باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

بروفسير بكري عثمان سعيد: مخاطر العدوى بفيروس كورونا وكيفية تجنبها

1٬695

مخاطر العدوى بفيروس كورونا وكيفية تجنبها

بروفسير بكري عثمان سعيد
جامعة السودان العالمية

منذ أن أغلقت الصين مدينة ووهان في يناير 2020، تبين للدول الأخرى نجاعة هذا الإجراء في خفض العدوى بفيروس كورونا، وتم فرض هذه السياسة على نطاق واسع. وضعت بعض الدول المتقدمة أهداف محددة لعمليات الإغلاق، مثلاً وضعت الحكومة البريطانية هدف خفض الإصابة بنسبة 70 في المائة، وإنقاص قيمة ما يسمّى معدل الإصابة
“R zero”
في بداية الوباء كان معدل الإصابة 3:1، أي أن كل شخص مصاب ينقل العدوى إلى ثلاثة آخرين. الهدف كان تقليل قيمة
“R zero”
إلى أقل من واحد، أي أن أي شخص مصاب ينقل العدوى إلى أقل من واحد.
ولكن في معظم الدول كان إغلاق المجتمع أداة لجأت اليها الدول من غير دراسة أو تمحيص وذلك خوفاً من الإنتشار السريع للفيروس خاصة في ظل عدم وجود علاج فعال أو لقاح.
رغم نجاح سياسات إغلاق المجتمع في إبطاء الوباء ولكن الثمن كان باهظاً من نواح عدة، في كل الدول وبما في ذلك الدول المتقدّمة.
لقد ثبت الأن أن فيروس كورونا المستجد سيكون معنا لشهور قادمة على الأقل، وسيكون من الضروري الحفاظ على سياسات التباعد الاجتماعي لشهور أو سنوات، ولكن عملية الإغلاق ستكون مؤقتة بالضرورة، ولن تستطيع أي دولة تحمل تبعاتها إذا طالت. لذلك وضعت الدول المختلفة استراتيجيات لفتح الإغلاق وتدوير عجلة الاقتصاد، بعد أن إتضح أنه حتى الدول الغنية قد تدفع من تبعات الإغلاق خسارات فادحة قد تطال حتى الأجيال القادمة. لذلك بدأت الكثير من الدول في تخفيف إجراءات الإغلاق والحظر حتى قبل أن تشهد تراجعاً في حالات الإصابات. وإختارت الدول أن تبدأ في تحريك الاقتصاد، ولكن بالتوازي مع تفعيل إجراءات إحتواء إنتشار الفيروس.
في الدول الفقيرة، أثبتت دراسات عديدة أن عواقب الإغلاق ستكون وخيمة بل أن عدداً من هذه الدراسات أوصت بعدم اللجوء إلى الإغلاق الكامل في الدول الفقيرة وأن الإغلاق قد يسبب أعداداً من الوفيات تفوق تلك التي يسببها فيروس كورونا المستجد.
أشارت مجلة ألإكونومست البريطانية (23 مايو2020) إلى بعض العواقب بعيدة المدى لعمليات الإغلاق: ” ستكون العواقب بعيدة المدى، الجوع يبطئ نمو الأطفال، ويسبب لهم التقزٌم بصفة دائمة. عمليات الإغلاق التي تعرقل الخدمات العادية تؤدى إلى فقدان الأرواح. حذرت منظمة الصحة العالمية من أن كوفيد 19 يهدد برامج التطعيم. وإذا توقفت تلك البرامج في أفريقيا، يمكن أن يموت 140 طفلاً مقابل كل وفاة بكوفيد 19 تم تجنبها. وقد يتسبب الإغلاق لمدة ثلاثة أشهر، يليه توقف أو إضطراب فى علاج السل لمدة عشرة أشهر، في وفاة 1.4 مليون شخص في 2020-2025. نفس الشيء بالنسبة للملاريا والإيدز. كلما استمرت عمليات الإغلاق الطويلة، كلما كان من المرجح أنها ستكلف من حياة الناس أكثر مما تنقذ.”
لقد زاد من تعقيد الأمور في كثير من الدول الفقيرة، ضعف الأنظمة الصحية وتراخي سلطة الدولة وضعف مقدرتها على إنفاذ مطلوبات التباعد الاجتماعي على مواطنين يتجاهلون موجهات التباعد الاجتماعي أو يخرج البعض على تلك الموجهات تحت ضغط الحاجة إلى الخروج لتأمين مطلوبات المعيشة أو لإكتساب الرزق.
