بكري المدني يكتب: بلاد من؟ ثورة من؟!
الطريق الثالث
بكري المدني
بلاد من؟ ثورة من؟!
العنوان أعلاه ليس من عندي ولكنه لمقال قديم لا أذكر لمن ولا أين قرأته ولكنه ظل عالقا بذهني لما ارتبط بحال وثورات بلادنا ولقد تذكرته وأنا أهم بكتابة هذا العمود والحال ذات الحال القديم لذا بقي السؤال (بلاد من؟ ثورة من؟).
إن تاريخ الثورة ضد النظام السابق قديم قدم النظام نفسه ولقد تجسدت في الحركات المسلحة التي أشعلت الأرض وارهقت (الانقاذ) ودفعت هي وحواضنها الاجتماعية أضعاف الأثمان والثورة المدنية الأخيرة نفسها نتجت عن تراكمات الظروف التي خلقتها الثورة الأولى الممتدة بل إن شرارة انطلاق الثورة الأخيرة كانت من الدمازين وبربر ثم الفاشر وعمت مدن السودان الأخرى قبل أن تصل الخرطوم كمحطة أخيرة ونهائية!
في الخرطوم كان الشعار الأبرز هو (حرية -سلام وعدالة) وكان هتاف (كل البلد دارفور) وبعد اكتمال الثورة جاءت لحظة ترجمة تلك الشعارات والهتافات على الأرض بتطبيق السلام وأن تكون كل البلد دارفور إشارة الى ان كل أجزائه لنا وطن.
هل بالإمكان تصور تحقيق سلام دون الاتفاق مع الحركات المسلحة ؟!وهل يمكن أن يكون تحقيق السلام دون مشاركة ممثلي هذه الحركات مشاركة حقيقية في السلطة من موقع صناعة القرار إلى مواطن تنفيذه ؟هل بالإمكان أن تكون دون ذلك كل البلد دارفور او النيل الأزرق او جبال النوبة ؟!
إن استثنينا بعض الملاحظات الموضوعية حول شكل مجلس شركاء الحكم الذي أعلن مؤخرا فإن كثيرا من الاعتراضات تخفي داخلها شحا في النفوس وتحييزا ضد شركاء الثورة والسلام وتستبطن شعورا سيئا بحق امتلاك الأمر مع الرضى بمشاركة هامشية على شاكلة الترميز التضليلي القديم !
نقول ذلك لأن لا جديد في مجلس الشركاء المعلن مؤخرا استدعى كل الضجيج والفحيح الحالى سواء القادمين بسلام للمشاركة في حكم بلادهم !
لا جديد لأن كل قيادات المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير كان هم مجلس شركاء الحكم القديم ومن دون أن نسمع أو نرى او نشم كل القبح السائد اليوم !
إن استصراخ الناس باسم الثورة واستدعاءهم بدعاوى النضال كلمات باطل يراد بها باطل فمن حق القادمين بالسلام أن يكون شركاء حقيقة في الحكم انطلاقا من المجلس الذي من المفترض ان يكون مرجعية للحكم مرورا بأجسام التنفيذ وليس انتهاء بالمجلس التشريعي فهذى البلد للجميع تماما مثل ما أن الثورة قام بها الجميع!.
صحيفة (السوداني)
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.