أحمد المصطفى إبراهيم يكتب: “عثمان الجندي” الجندي المعلوم
استفهامات
أحمد المصطفى إبراهيم
“عثمان الجندي” الجندي المعلوم
هناك تقليد، لم أبحث فيه كثيراً، بأن يكون في عاصمة الدول نصْب أو تمثال يسمى الجندي المجهول احتراماً لكل جندي مات في معركة ولم يذكره احد في كتب التاريخ وغيرها. نحن كمسلمين نعلم أن الموت ليس النهاية ولا نعوض الجندي الذي مات في معركة بقطعة أسمنت أو رخام تضع عليها الزهور في المناسبات القومية. نحن نؤمن أن الشهيد في الجنة ويشفع في سبعين من أهله وعشيرته وكفى بذلك تقديرا لا يدانيه تقدير.
عفواً اطلنا المقدمة أو الرمية أو المدخل سمها ما تشاء. كل ذلك لنفرق بين الجندي المجهول والجندي المعلوم. حبينبا الأستاذ عثمان الجندي ما رأيت في حياتي رجلاً وهب وقته للعمل العام مثل الأخ عثمان الجندي هذا الرجل يستمتع استمتاعاً لا يدانيه استمتاع في بذل الخير للفقراء والمساكين. يجري هذا في دمه وكأني به إذا سئل عن امنيته يقول: أقدم لكل فقير ما يكفيه. ولكن هيهات ما أكثر الفقراء في بلادي (زمان قبل الحاصل دا قالوا نسبة الفقر 90 % يا ربي الآن كم 99.9 %؟ طبعا غير الفقراء هم السياسيون والسماسرة وقليل من التجار).
عثمان الجندي وعبر منظمة (جانا) يقدم ابدعات ومشاريع لا يفكر فيها كثير من الناس. قبل اسبوعين اتصل عليّ عثمان الجندي، أحمد ياأخ عندك طلاب خلاوى حولك؟ قلت نعم كم عددهم؟ قلت اتأكد وارجع ليك. عدت اليه بأعداد طلاب اثنين من الخلاوي التي حولنا. انتهت المكالمة. بعد اسبوع تقريبا يتصل مرة اخرى يا اخي نحن (جانا) جهزنا للطلاب ديل بطاطين وستوزع السبت بالساحة الخضراء (طيب ولا يزعل احد ساحة الحرية) بقولوا الولد بسميه ابوه.
استلم طلاب الخلاوي الذين ما كنا نعرف ونحن القريبين منهم كيف كانوا يواجهون البرد. ولكم أن تتصوروا فرحة هؤلاء الصغار بهذه البطاطين وفي هذا الوقت بالذات.
عثمان ما شاء الله، يعمل أكثر من 20 ساعة في اليوم لله كدا تطوعاً ويود لو يحل كل مشكلة يسمع بها أو يشعر بها هو. ويبحث لها عن الحلول ويشرك الخيرين وعندما يقل الخيرون يتجه إلى المنظمات والمؤسسات التي تعرف معنى المسئولية المجتمعية مثال بطاطين الشتاء هذه من جهاز المخابرات الوطني وجمعية من دولة البحرين تقبل الله منهم.
في الحتانة حول عثمان وشبابهم كوشة الى حديقة. ولكم أن تتخيلوا كيف تصبح الكوشة حديقة (يا رب كل كوش ولاية الخرطوم تصبح حدائق لتصبح أجمل عاصمة في العالم).
المقربون للجندي جداً يحكون عنه ما لا يصدق في عمل الخير رجل وهب نفسه للعمل العام والابداع وبمنهج محترم جداً من اجل الفقراء وما يمكن أن يقدم لهم يقبل عثمان العون من أي جهة ولا يفكر في سياسة ولا تحزب ولا منافع انتخابية.
خلاص قولوا ما شاء الله وربنا يحفظ عثمان الجندي ويقبل منه صالح الاعمال ويوفقه لعمل الخير وان يعطي اسرته ما تستحق من وقت.
صحيفة (السوداني)
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.