أن التهديد الأكبر لعمليات رفع الإغلاق هو حدوث موجة ثانية من الإصابات، وحدثت بالفعل زيادة في الإصابات في عدد من الدول التي بدأت عمليات فتح الاقتصاد. لذلك من المهم جداً الإعداد لعمليات رفع الإغلاق مع المتابعة اللصيقة لسلوك الفيروس والإستعداد لإيقاف بعض الأنشطة التي ترتبط بتفشي إنتشار الفيروس. وقد حدثت زيادة الإصابات بعد تخفيف الحظر والإغلاق في عدد من الدول مثل المانيا، كوريا الجنوبية، سنغافورة، إيران وبعض الولايات الأمريكية.
تواجه الدول الفقيرة معضلة كبيرة، فقد تضطر بعض هذه الدول إلى تخفيف إجراءات الإغلاق رغماً عن فشلها في خفض عدد الإصابات أو الوفيات. وكذلك قد لا تكون هذه الدول قد استفادت من فترة الإغلاق في الإحاطة بظروف إنتشارالوباء في أرجاء الدولة وتطوير مقدراتها للتعامل مع أي زيادة محتملة في عدد الإصابات حتى لا يطغى الوباء على المقدرة الإستعابية للنظام الصحي مما قد يؤدي إلى كارثة.
لتقليل مثل هذه المخاطر تحتاج الدول لتبني نهج لمكافحة الجائحة، يركز على معرفة طرق نقل العدوى والأهمية النسبية لكل منها، والأشخاص الأكثر إحتمالاً لنقل المرض، وأماكن نقل المرض. كما تحتاج الدول إلى توسيع الإختبارات لتتمكن من رسم صورة واقعية لإنتشار المرض. التوسع في إجراء الإختبارات ساعد عدداً من الدول على التعرف على طبيعة إنتشار العدوى. على سبيل المثال في كندا حدثت 80 في المائة من الوفيات في دور المسنين على الرغم من أنها تضم فقط واحداً في المائة من السكان. في السويد ترتفع حالت الإصابة وسط اللاجئين، لأن أجيالاً من الأسرة الممتدة تتزاحم في بيت واحد. أتاحت الإختبارات الواسعة لألمانيا أن تحدد بسرعة تركز الإصابة بالعدوى في المسالخ، حيث يمكن للفيروس أن يعيش مدة أطول من المتوقع على الأسطح الباردة. إقترح عدد من العلماء إطارا عاماً لإستراتيجية الخروج التدريجي من الإغلاق، يعتمد على ثلاثة جهود أو برامج متواصلة ومكملة لبعضها البعض (نشر المقال في مجلة الطبيعة البريطانية المشهورة
Nature
العدد 26 بتاريخ 14
أبريل 2020).
أولاً: الحفاظ على تدابير التباعد الاجتماعي لتقليل إنتقال العدوى إلى حد يمكن للمستشفيات من خلاله مواجهة العدد الأقل من المرضى. يساعد ذلك على رفع الضغط على النظام والعاملين في القطاع الصحي وهم العمود الفقري لمجابهة الوباء. سيتيح ذلك بعض الوقت لمعالجة اللوجستيات الخاصة بتخزين معدات الوقاية للعاملين في المجال الصحي.
ثانياً: من المهم جداً بذل كل جهد لزيادة القدرة التشخيصية. يعتمد التشخيص على فحص الحامض الرايبوزي
RT-PCR
ولكن هناك أنواع أخرى من الفحص السريع مثل فحص التعرف على الفيروس بواسطة الأجسام المضادة، وهو أقل دقة من فحص الحامض النووي الرايبوزي ولكنه سريع يتيح فحص أعداد كبيرة من الناس في فترة وجيزة، وبذلك تساعد مثل هذه الفحوصات في تتبع المخالطين وإتخاذ قرارات الحظر. هنالك ايضاً قياس الأجسام المضادة الواقية التي تنتج عن الإصابة والتي تثبت أن الشخص قد أصبحت له مناعة ضد العدوى. تساعد هذه الفحوصات في تحديد مدى إنتشار “المناعة الجماعية” التي تسمى أحياناً “مناعة القطيع”، وهي معلومة مهمة للتخطيط لفتح الاقتصاد وتطبيع الحياة.
ثالثاً: وضع وتفعيل الإجراءات والنظم وتهيئة القوى العاملة وفق الخطط المرسومة اللازمة لتنفيذ الإختبارات الواسعة وتفسيرها علمياً لرسم الخارطة الوبائية للمرض وتطور “المناعة الجماعية”، وكذلك المقدرة على تتبع المخالطين على نطاق واسع. تكون الأولوية في الإختبارات للعاملين في الخطوط الأساسية وهم:
العاملون بالحقل الصحي، الأفراد الذين يحرسون الأمن والمسئولون عن توفر الغذاء. إستخدام إختبارات الحامض النووي الرايبوزي وفحوصات وجود الفيروس وفحوصات وجود أجسام مضادة مناعية سيؤدي بالتدريج إلى تحديد مجموعات من السكان على أساس إسهامهم المتوقع في نقل المرض، وتحديد المخاطر، ودرجة إنتشار المناعة مما يساعد على إستعادة النشاط الاقتصادي والإجتماعي تدريجياً بأمان.
تنبثق عن هذا الإطار العام لرفع الإغلاق تفاصيل وإجراءات عملية سوف نتعرض لها في ثنايا المقال. في الفترة السابقة تجمعت حصيلة من المعلومات عن طريقة إنتقال العدوى وأماكن إنتقال العدوى، يجدر بالسلطات في كل بلد الإحاطة بها والإستعانة بها في رسم إستراتيجيات التعامل مع الجائحة وتعميم سياسات الخروج من الإغلاق. كما تساعد هذه المعلومات كل فرد على حساب المخاطر التي يتعرض لها في المنزل أو خارجه ومحاولة تجنب تلك المخاطر.
كيف تنتقل العدوى؟
من المعروف منذ أكثر من مائة عام أن الميكروبات التي تصيب الجهاز التنفسي يمكن أن تنقل العدوى بشكل باليستي (كأنها مقذوفة) عبر قطرات كبيرة تنبعث بسرعة عالية من الفم والأنف. في القرن العشرين لاحظ العلماء أن كمية القطرات المنبعثة يختلف بشكل ملحوظ مع إختلاف طريقة التنفس. يتم إنتاج قطرات قليلة جداً، مع التنفس الهادئ، ولكن يزيد إنبعاث القطرات أثناء أنشطة مثل التحدث والنفخ والسعال والعطس. وكلما زادت سرعة خروج السعال زادت الكريات المقذوفة.
هذه القطرات تصنف إلى:
1.قطرات في شكل كريات كبيرة نسبياً، تتسارع في الهواء حتى تجرها الجاذبية للرسو على الأسطح.
2. حبيبات أصغر، قطرها من خمسة إلى عشرة ميكروميتر، تسبح في الهواء. بعد خروجها من الجهاز التنفسي، تتبخر هذه القطرات وتشكل جسيمات مثل الغبار الناعم يشار إليها باسم “الهباء الجوي”. Aerosol
تم تطوير إٍستراتيجيات مكافحة العدوى بناءاً على ما إذا كان المرض المعدي تنفسياً يتنقل بشكل أساسي عبر القطرات الكبيرة أو الصغيرة.
قدمت الدكتورة ليديا بورويبا نموذجاً جديداً لإنتقال عدوى الجهاز التنفسي، نشرته في مجلة جاما
JAMA,
العدد 26 مارس 2020. أثبتت الأبحاث أن السعال والعطاس لا يتألف فقط من قطرات مخاطية من اللعاب تتبع مسارات إنبعاثية قصيرة المدى، ولكنها مصنوعة من غازات مضطربة، متعددة الطبقات، يشار إليها باسم “نفخة” وهي تحمي القطرات الحاملة للميكروب من التبخر لفترة أطول بكثير من القطرات المعزولة، وذلك يمدد عمر القطرة من جزء من الثانية إلى دقائق. لذلك فإن سحابة الغاز وحمولتها من القطرات الحاملة للميكروب من جميع الأحجام يمكن أن تسافر في الهواء إلى مسافة 7 إلى 8 أمتار، أي أربعة أضعاف المسافة العازلة المقدرة بمترين الموصى بها عالميا. إذن يمكن للقطرات التي تستقر على طول المسار أن تلوث الأسطح، في حين تبقى البقيَة مجمعة في السحابة المتحركة. في نهاية المطاف تفقد السحابة، وحمولة القطرات زخمها وتماسكها، وتتبخر القطيرات المتبقية داخل السحابة، وقد تنتج بقايا قد تظل معلقة لساعات إعتماداً على المناخ وتدفق الهواء.
3. الطريق الثالث للإصابة بالعدوى هو عن طريق الأسطح الملوثة بالفيروس.
إن فهم طرائق إنتشار العدوى، والأهمية النسبية لكل منها، أمر ضروري لإحكام تفعيل التدابير الصحية العامة لمكافحة الفيروس، والتدابير التفعيلية المتعلقة بأماكن العمل، التعليم، الترفيه وغير ذلك.
إذا كانت وسيلة إنتقال العدوى السائدة هي عن طريق القطرات الكبيرة، فإن الإستخدام الموسع للكمامات والتباعد الاجتماعي أمر بالغ الأهمية لأن التهديد الأساسي في هذه الحالة ينتج عن قذف هذه القطرات الكبيرة في حالة العطس والسعال والتنفس. كما سيتم حث الناس على تجنب السعال والعطس، والتحدث بهدوء وتجنب الصياح وتوجيه الأفواه إلى أسفل عند التحدث.
أما إذا كان الإسلوب المهيمن لإنتقال العدوى عن طريق غيوم متحركة من القطرات الصغيرة، فإن التركيز على قذائف العطاس والسعال والتخطيط الهندسي الدقيق لبروتوكولات التباعد الإجتماعي تصبح أقل أهمية إلى حد ما لأن الجسيمات العالقة في الهواء يمكن أن تنقل العدوى المحمولة جواً عبر مسافات بعيدة طبقاً لقواعد الفيزياء في الحمل الحراري الطبيعي وانتشار الغاز. في هذه الحالة ستكون الأولوية لإستخدام المساحات الخارجية في الهواء الطلق حيث يتم التخلص من غمائم الحبيبات الدقيقة بسرعة أكبر، كذلك فإن تحسين تهوية الغرف والمساحات الداخلية يساعد على تشتيت الحبيبات الدقيقة مما يقلل من إحتمال الإصابة بالعدوى.
إذا كانت الأسطح الملوثة هي طريقة الإنتقال السائدة، نحتاج إلى التوسع في عملية غسل اليدين بسرعة بعد كل إتصال بسطح، ويشمل ذلك مواد التسوق والتي يجب مسحها بالمطهرات.
يقول الكاتب أيرين بروماج، الأستاذ بجامعة ماساشوستس دارتموند، ليس كل من يتعرض للفيروس يصاب بالعدوى. يحتاج الشخص للتعرض لجرعة معينة من الفيروس حتى يصاب بالعدوى. لا زلنا لا ندري حجم الجرعة المطلوبة من فيروس كورونا المستجد لإحداث العدوى، هذا العدد غير معروف بالنسبة لفيروس كورونا المستجد إلى الآن. إن معرفة هذا الرقم مهمة جداً لفهم مقدرة القطرات الصغيرة على إحداث العدوى وكذلك أهمية مقدرة الحمل الفيروسى على الأسطح المختلفة على الوصول للحد الأدني اللازم لإحداث المرض. مثل هذه المعلومات مهمة في صياغة بروتوكلات مكافحة الفيروس، حتى لا تضيع جهود المكافحة في طرق الإنتقال التي لا تسهم كثيراً في نقل العدوى. ولذلك قام بروفسير بروماج بدراسة الجرعات المعدية لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وفيروس سارز، وهي فيروسات تاجية مثل فيروس كورونا، وعليه قدّر بروفسير بروماج الحاجة إلى حوالي 1000 (ألف) من الجسيمات الفيروسية حيث يشكل هذا الرقم الحد الأدنى المطلوب لإحداث الأعراض السريرية، ويسمى “الحد الأدنى للجرعة المعدية
Minimal Infectious Dose (MID)”.
يمكن أن تحدث العدوى من خلال 1000 جسيم فيروسي يتم تلقيها في نفس واحد أو فركة عين لمرة واحدة، أو في 10 أنفاس يتم استنشاق 100 جسيم فيروسي في كل نفس منها. إذن فإن نجاح العدوى يعتمد على كمية الفيروس الموجودة في البيئة المعينة والوقت الذي يقضيه الشخص في تلك البيئة.
يمكن تلخيص ذلك في المعادلة التالية:
العدوى الناجحة = التعرض للفيروس x الوقت
ما مقدار الفيروس الذي يتم إطلاقه في البيئة؟
السعال: تطلق نوبة السعال الواحدة حوالي 3000 قطرة، تسافر بسرعة 50 ميلاً في الساعة. معظم القطرات كبيرة الحجم تسقط بسرعة الجاذبية. ولكن الكثير منها يبقى في الهواء ويمكنه السفر عبر الغرفة في ثواني.
العطس: يطلق العطاس حوالي 30000 قطرة، بسرعة 200 ميل في الساعة. معظم القطرات صغيرة وتقطع مسافات كبيرة بسهولة عبر الغرفة. إذا كان الشخص مصاباً، فقد تحتوي القطرات في السعال أو العطاس على ما يصل إلى 200,000,000 (مائتي مليون) فيروس يمكن أن تنتشر في البيئة المحيطة.
التنفس: النفس الواحد يمكن أن يطلق من 50-5000 قطرة، معظم هذه القطرات منخفضة السرعة، تسقط بسرعة على الأرض. يطلق المتنفس بالأنف عدداً أقل من القطرات، بسبب عدم وجود زفرة في التنفس العادي حيث لا يتم طرد الجسيمات الفيروسية من المناطق التنفسية السفلية، على عكس العطاس والسعال اللذان يطلقان كميات هائلة من الجسيمات الفيروسية.
إذا قام شخص بالسعال أو العطاس، فإن مائتي مليون من الجسيمات الفيروسية تذهب إلى كل مكان. بعض الفيروسات يكون معلقاً في الهواء، وبعضها يقع على الأسطح، ومعظمها يقع على الأرض. لذلك إذا كنت تتحدث وجهاً لوجه مع شخص ما، وهذا الشخص يسعل أو يعطس مباشرة، فمن السهل جداً أن تستنشق 1000 من الجسيمات الفيروسية وبالتالي تصاب بالمرض. ولكن حتى إذا لم يكن هذا السعال أو العطس موجهاً إليك مباشرة، فإن بعض القطرات الملوثة بالفيروس، وخاصة الصغيرة الحجم، يمكنها أن تعلق في الهواء لمدة دقائق وتملأ كل ركن من غرفة متوسطة الحجم بجسيمات فيروس معدية. إذا حدث ودخل شخص إلى هذه الغرفة في غضون بضع دقائق من سعال أو عطس شخص حامل للفيروس، وأخذ بضعة أنفاس، فقد يستنشق من الفيروس ما يكفي لإصابته بالمرض. المدة التي تحتاج لقضائها في الغرفة كي تصاب بالعدوى تعتمد على تركيز الفيروس في بيئة الغرفة. مثلاً، إذا إفترضنا أنه في حالة التنفس الطبيعي في بيئة هذه الغرفة يمكن أن تستنشق 20 من جسيمات الفيروس، في هذه الحالة فسوف تحتاج للتنفس في مثل هذه البيئة 50 دقيقة لتأخذ 1000 جسيم فيروسي وهي الكافية لإحداث المرض. إذا كان الشخص المصاب يتحدث، فإن التحدث يزيد إفراز قطرات الجهاز التنفسي حوالي 10 مرات، إلى 200 فيروس في الدقيقة. ونفترض أن كل هذه الفيروسات يتم إستنشاقها، يستغرق الأمر حوالي 5 دقائق من التحدث وجهاً لوجه لتلقي جرعة من الفيروس كافية لإحداث المرض. هذه المعادلة
العدوى = التعرض للفيروس × الوقت
هي أساس تتبع المخالطين للمرض Contract Tracing
إذا قضيت أكثر من 10 دقائق في محادثة مع شخص مصاب، فانت معرض للإصابة بالعدوى. أي شخص يتشارك في مساحة مغلقة (مكتب مثلاً) لمدة طويلة، يعرض نفسه للإصابة.
ما هو دور الأفراد عديمي الأعراض في نقل الفيروس؟
تقول احدى الدراسات أن ما لا يقل عن 40 في المائة في جميع حالات العدوى، ومعظم العدوى المكتسبة من المجتمع، تحدث من أناس ليست لديهم أعراض (بعضهم قد تظهر عليهم أعراض فيما بعض، والآخرون قد لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق، رغم أنهم يحملون الفيروس ويمكنهم نقل العدوى للآخرين). يمكن للشخص أن يكون معدياً لمدة 5 أيام قبل أن تظهر عليه أعراض المرض. الأشخاص الحاملون للمرض قد يكونوا في كل الأعمار، وهم يخرجون كميات مختلفة من الفيروس. تتغير كمية الفيروس التي يطلقها شخص مصاب خلال فترة العدوى، وتختلف كمية الفيروس التي تخرج من الشخص المصاب من شخص لآخر.
ما هي مجموعات التفشي الكبيرة؟
قام الكاتب الكندي جوناثان كي بدراسة إنتشار العدوى في التجمعات في مقال نشرته مجلة كيللت بتاريخ 23 أبريل 2020. قام بدراسة 58 حالة تفشي العدوى في تجمعات كبيرة في 28 دولة. كان الهدف من الدراسة فهم التأثيرات النسبية للأنماط الثلاثة العريضة لإنتقال فيروس كورونا المستجد.
1) قطرات كبيرة تنقل بالستياً
2) قطرات صغيرة محمولة جواً
3) الأسطح الملوثة بالفيروس.
في المستشفيات ودور المسنين. تعمل هذه الآليات الثلاثة بصورة دائمة تقريباَ، حيث تكون هناك مساحات مشتركة مليئة بالأسطح التي يتم لمسها بشكل دائم، والإتصال الدائم بين الموظفين والمقيمين في دور المسنين. وعليه تم إستثناء المستشفيات ودور المسنين من هذه الدراسة لأن دراسة طرق إنتشار العدوى في هذه المؤسسات لا يساعد على عزل وتحديد المتغيرات العاملة في إنتشار العدوى. ينطبق المبدأ على إنتشار العدوى في السجون وداخل الأسر كذلك، لذا تم إستبعادها من التحليل.
أنتجت دراسة تفشي الفيروس في التجمعات عدة ملاحظات:-
1) أبدى الكاتب دهشته من أن عدداً قليلاً من هذه الحالات إرتبط بالطبقات الدنيا من المجتمع، مثل تفشي العدوى الذي حدث في مخيم لعمال مهاجرين في المنطقة الصناعية في قطر. العديد من حالات تفشي الإصابة في التجمعات كانت في حفلات زفاف، وأعياد ميلاد شهدها أفراد من الطبقة الراقية. التفسير الذي تم تقديمه هو أن أفراد هذه الفئة قادرون على السفر، ولذلك هم أقرب إلى نقل العدوى بين البلدان. كذلك فإن وجود إصابات بين الطبقات الفقيرة تكون أقل إحتمالاً للإبلاغ عنها، لأن الضحايا يصعب عليهم الحصول على الرعاية الطبية المتطورة، والإختبارات المعملية والوصول إلى وسائل الإعلام. تفسير آخر، وهو أنه من الممكن نظرياً أن الأفراد المتميزين إقتصادياً وإجتماعياً يفتقرون إلى بعض آليات الإستجابة المناعية التي تحمي أفراد الطبقة الدنيا الذين تعرضوا لمجموعة واسعة من مسببات الأمراض المعدية. على سبيل المثال في ملجأ للمشردين في بوسطن، تم فحص 408 شخصاً ثبت أن 36 في المائة منهم كانت نتيجتهم إيجابية للإصابة بالفيروس. ومع ذلك فإن الغالبية العظمى منهم لم تظهر عليهم أي أعراض. حتى القلة من المصابين الذين ظهرت عليهم أعراض، لم تختلف الأعراض الظاهرة لديهم عن المجموعة التي جاءت فحوصاتهم سلبية.
2) التجمعات التي حدث فيها تفشي العدوى: حفلات، تشييع جنائز، إجتماعات دينية لأديان مختلفة وجلسات تفاوض تجاري. إشتملت هذه المناسبات على نفس السلوك: محادثات مطولة، وجهاً لوجه، في أماكن مزدحمة يتفاعل فيها الناس بقدر كبير من الحماس والحميمية. وبعضها قد يصاحبه سلوك يساعد على إنتقال الفيروس. مثلاً، في البرازيل يحيي ضيوف الحفلات بعضهم البعض بالتقبيل على الخدود والمصافحة والعناق. بينما يزدحم بعض المشيعين لجنازة في لقاء في أحد القاعات بعد إنتهاء مراسم الدفن، حيث يتم ذكر مناقب الميت وإجترار الذكريات، وسط إزدحام من الأهل والأصدقاء المقربين. وقد يغلب الحزن على الحاضرين فيمسحون أعينهم ويحضن بعضهم بعضاً ويتمخطون وينشدون الترانيم. حدثت معظم هذه التجمعات في أماكن مغلقة حيث يميل الناس للتقارب وتكون التهوية فقيرة. الحميمية الاجتماعية صفة لازمة لهذه التجمعات، ومن أشهرها مهرجان شهدته بلدة في منطقة هاينزبرج الألمانية حيث شارك 350 شخصاً بملابس تنكرية، رقصوا على أنغام الموسيقى وتداخلوا في الفواصل. توفي أكثر من أربعين ألمانياً في هذه المنطقة، حتى تم تسمية المنطقة “ووهان ألمانيا”.
3) خلص الكاتب من التحليل الشامل والدقيق إلى نوع التجمعات التي تمثل بؤرة صالحة لتفشي عدوى الفيروس، وهي كل تجمع تكون فيه وجوه الناس متقاربة، يضحكون، يصيحون، يهتفون، يبكون أو ينخرطون في التحايا والدعاء. إذن تشير هذه الدراسات إلى أن التجمعات التي أدت إلى إصابة الآلاف بالعدوى تتصف بسلوك بشري يسمح بالإنتقال المباشر للقطرات الكبيرة الحاملة للفيروس من شخص لآخر.
4) معظم هذه التجمعات حدثت في الفترة بين 26 فبراير و21 مارس، عندما كان آلاف الناس الحاملين للفيروس يسافرون ويوزعونه ولم تكن إجراءات التباعد الاجتماعي أو لبس الكمامات قد تم فرضه.
يقدم د. برواج نماذج أخرى لأماكن إنتشار العدوى:
تعبئة اللحوم: في ألمانيا أصبحت مصانع تعبئة اللحوم بؤراً لإنتشار العدوى. إذ يجب على العمال المكتظين التقارب والتواصل مع بعضهم البعض وسط هدير ماكينات تصم الآذان. كذلك فإن البيئة المبردة تساعد على الحفاظ على الفيروس. حدث تفشي للعدوى في 115 منشأة وأصيب فيها أكثر من 5000 عامل ومات منهم 20 شخص.
المطاعم: أظهرت دراسة تأثير حامل واحد للفيروس بدون أعراض في بيئة مطعم. جلس المصاب وتناول العشاء مع 9 أصدقاء. إستغرق العشاء حوالي ساعة ونصف. خلال هذه المدة أطلق هذا الناقل للفيروس، والذي لم تظهر عليه أعراض المرض، مستويات منخفضة من الفيروس في الهواء من تنفسه. كان إتجاه سير الهواء من مكيف الهواء إلى اليمين إلى مروحة شفط على يسار الغرفة. أصيب معظم الجالسين إلى طاولة المصاب على الجهة اليسرى. وأصيب معظم الجالسين على طاولة مجاورة في مجرى تدفق الهواء الرئيسي بالعدوى. لم يصب أحد من الجالسين في طاولتين مجاورتين كانتا خارج نطاق تدفق الهواء. إذن فقد كان هذا الشخص المصاب يطلق القطرات المحملة بالفيروس والتي يحملها تيّار الهواء إلى الأشخاص الجالسين عن يساره. ولأن العشاء إستغرق وقتا طويلاً فقد إستنشق بعض الجالسين فى ممر الهواء كمية من جسيمات الفيروس كافية لإحداث العدوى.
