بين الانقسام والخلافات..ما هي مآلات المشهد السياسي بالتحالف الحاكم؟
الخرطوم: باج نيوز
منذ أشهر قلائل برزت الخلافات داخل تحالف الحاكم وأضحت في مهبّ، آخر التطوّرات انسحاب الحزب الشيوعي منها احتجاجاً على سياساته، متهمًا عناصر داخل التحالف بقيادته للانقلاب على الثورة، وليس ذلك فحسب بل بات بعض أعضاء التحالف في الأحزاب المكوّنة له تواجه الهجوم والانتقادات.
في مايو الماضي تمسّك رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، بضرورة إصلاح تحالف قوى الحرية والتغيير.
وقال المهدي في خطابٍ موجه للمجلس المركزي للحرية والتغيير آنذاك “إنّ الإصلاح يتطلّب إجراءات جذرية، وأنّ حزبه سيواصل المرافعة ليس من باب الإملاء، وإنّما بقوة المنطق”.
القيادي بالحزب الشيوعي صديق فاروق يرى أنّ انسحاب الحزب من التحالف الحاكم أو قوى الإجماع الوطني لا يعني انسحابه من الساحة السياسية، ويشير إلى أنّه سينشط في الفترة القادمة في الساحة ولن يسمح بأي عمل سياسي يتمّ خلف”ظهره”.
وأشار فاروق خلال رؤيته التحليلية لـ”باج نيوز” إلى أنّ التحالف لم ينفذّ ما قدّمه الحزب من مقترحاتٍ، موضحًا أنّه كان قد اقترح بأنّ يكون مجلس السيادة تشريفي إلاّ أنّه خرق الاتّفاق وأصبح يسيطر عليه العساكر، كما أنّه اقترح أنّ تكون الحكومة رشيقة إلاّ أنّه مرّهلة وسمي فيها وزراء دولة والكثير من الخروقات.
انتقادات
في وقت سابق هاجم عدد من القيادات السياسية تحالف قوى الحرية والتغيير في برنامج تلفزيوني، وقال القيادي بالحركة الشعبية شمال، ياسر عرمان إنّ القوى السياسية ليست في المستوى لمجابهة التحديات التي تواجه البلاد وعليها تحمّل المسؤولية التاريخية وإعادة إنتاج نفسها لمجابهة التحديات الراهنة.
من جانبه قال القيادي السابق بتجمع المهنيين، محمد ناجي الأصم إنّ ضعف الشقّ المدني في المجلس السيادي وضعف مجلس الوزراء يأتي من ضعف قوى الحرية والتغيير نفسها، وأن الشباب أصيب جراء الواقع لكن لا بد من مواصلة الطريق والحفاظ على مشروع الثورة.
وفي ذات البرنامج اتهّم القيادي بحزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف اتّهم قوى الحرية والتغيير بأنّها تُسيطر عليها الذهنية الاحتجاجية ولا تُقَدم حلولاً ناجعة للتحديات الراهنة.
مقرّر المجلس القيادي للجبهة الثورية الفترة الانتقالية محمد زكريا يذهب في حديثه لـ”باج نيوز” إلى أنّ الثورية تقرّ بأنّ قوى الحرية تقاصرت عن مقابلة الطموحات والأمل الموضوع عليها، موضحاً أنّ الانتقادات التي أبدتها قيادات مؤخرا حالة من النقد الذاتي والشفاف وتأكّيد على أنّ الوضع داخل التحالف يحتاج لمعالجة عاجلة.
وأشار إلى أنّ التحديات كبيرة وعريضة تواجه الحكومة وحاضنتها السياسية، مشيراً إلى أنّه إبان النقاشات المتعلّقة بمواءمة الوثيقة الدستورية مع اتّفاقية السلام تمّ إضافة المادة 80 للوثيقة لتشكيل آلية مشتركة تتصدى للقضايا والإشكالات التي تعترض الفترة الانتقالية وتسعى لإيجاد حلول للتعقيدات والتبيانات بين المكونات .
من جانبه يرى القيادي بحزب المؤتمر السوداني محمد شريف عثمان في حديثه لـ”باج نيوز” أنّ الحرية والتغيير نجحت في مهام وفشلت في أخرى بالنظر إلى أهداف الفترة الانتقالية وهذا الإخفاقات يجب أنّ تقرأ في سياقها ، فهناك أسباب عديدة لهذه الإخفاقات منها الذاتي والموضوعي لكن أهمها على الإطلاق هو عدم قدرتها علي تحسين الأداء الاقتصادي وعدم قدرتها في إدارة الاختلاف السياسي حول القضايا السياسية والاقتصادية مما جعل من الصعوبة عليها الخروج بموقف موحد.
وأضاف” بشكل دائم هناك مجموعة من الحرية و التغيير ظلت تنتقد في مكونات التحالف و الحكومة الانتقالية و تحاول بشكل دائم إن تخلي مسؤوليتها تجاه اداء التحالف و الحكومة الانتقالية بالرغم من مشاركتها في كل هياكل الحرية والتغيير والحكومة الانتقالية بالتاكيد هذة المواقف تضعف من إداء الحرية و التغيير والحكومة الانتقالية وهذا يعتبر هروبا من المسؤولية تجاه الفترة الانتقالية بالتاكيد المسؤولية جماعية يتحمل الجميع النجاح والفشل و يجب علي الجميع تحمل نجاحهم واخفاقهم.
ويشير شريف إلى أن عددًا من القوى السياسية نادت بعملية الإصلاح داخل الحرية والتغيير وقدّمت كل مجموعة تصورّها لعملية الإصلاح نفسها في النهاية توافق الجميع حول تصوّر لعملية الإصلاح وكونّت له لجان تعمل على صناعة مشروع الإصلاح، موضحًا أنّ هناك بطئا يلازم هذه اللجان في أداء اعمالها لكن بعد المحادثات بين الحرية والتغيير والجبهه الثوريه في جوبا والاتفاق الذي جرى بين الطرفين مهم من اجل اكمال عملية الإصلاح حضور قيادات الجبهه الثوريه في هذا الشهر سيعجل من قيام مؤتمر الحرية و التغيير.
وأضاف” تعديل الوثيقة الدستورية بعد اتّفاق السلام هو أمرُ طبيعي للغاية وحيث إنّ اتّفاق يجب أنّ تضمن نصوصه في الدستور لكن الخلافات أعمق من ذلك بكثير حيث إنّ الخلاف بين مكونات التحالف بدا منذ أيام الاتّفاق السياسي والوثيقة الدستورية حول تصوّرات البعض تجاه عمليه الانتقال نفسها واستمرت التباينات منذ ذلك الوقت و موقف بعض مكونات التحالف تجاه اتفاق جوبا غير مرتبط ببنود الاتفاق و إنما تجاه عملية السلام نفسها”.
وتابع” لضمان استقرار الفترة الانتقالية على التحالف إيجاد حلول لاتّخاذ القرار وتبني برنامج يتمتّع بقدرٍ عالٍ من التوافق بين الجميع يحقق أهداف الفترة”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.