بكري المدني يكتب: هذا او الموت بالكورونا!
الطريق الثالث
بكري المدني
هذا او الموت بالكورونا!
إذا اغفلنا المقارنة بين السودان والدول المتقدمة من حيث مكافحة كورونا فإن المقارنة مطلوبة بينه وبين دول جواره في الشرق والغرب الإفريقي لأنها الأقرب للسودان من حيث الحال والإمكانيات. ونجد للأسف أن مستوى الإصابات والوفيات في السودان هو الأعلى بين دول إثيوبيا وارتريا والصومال وجيبوتي شرقا وتشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا غربا.
إن قلة الإصابة والوفيات بفايروس كورونا يعود للالتزام المجتمعي لشعوب الدول من حولنا والذي بلغ حدا في بعضها جعل نسبة الإصابة فيها متدنيا جدا ولقد رأينا كيف ان دولة مثل أريتريا قد احتفلت في أوج الموجة الأولى بخلوها من الفيروس!
ظلت نسبة الإصابة بكورونا في الموجة الأولى في دولة مثل إثيوبيا يبلغ عدد سكانها أكثر من ضعف عدد سكان السودان 1% فقط بعدما عرف الأشقاء في إثيوبيا أسباب انتقال العدوى وتفادوها!
حتى عند مقدم الموجة الثانية الحالية من كورونا والتي وصفت بأنها أقوى من الأولى لم يرد من دول الجوار الإفريقي ما يفيد أن الوضع فيها يقارب السودان من حيث الإصابة والوفيات ناهيك أن يكون مثله!
تكاد تكون الظروف الاقتصادية متشابهة بين السودان والدول المذكورة وكذلك المتشابهات في كثير من أوجه وأحوال الحياة ولكن شعوبها وعت الدرس مبكرا وعملت على ما يجنبها كلفة عالية بسبب هذا الوباء العالمي.
إن السلوك المجتمعي الجمعي الراشد هو خط الدفاع الأول والأخير أيضا في مواجهة كورونا ولم تنجح دول الوباء في آسيا وأوروبا وأمريكا نفسها في تقليل الإصابات إلا من خلال سلوك جمعي مقاوم للفيروس.
يمكن الوقاية من كورونا – ببساطة – من خلال اتباع الإرشادات التي باتت معلومة للجميع وهي تتمثل أولا في الالتزام بالتباعد بحد معقول مع ارتداء الكمامات وتجنب ملامسة الآخرين والأشياء من حولهم واستخدام المعقمات تحوطا وليست المعقمات أكثر من غسل الأيدي بصابون الغسيل العادي إن لم يتوفر المطهر!
أعلاه كل ما في أمر الوقاية من كورونا ولكن الأمر لن ينجح إن قام به البعض دون الآخرين فالالتزام هنا فرض عين وليس فرض كفاية.
ويمكن للناس أن تتحرك وأن تعمل في حدود المعقول مع الالتزام الجمعي بالسلوك المقاوم لانتشار الفيروس لأن ذلك الأسلوب الاضمن لمحاصرته في اضيق دوائر ممكنة.
ان الاستهتار الجاري وعدم الالتزام اضافة لعدم الاقتناع عند البعض بوجود كورونا من شأنه أن يعصف بهذا البلد وشعبه فالفيروس ينطلق كالنار في الهشيم وليس في أمر الوقاية عيب كما ليس في الاستهتار به شجاعة!
ان العيب – في تقديري- هو الانتشار الكثيف للفيروس حاليا نتيجة سلوك جمعي أقرب للفوضوي منه للمتحضر!
لن تنجح أي إجراءات او تدابير يمكن أن تتخذها السلطات بشكل كامل دون معاونة من المجتمع ولهذا فإن البداية الصحيحة للمقاومة تكون من المجتمع ودور السلطات مكمل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.