باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

لينا يعقوب تكتب: الوداع يا شريف

1٬120

لأجل الكلمة

لينا يعقوب

الوداع يا شريف

الصحافة مهنة قاسية، ليس في جهدها المبذول أو زمنها الضائع، إنما لأنها تُجبر الصحفي على ممارسة القسوة في عمله شفاهةً وكتابةً..

ومن لا يقسو في مواده يُقلل من فرص نجاحه..

لكن كان هناك استثناء واضح لصحفي قل الزمان بمثله، “محمد شريف مزمل”.

صحفي واسع المعرفة، كثير الاطلاع، عالي القدرات، لماحٌ ذكي، هادئ الطباع، لكن لديه ما هو أهم.

كان محمد شريف الذي لبى نداء ربه في يومٍ مبارك، يمتلك قلباً كبيراً يحب فيه الجميع.

لم نجد مثله في حب إبراز إيجابيات الصحفيين وإظهار محاسنهم مثله، ظل يميل إلى تشجيع الزملاء، بالكتابة والترويج لهم، معلقاً بإيجابية على أعمالهم، يتحسس من الانتقاد ويستخدمه بلطف رافضاً مبدأ القسوة والتشهير..

رغم أنه نبغ في صحافة الفن والمنوعات التي عرفت بشراستها، لكنه كان محبوباً مسالماً، انتقل بعد ذلك إلى الصحافة السياسية ومن الورق إلى التلفزيون.

خلال تنقله كون شبكة علاقات واسعة مقدماَ أداءً مختلفاً وملبياً الأنشطة بلا كللٍ أو ملل.

كان خفيف الظل، لا يطيل البقاء في الأماكن، فغادر من الدنيا سريعاً مضيئاً بكلماته..

قبل مغادرته الدنيا بساعات تحدث عن ضرورة الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف وبميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام، قائلاً إنه لن يتوانى هو وزملاؤه في بذل ما يستطيعون لإنفاذ أي أفكار في هذا الصدد.

بوجهه المشرق وأدائه المقنع، كان محمد صحفياً مُشَرِفاً بتهذيبه وتأهيله، ومساعدته للآخرين في هذا الفضاء الواسع.

هو من الأوفياء لمبادئه ومهنته وقدم الكثير لها ولزملائه..

يستحق محمد شريف أن يُخلد اسمه ويكرم لأخلاقه التي لم تتبدل على مدى 15 عاماً ولاحترامه لنفسه والآخرين.

نسأل الله الصبر لأسرته وأصدقائه وزملائه، وأن يكون مكانه في أعلى الجنان بين الصديقين والشهداء والصالحين.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: