قبل ساعات من الخطوة الكبرى..مأساة وسط نواب الاختصاصيين في السودان

الخرطوم: باج نيوز

يكشف أحد النواب الاختصاصيين في حديثه لـ”باج نيوز” أنّ البعض منهم يغيب عن المنزل ثلاثة أيام لتوفير مالٍ يستطيع أنّ يصل به إلى المستشفى ويتناول منه وجبة الإفطار.

ويؤكّد سامر عبد القادر أنّهم يعيشون ضغطًا نفسيًا تسبّب في وفاة البعض بحسب ما يروي بحسرةٍ لنا.

ويبدو أنّ أزمة”الشلل” التي ضربت المستشفيات في البلاد مؤخرًا ستستمرّ طويلاً لجهة أنّ مطالبات نواب اختصاصيي السودان لم تبارح مكانها بعد.

ويبلغ عدد نواب الاختصاصيين في السودان”8091″ نائبًا، فيما يتدرّب معظمهم على نفقتهم الخاصة بحسب إحصاءاتٍ غير رسمية.

وسابقًا، كانت وزارة الصحة في البلاد قد أعلنت عن إجراءاتٍ لتوظيف”2.500″ نائب اختصاصي.

وضرب الشلل الكثير من المستشفيات في العاصمة بسبب إضراب النواب الاختصاصيين عن العمل فيما يخصّ الحالات الباردة وأقسام الطوارئ للمطالبة ببعض المستحقات الوظيفية.

ويطالب النواب بحقهم في التسكين الوظيفي والضمان الاجتماعي، واستيعاب جميع النواب في وظيفة دائمة وفق الهيكل الوظيفي للدولة، وفقًا لشروط الخدمة العامة.

والثلاثاء، أعلن مجلس الوزراء عن ترحيبه بالاتّفاق الذي تمّ بين نواب الاختصاصيين ووزارة الصحة عبر لجنة وساطة، لكنّ سرعان ما انسحبت الأخيرة بحسب مصادر”باج نيوز”، بعد أنّ سلّمت الملف لمجلس التخصصات الطبية لكنّ الأخير علاقته مع النواب يشوبها كثير من عدم الرضا منذ عهد النظام البائد اذا كان النواب يرفضون التخصص على حساب المجلس ويجلسون لامتحانات على حسابهم الخاص خوفا من إلزامهم بالعمل لعددٍ من السنوات بالسودان وحظرهم من السفر إلى الخارج.

ويهدّد النواب بتحويل الإضراب عن الحالات الباردة إلى إضرابٍ شاملٍ في العاشر من ديسمبر حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

إرهاق وضغط نفسي وهلاك

أحد النوّاب المضربين عن العمل، يدعى، سامر عبد القادر، يقول لـ”باج نيوز”، إنّهم وبعد نهاية أداء العمل بالمستشفيات يتحوّلون إلى سدّ الخدمة في مستشفى خاص أو العمل في أيّ جهةٍ أخرى لتوفير منصروفات إضافية.

ويضيف” البعض يغيب عن المنزل ثلاثة أيام لتوفير مال يستطيع أنّ يصل به إلى المستشفى ويتناول منه وجبة الإفطار”.

ويتابع” هذا الأمر تسبّب في وفاة عدد كبير من الأطباء في النبطشيات بسبب الإرهاق والضغط النفسي”.

ويمضي سامر يحكي بحسرةٍ” الحكومة توّفر المليارات والعربات الفارهة لأعضاء مجلس السيادة والحركات المسلحة وتستوعبهم وهي قادرة على توفير مرتبات لعشرات الآلاف من الناس فيما يصعب عليها توفير مرتبات لـ”7″ ألف نائب يعملون مثل الماكينة في المستشفيات من أجلّ أنّ تكفيهم شرّ التسوّل والحاجة”.

ويردف سامر” أنا أعلم أنّ هناك عدد من النواب معنا يستدينوا المال من أخوانهم من أجلّ تسديد النبطشيات”

الظلم موجود

وفي المقابل، يؤكّد الخبير، سيّد كنات، على أنّ الإضراب حقٌ أصيل، لكنّه يشدّد في الوقت ذاته أنّ التوقيت الذي تمّ اختياره غير ملائم البتّة.

ويشرح كنات قائلا” التوقيت غير ملائم خاصةً في ظلّ الظروف الصحية الحالية بجانب انتشار جائحة كورونا”.

ويشير سيّد في تصريحٍ لـ”باج نيوز” إلى أنّ النواب يتبعون لمجلس التخصصات الطبية من ناحية أكاديمية، فيما يتبع البعض إلى وزارة الصحة الاتّحادية والولايات.

ويضيف” أغلبية النواب يتخصّصون على نفقتهم الخاصة”.

وأكّد كنات أنّ النواب طالبوا بمرتب أكبر من درجاتهم الوظيفية ، موضحًا أنّ وزارة الصحة لا تستطيع أنّ تعدهم دون الرجوع إلى مجلس شؤون الخدمة المعني بمنح الوظيفة ووزارة المالية التي تمنح التمويل.

ويبيّن سيّد أن عدد الوظائف المطلوبة من قبل النواب٧ ألف وظيفة وقد تكون وزارة الصحة ليست في حاجة إلى هذا الكم من الوظائف.

ويشدّد الخبير سيّد كنّات أنّ القضية ما زالت معقدّة، وستكون في حاجة إلى عملٍ جماعي.

ويؤكّد” الظلم واقع على كلّ الأطباء من الامتياز إلى الاستشارين”.