باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

د. عبد اللطيف البوني يكتب: الجزيرة من الداخل

1٬021

حاطب ليل

د. عبد اللطيف البوني

 

الجزيرة من الداخل

(1)

مشروع الجزيرة مشروع قومي , ما قلنا حاجة . سكان الجزيرة فيهم كل سحنات السودان , ما قلنا حاجة . مشروع الجزيرة كان ومازال يديره موظفون عموميون من مختلف بقاع السودان , ما قلنا حاجة وسيظل مشروع الجزيرة على قوميته هذه من حيث التوظيف , ما قلنا حاجة عوامل الإنتاج في مشروع الجزيرة كثيرة ومتداخلة , برضو ما قلنا حاجة عامل الإنتاج الأول في الجزيرة وفي غيرها من المشاريع الزراعية هو الإنسان وبرضو هنا ما في جديد ولكن عندما يكون ذات الإنسان , عامل الانتاج الأول في المشروع الذي هو المزارع قد أصبح مسئولا فهذا الذي فيه شيء من الجدة وكما يقولون الجديد شديد فتأسيسا على هذه الجدة والشدة خلونا اليوم نرحب بالدكتور عبد الله الكنين والي ولاية الجزيرة الجديد وبالدكتور صديق ابوعشرة رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة الجديد والسيد عمر مرزوق محافظ مشروع الجزيرة الجديد وإن شاء الله في جدتهم شدتهم وفي شدتهم انطلاقة مشروع الجزيرة لخير كل السودان. فالثلاثة أولاد مزارعين و(سررهم ) مدفونة في نص الحواشات او ربما في الشلابي (هنا الكلام دخل الجزيرة).

(2)

عمر المشروع كاد يلامس القرن من الزمان (1925 ) ولو اعتبرنا محطة طيبة التجريبية 1913 هي البداية يكون قد تجاوز القرن، ففي هذا القرن مرت على المشروع تجارب أشكال وألوان من حيث علاقات الانتاج ومن حيث الأنماط الإدارية ومن حيث التنوع المحصولي ومن حيث نوعية الإداريين ومن حيث نوعية المزارعين ومن حيث .. ومن حيث… ولكن هناك أشياء ظلت ثابتة كالطود ولم تتغير وهي الخزان العظيم والقنوات المتفرعة منه في منظر بديع كما الشرايين في جسم الإنسان والأرض السهلية المنبسطة المنحدرة المعطاة اي البنيات الأساسية ظلت ثابتة وفاعلة بينما التغيير كان في البنيات الفوقية وبلغة الكومبيوتر الهارد وير ظل ثابتا والسفت وير هو المتغير وبلغة الفيسولوجي العظام هي العظام ولكن التغيير اعتلى اللحم والشحم أكان في شحم، وقديما قال المثل السوداني البليغ (أكان سلم العضم اللحم بلم) فالحمد لله رب العالمين العضم سليم ولو كان في شوية رضوض او حتى شقوق بتتجبر.

(3)

عندما كتب آرثر جتسكل (الجزيرة قصة تنمية) وصف المشروع بأنه معجزة من معجزات الكون ولكن عندما كتب توني بارنيت ردا عليه كتابا بعنوان (الجزيرة وهم تنموي) مسح بالمشروع الأرض وكلاهما كان صادقا، فجتسكل نظر الى الأرض فقط بينما بارنيت نظر الى الإنسان فقط فنحن الآن محتاجين لنظرة شاملة ترتق ما بين النظرتين ولكن السؤال من أين تأتي هذه النظرة ؟ لا نريدها ان تأتي من الايدولوجيات المسبقة ولا من ما كتبه الإعلام ولا من تقريظ المقرظين ولا من شنشنة الشائنين إنما نريدها ان تأتي من الداخل من داخل الجزيرة ومن تجربة القرن التي مرت على الجزيرة فيا أيها الثلاثي الجديد كل في موقعه دونكم تجربة مرت على ذات الأرض التي تقفون عليها اليوم عمرها قرن من الزمان فأنتم معايشنها وتعرفونها جيدا ولكن بحكم غيابكم أصبحتم قادمين من الخارج وبحكم أنكم أصبحتم مسؤولين فأنتم محتاجون لفحص مجهري أو تشخيصي جديد، فالوتيرة كانت متسارعة في السنوات الأخيرة. وغدا إن شاء الله نكمل السيناريو . أما العنوان فهو مأخوذ من نشرة دورية قديمة كانت تصدر من إدارة المشروع.

نقلاً عن (السوداني)

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: