الهادي إدريس: تشكيل الحكومة خلال (10) أيام ومجلس الشركاء هو السلطة الأعلى
الخرطوم: باج نيوز
أكد رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس، أن اتفاق سلام جوبا أجاب على الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالأزمة السودانية، وخاطب جذورها، واعتبره اتفاقاً شاملاً.
وأوضح إدريس في برنامج (حديث السلام) بقناة النيل الأزرق، أن قضية الدين والدولة بالنسبة لاتفاق جوبا تمت مناقشتها في القضايا القومية والاتفاق الإطاري لمسار دارفور، وسيتم حسمها في المؤتمر الدستوري القادم وقال: “ولو جاءت اتفاقية قبل المؤتمر الدستوري لهذه القضية ستضيف قيمة لاتفاق سلام جوبا”.
وأكد أن المبادئ الأساسية لحركة جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي وقوف الدولة بمسافة واحدة من كل الأديان وعدم استغلال الدين في السياسة.
وأشار إلى أنه تم استغلال الدين الإسلامي بصورة أسوأ خلال فترة النظام السابق، وقال إن الاتفاقية تحدثت عن فصل المؤسسات السياسية عن الدين، إلا أن العلمانية لا تعني أقصاء الدين، وأضاف: “ونحلم بدولة سودانية تقف على مسافة واحدة من كل الأديان”.
وقال إديس إن حمل السلاح انتهي بعد اتفاق جوبا خاصةً وأن الاتفاق ناقش القضايا المسببة لحمل السلاح، وأوضح أن حركات الكفاح المسلح هي في الأساس حركات سياسية منذ الستينيات ولها مطالب ووصلت لقناعة بحمل السلاح خاصةً في عهد النظام البائد.
ونوه إلى أن تنفيذ اتفاقية السلام يواجه بالعديد من التحديات خاصة المالية، وأكد التعويل على الشعب السوداني وإرادة الموقعين للاتفاق وحكومة الثورة، واعتبر أنه إذا تم تنفيذ الاتفاق سيغير الأوضاع السياسية من خلال ممارسة جديدة.
واقر إدريس بعدم توافق وإجماع القيادة السياسة بالبلاد وغياب الرؤية السياسية للخروج بالمرحلة الانتقالية إلى الديمقراطية، وضرب مثالاً بالحرية والتغيير بعد إسقاطها النظام السابق، وأكد أهمية وجود مركزية لسلطة سياسية بالبلاد تعمل على تأطير البرامج.
وقال إن مجلس الشراكة جاء وفق نص المادة (80) بعد التعديلات التي تم إدخالها في المواءمة بين اتفاقية السلام والوثيقة الدستورية التي تنص على إنشاء مجلس للشراكة يتكون من الحرية والتغيير والمكون العسكري، إضافة للأطراف الموقعين على اتفاق السلام ورئيس الوزراء وهي تمثل حكومة المرحلة الانتقالية، وذكر أن هذا المجلس سيقوم بدور تنسيقي إشرافي تخطيطي بين مكونات الحكومة والتصدي للخلافات بين جميع الأطراف، وكشف عن مقترح بأن يضم المجلس (20- 30) عضواً، ونبه لأهمية وجود جسم غير مترهل يتخذ القرارات.
وأكد أن مجلس الشركاء لن يتداخل في الاختصاصات، وأنه يعتبر فوق كل الأجسام المكونة للفترة الانتقالية ويعلو على كل الشركاء، وأشار إلى أن النقاشات لازالت جارية حول تكوين المجلس.
وأوضح إدريس أن الحركة تمتلك كوادر مؤهلة متدربة يمكنها أن تكون إضافة جديدة في العمل السياسي والعام، وأعلن أن تشكيل الحكومة سيتم في فترة لا تتجاوز العشرة أيام.
وذكر أن لديهم مقترحات وبرامج وخطط فيما يخص الوضع الاقتصادي سيتم تقديمها للحكومة التنفيذية، ووعد الشعب السوداني ببداية جديدة وصحيحة وتعتمد على الشفافية، وأكد عدم التعويل على القروض والهبات والدعم الخارجي، والاعتماد على التجارب العالمية مع التركيز على خصوصية السودان.
وقال إن الشعب السوداني سيرى تغييراً واضحاً بعد تنزيل اتفاقية السلام وتكوين هياكل السلطة الانتقالية.
وقال إدريس إن حركة جيش تحرير السودان جسم ثوري إصلاحي وامتداد طبيعي للجسم الذي تأسس في العام 2002م يحمل نفس المشروع والرؤية، ونوه إلى اختلافهم مع قيادة الحركة السابقة حول وسائل تحقيق أهدافها وبرامجها.
ورحب إدريس، بعودة عبد الواحد محمد نور للتفاوض في جوبا، وقدم الدعوة لكافة الذين لم ينضموا إلى الالتحاق بركب السلام، وذكر أن ما حدث في ندوة الحاج يوسف يعتبر حدثاً مؤسفاً، ونوه إلى تمليك الشارع السوداني التفاصيل الكاملة بعد الانتهاء من التحقيق، وأوضح أن العناصر التي هاجمت الندوة تتبع لعبد الواحد محمد نور.
وقال إدريس، إن استعادة نظام الأقاليم والفيدرالية سيتم فيه تقاسم السلطات بين المركز والأقاليم، ويتم تخصيص الموارد للأقاليم حسب مساهمتها في النسب التي تشارك بها في الدخل القومي وحسب الاتفاق (40%) من الموارد بعد أن تأتي إلى الصندوق القومي للموارد سترجع إلى دارفور وبنفس القدر لأقاليم السودان.
وأكد إدريس أن مميزات الفيدرالية أنها تعمل على معالجة إدارة التنوع على المستوى القومي أو حتى الإقليمي وهي لا تعني خلق مراكز جديدة في رئاسات الأقاليم وإنما تسهل الخدمات للمواطن، وأشار إلى أن الفيدرالية في دارفور تعد الأنسب، ونوه إلى الحكم الذاتي في المنطقتين لاعادة الثقة لمواطني هذه المناطق لبداية صحيحة لدولة وطنية حديثة، وقال إنه لابد من إتاحة حريات لهذه المناطق لسن تشريعات تتوافق مع بئيتهم، وأكد أن عدم توازن التنمية يعتبر إحدى جزور المشكلة السودانية.
وقال إن رؤية الجبهة الثورية أن تقوم العلاقات الخارجية على مصلحة السودان، وأكد الانفتاح على المحور الذي يحقق مكاسب ومصالح للشعب السوداني، وأشار إلى ان علاقات النظام السابق الخارجية كانت تقوم على نظام الايديولوجية مما أضر بالسودان، وقال إن اتفاق السلام أضاف قيمة جديدة بالانفتاح على العالم الخارجي.
وأكد أن التطبيع مع اسرائيل يجب أن يقوم على مصلحة السودان اولا واخيرا، وأشار إلى النتائج الإيجابية في ملف إسرائيل للمجتمع السوداني، وعبر عن أمله أن تعود بمنافع للشعب السوداني.
وأعلن إدريس أن الحركة بدأت العودة إلى تنظيم سياسي منذ توقيع اتفاق السلام وتم استثناؤها بموجب المادة (20) للاتفاقية التي تحكم التنظيمات السياسية بمزاولة النشاط السياسي قبل انتهاء فترة الترتيبات الأمنية، وكشف عن برنامج سياسي واضح للحركة للانتخابات القادمة.
وشدد على أن هنالك فرصة للانتقال السلس، وتوقع نهاية الفترة الانتقالية بتكوين حكومة ديمقراطية منتخبة.
وقال إن العدالة الانتقالية جزء اساسي من مكونات اتفاق جوبا خاصة فيما يلي مسار دارفور التي مارس فيها النظام البائد جرائم، وأكد الاتفاق على تعاون الحكومة مع المحكمة الجنائية الدولية لمثول المطلوبين للمحكمة بجانب محكمة جرائم دارفور، وجدد تاكيده على عدم ظلم الآخرين.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.