019، لكن هناك سؤال يلوح في الأفق..ما الذي يجعل مليونية التاسع عشر من ديسمبر مختلفة هذه المرة؟

 

رغم من أن لجان المقاومة نظمت عدد من الاحتجاجات طوال الفترة الفائتة للضغط على الحكومة الانتقالية لتنفيذ إصلاحات في قطاعات العدالة والاقتصاد، لكنّ التظاهرات أو المليونية المرتقبة رفع فيها البعض شعار إسقاط الحكومة، وقد نُحت شعار جديد “تسقط جت”، وهو يعني إسقاط جميع هياكل الحكم الانتقالي.

ومنذ أبريل 2019، يعيش السودان مرحلة انتقالية بعد عزل الجيش الرئيس عمر البشير من الحكم عقب انتفاضة شعبية لتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

والخميس، دعا تجمّع المهنيين السودانيين إلى المشاركة في مسيرات التاسع عشر من ديسمبر ، للمطالبة بتحقيق مطالب الثورة السودانية.

وظل بعض أعضاء لجان المقاومة، وهي لجان شبابية مستقلة ذات تنظيم جيّد، متحفظون على أداء مؤسسات الحكم الانتقالي، التي تأسست بموجب اتفاق سياسي بين قادة الجيش وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، تقاسمًا على أثره السُّلطة. وتبدل التحفظ، بمرور الوقت، إلى سخط على ضعف أداء الحكومة المدنية وسط تغول المكون العسكري في مجلس السيادة على ملفات السلام والسياسة الخارجية، وهي ملفات أخضعتها الوثيقة الدستورية إلى الحكومة المدنية. هذا البعض رفع شعار “تسقط جت”، فيما يرفع البعض الآخر شعار تصحيح مسار الثورة لتحقق أهدفها.

 

الحزب الشيوعي، الذي خرج من تحالف الحرية والتغيير إثر خلافات بينهم بعضها لم يظهر للعلن، طالب أعضائه في كلّ الولايات بالخروج في تظاهرات السبت المقبل، وذلك بغرض إسقاط حكومة تعديل الوثيقة الدستورية، وهو التعديل الذي أضاف اتّفاق السلام الموقع مع الجبهة الثورية إلى الوثيقة.

وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، كمال كرار، إنّ المواكب هي التي صنعت الثورية، لذا تنظيمها ممارسة طبيعية في الفترة الانتقالية. قاطعًا بعدم امتلاك أيّ جهةٍ حق (الفيتو) على أيّ موكبٍ.

ويضيف لـ”باج نيوز”” الحريات مطلب أساسي للثورة، وهي الحرية في التعبير والرأي، وطالما المواكب سلمية، لا يحقّ لأيّ جهةٍ التعرّض لها”.

ويشير كرار بأنّ الاحتجاجات التي تعتزم لجان المقاومة تنظيمها في التاسع عشر من ديسمبر الجاري، على الرغم من أنّها تأتي احتفالاً بانطلاق الثورة في 2018؛ إلاّ إنّها “تحتفل في ظروفٍ مختلفةٍ، وهي وأنّ هياكل الثورة عاجزةً عن تلبيةِ مطالب الثورة في أيّ ناحيةٍ، وكذلك عاجزة حتى في التعامل مع القوى السياسية”.

وأردف” العجز محفزّ لأنّها تخرج وتطالب بتصحيح المسار وتعجيل بالهياكل الانتقالية حتى وأن دعا الأمر إلى تغيير الطاقم الحكومي بأكمله”.

غضب مبرّر

يبدو أن الحزب الشيوعي غاضب على حكومة الانتقال، ومع ذلك لم يدعو صراحةً إلى إسقاطها، بل إسقاط تعديل الوثيقة الدستورية والإسراع في استكمال الحكم المدني مثل المجلس التشريعي والمفوضيات المتخصّصة.

جراء هذا الصراع، تتحدّث لجان المقاومة على الدوام أنّها مستقلة، مهمتها حماية الثورية من تغوّل أيّ جهةٍ تريد إجهاض مكاسبها التي تحققت باستشهاد عددٍ كبيرٍ من رفاقهم في الاحتجاجات، كما أنّها تؤكّد على عدم انحيازها لأيّ طرفٍ من أطراف الحكم في السودان، لذا يتوقّع أنّ تكبح جماح بعض أعضاءها الرافعين شعار “تسقط جت”.

في المقابل، يذهب المحلل السياسي الحاج حمد إلى أنّ كلّ الاحتمالات مفتوحة في المليونية المرتقبة خلال ساعاتٍ، موضحًا أنّ أجهزة الدولة أثبتت فشلها في العمل لصالح القضية وحتى الميثاق الموقّع بين القوى السياسية.

ويشير حمد إلى أنّ العسكّر في الحكومة يلعب دورًا مهمًا في فشل التواصل باعتبار أنّ لهم الدور الأكبر وكان لديهم تحفّظ في التعامل مع المدنيين بشكلٍ مكافئ.

ويمضي حمد قائلا” من الصعب أنّ يتمّ الجزم بأن يتحقّق شئ من المطالب في ظلّ عدم توازن القوى السياسية”.

وسائل تقليدية

ويوضّح حمد أنّ الوضع بشكلٍ عامٍ يميل لصالح “الفوضى الخلاقة”، مشيرًا إلى أن وسائل التصعيد لدى القوى السياسية المعارضة تقليدية.

ويضيف”  مؤكّد أنّ لجان المقاومة قوى فاعلة ولكنّ تجربتها العملية ضعيفة بالتالي اختيارهم سيكون لوسائل مجرّبة لديهم قبل ذلك”

ويشدّد حمد على أنّه يجب على الحكومة أنّ تترك المسيرات تتسمّر بالتعبير السلمي وأنّ الشارع فرصة للتعبير عن الرأي.

ويردف قائلاً” الساحة السياسية تفتقد للرازنة والانضباط بالوثيقة القانونية”.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: