باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

يوسف السندي يكتب: (الحلو وحميدتي)

1٬523

انسحبت حركة عبدالعزيز الحلو من مفاوضات السلام في جوبا وذكرت الحركة في بيانها الموقع باسم سكرتيرها العام ورئيس وفدها التفاوضي عمار امون دلدوم بأن السبب هو قيادة حميدتي لوفد التفاوض من جانب الحكومة الانتقالية متهمة قواته بأنها تقوم بممارسات بشعة في مناطق مختلفة بالسودان! هذه الحجة بكل المقاييس باهتة وبلا لون، فحميدتي لا يشارك في وفد التفاوض باعتباره قائد قوات الدعم السريع وإنما باعتباره نائب رئيس المجلس السيادي للحكومة الانتقالية، والحكومة الانتقالية من حقها ان تختار من تشاء في وفدها التفاوضي.

لا يمكن قراءة موقف الحلو الا في إطار انه منهج مدروس للتنصل من السلام، وهو المنهج الذي اختطته الحركة الشعبية جناح الحلو منذ مفاصلتها مع جناح مالك عقار، وهو للاسف منهج إنفصالي بين وواضح لا يتوه عنه الا من في عينه رمد، إصرار حركة الحلو على حق تقرير المصير ثم لاحقا إضافتها لمطلب العلمانية اظهر هذا المنهج وجعل اللعب على المكشوف.

المرحوم فاروق ابوعيسى في لقاء كباية شاي في صحيفة التيار في عام ٢٠١٨ قبل الثورة بأيام قليلة إعترف بأن جون قرنق كان انفصاليا، شخصيا لم يكن تفجير هذا السر غريبا فقد التقيت بجنود الحركة الشعبية وانا فتى يافع في صفوف جيوش التجمع الوطني الديمقراطي ، ثم سنحت لي الفرصة أن اكون حضورا في لقاءات بين الجنود والقادة ناقشنا فيها بعض قادة التجمع من بينهم باقان اموم وعبدالعزيز الحلو ، فلم يدانيني شك من لحظتها أنني أمام رجال انفصاليون، لا يبحثون عن وطن واحد يضمهم مع بقية الشعب اسمه السودان، بل يبحثون عن أوطان خاصة بهم. فهل سننتظر حتى نسمع في المستقبل القريب اعتراف من محمد جلال هاشم او غيره من أصدقاء حركة الحلو بان عبدالعزيز الحلو كان انفصاليا؟!

عبدالعزيز الحلو شخصيا كان نائبا لسنوات لوالي جنوب كردفان احمد هارون المطلوب للجنائية الدولية على خلفية الجرائم ضد الإنسانية ومذابح دارفور، ولم نسمع عنه رفضا لمقابلة احمد هارون!! فأين كانت مواقف الحلو ودلدوم وقتها؟ وأين كانت مبادئهم التي نشروها اليوم في بيان انسحابهم من المفاوضات؟!

الحركة الشعبية اتهمت والي جنوب كردفان الجديد و حزب الأمة بأنهم خلف أحداث خور الورل، ثم ها هي اليوم تتهم حميدتي، لتثبت حركة الحلو بأنها تنتقي خصومها بعناية فائقة وتحاول ان تبعد كل الاقوياء عن طريقها حتى يتسنى لها قيادة جبال النوبة للانفصال، ومن أجل تقديم الهدايا لحليفها الجديد تجمع المهنيين المختطف بواسطة كوادر الحزب الشيوعي والذي لم تبق فيه كيانات مهنية بعد خروج لجنة اطباء السودان المركزية والتحالف الديمقراطي للمحامين والصيادلة وأطباء المختبرات وغيرهم، لم تبق الا كيانات وهمية لم يسمع بها أحد في زمن النضال ضد الإنقاذ.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: