نازك شمام تكتب: حكومة قُشابي
واحد صحيح
نازك شمام
حكومة قُشابي
وقُشابي التي نقصد هي قرية تقع على منحنى النيل الغربي، جنوب محلية الدبة، وغرب مدينة الملتقى بالولاية الشمالية، وكغيرها من مدن الشمال تعاني اهمالاً ما له نظير في جميع الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، يعيش اهلها على مهنة الزراعة التي توارثوها منذ مئات السنين يزرعون البلح والموالح وبعض انواع الخضروات بغرض الاستهلاك المحلي، تعاني من الإهمال الحكومي حتى في اوقات الكوارث الطبيعية، منذ عهد النظام المخلوع وحتى الآن لم يتغير شئ ذات المعاناة في الحصول على الخدمات.
قبل عامين عندما داهمتها السيول والامطار ودمرت اكثر من 700 منزل دماراً شاملاً وأكثر من الف منزل دمارا ًجزئياً أكتفت الحكومة وقتها بزيارة تشريفية كان على رأسها والي الولاية الأسبق ياسر يوسف في عهد الحكومة السابقة وكان الغرض من الزيارة اعلامي قبل أن يكون لمساعدة أهلها الذين تضرروا، مضى ذلك العهد واستبشر أهلها خيرا بالتغيير وبشعار الثورة (حرية، سلام، عدالة) وقالوا الان حصحص الحق وسنجد ما كنا نبحث عنه من اهتمام حكومي ولكن هيهات ليس ماجاء بأحسن مما مضى تنشغل الحكومة على صعيدها المركزي والولائي بقضايا اخرى لم تكن قضايا الولايات من ضمنها حتى وان كان مرضا فتاكا يهلك الحيوان والإنسان وقفت قشابي ورصيفاتها ينتظرون من يقدم لهم العون ولكن كانت الحكومة في وادي والاهالي في وداي اخر تتصاعد إحصائيات الموت بحمى الوادي المتصدع يوميا وتتعالى الإصابات ولم يفتح الله على الحكومة الا لدعم محدود يتمثل في حملات رش لمكافحة البعوض الناقل للمرض.
يومياً تتصاعد أعداد الإصابات والوفيات بحمى الوادي المتصدع بالولاية الشمالية، ولا وجيع لها سوى زيارات متواضعة من قبل عضو المجلس السيادي، محمد الفكي ووزير الصحى ودعومات خجولة لا ترقى لمستوى الكارثة العظيمة التي تدمر الحيوان والانسان على حد سواء حتى أن وزارة الصحة تتوارى خجلاً من اصدار تقارير دورية عن الوضع الصحي بالشمال أسوة بالتقارية الدورية لمرض الكورونا.
ولكن لقشابي حكومة شعبية اخرى تتمثل في أبنائها العظماء القاطنين بها والمنتشرين في البقاع المختلفة هم الذين يعول ليهم كان لهم الدور في انشاء المدارس لمرحلتي الأساس والمرحلة الثانوية والتي تكفل بها رجل الاعمال حسن سكوتة بعد أن كانت الطالبات يقطعن المسافات الطويلة لاقرب مدرسة ثانوية واهرى يسعون لانشائها بعدما طرقو باب الشركة السودانية للموارد المعدنية والتي تعهدت ببناء المدرسة الثانوية للبنين على نفقة اموال المسؤولية المجتمعية والتي الان في مرحلة فرز العطاءات كل هذه المجهودات تتم لابناء المنطقة وحتى عقب انتشار الحميات المرضية سير أبنائها قافلة صحية بطبيب عمومي ومعمل فحص متكامل وأدوية وتقوم باستقبال إعداد كبيرة من المرضى لتشخيص حالتهم ومعالجتها وتحويل الأخرى منها إلى اهل الاختصاص عبر جهد شعبي خالص من شباب لا يرجون الا الخير لمنطقتهم النائية فلا ينتظرون حكومة تعمل او حتى تنتبه لهم.
ليست قشابي وأبناءها وحدهم من يفعلون ذلك كل القرى المتاخمة النيل بالولاية الشمالية تفعل ذات الشئ عبر كيانات شعبية وطوعية حتى أضحى التكافل في تلك القرى مايميزهم عمن سواهم.
على الحكومة المركزية الانتباه أكثر للولاية الشمالية فهي جزء من هذا الوطن الغالي وحتى لايسير الشمال في ذات اتجاه الاقاليم الأخرى التي انتظرت الحكومات كثيرا وفي نهاية المطاف لم تجد سوى البندقية حلاً وأن تتذكر بأن شرارة الثورة أنطلقت من الأقاليم التي رزخت دهورا تحت عهود الجور والظلم فصرخت وثارت إلى أن تحقق الحلم بالتغيير ولم تكن تعلم إن الاعتماد سيكون على حكوماتها الشعبية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.