أماكن العمل: في مركز إتصال، جاء موظف مصاب للعمل في الطابق 11 من المبنى. كان في المبنى 216 موظفاً. على مدى إسبوع أصيب 94 موظفاً بالعدوى، مرض منهم 92 موظفاً. بقي إثنان فقط بدون أعراض. مكتب الإتصال عبارة عن صالة كبيرة تضم عدداً كبيراً من الموظفين. كان المصابون في جانب واحد من المكتب، بينما أصيب عدد قليل في الجانب الآخر. لا يعلم على وجه الدقة عدد الذين أصيبوا بواسطة القطرات التنفسية أو التعرض التنفسي مقابل الذين أصيبوا بإنتقال العدوى عبر السطوح المشتركة مثل مقابض الأبواب، مبردات المياه المشتركة وازرار المصاعد إلخ. يؤكد المثال أن الوجود في مكان مقفول، وتنفس نفس الهواء لمدة طويلة، يزيد من فرصة الإصابة بالعدوى. بالرغم من كثرة تفاعل العاملين في المبنى في الطوابق المختلفة في المصاعد وردهات المبنى، إلا أن تفشي العدوى كان لدرجة كبيرة مقصوراً على طابق واحد. هذا يثبت أهمية عوامل التعرض والفيروس والوقت في إنتشار فيروس كورونا المستجد.
الجوقة: هي مجموعة من الأفراد يؤدون بشكل جماعي، وغالباً يطلق المصطلح على المجموعات التابعة للكنائس.
في حفل في ولاية واشنطن، كان الحضور على وعي بالفيروس وإتخذوا إحتياطات لتقليل فرص العدوى. مثلاً تجنبوا المصافحة المعتادة والعناق. حتى أن بعضهم أحضر آلته الموسيقية من المنزل كي لا يشارك الآخرين. حاولوا الإبتعاد عن بعضهم البعض أثناء المناسبة. تم مسبقاً إخبار أعضاء الكورال بأن أي شخص يعاني من أي إعراض مرضية أن يبقى بالمنزل.
بالرغم من كل تلك التحوطات، شخص واحد حامل للفيروس، وبدون أعراض، أصاب معظم الحاضرين. غنت الجوقة لمدة ساعتين ونصف داخل قاعة بروفة مغلقة. الغناء يزيد من إنطلاق الرذاذ الحامل للميكروب بدرجة أكبر من التحدث، ويتحول هذا الرذاذ إلى هباء منبعث مما يساعد هذه القطرات على أن تصل إلى عمق الرئتين، فيزيد ذلك من إحتمال الإصابة. إستمرار الغناء لمدة ساعتين ونصف مهد للحاضرين أن يتعرضوا لما يكفي من القطرات الحاملة للفيروس على مدى تلك الفترة الزمنية الطويلة الكافية لحدوث العدوى. على مدى أربعة أيام ظهرت أعراض على 45 فرد من أفراد الجوقة ال 60، وتوفي إثنان منهم.
صالات الرياضة المغلقة: في كندا أصيب 24 من أصل 72 شخص كانوا يمارسون رياضة الكيرلنج. Curling
هذه الرياضة فيها تقارب وثيق بين المتنافسين في بيئة داخلية باردة، يبذلون فيها من الجهد مما يؤدي إلى التنفس العميق. الصالات المغلقة تكون عرضة للإمتلاء بحبيبات الرذاذ الناعم الحامل للفيروس في حالة وجود شخص حامل للفيروس، خاصة في وجود التنفس العميق، وقد يسعل أي من الحاضرين فيسبب قلقاً للآخرين.
سلاسل العدوى: هذه قصة شخص (نسميه بوب) حامل للفيروس، قام بعدد متتابع من الأنشطة تسببت في إصابة 16 شخصاً. لم يكن بوب يعرف بأنه مصاب. تقاسم بوب وجبة جاءت بطلب من مطعم
Delivery
مع إثنين من أفراد عائلته بإستخدام أطباق مشتركة. إستمر العشاء لمدة 3 ساعات. في اليوم التالي حضر هذا الشخص جنازة وعانق أفراد الأسرة وآخرين تعبيراً عن تأثره بالوفاة. بعد أربعة أيام ظهرت أعراض المرض على أفراد الأسرة الإثنين الذين شاركهما بوب الوجبة. ظهرت بعد ذلك أعراض المرض على فرد ثالث في الأسرة إحتضنه بوب في الجنازة. بعد ذلك شارك بوب حفلة عيد ميلاد مع 9 أشخاص آخرين. تعانقوا وتقاسموا الطعام في حفل إستمر لمدة 3 ساعات. مرض 7 من هؤلاء في غضون الأيام القليلة التالية. ظهرت أعراض المرض على بوب، وتم إدخاله إلى المستشفى ولكنه توفي. لكن سلسة الإصابات لم تنتهي عند ذلك. ذهب 3 من الذين أخذوا العدوى من بوب في حفلة عيد الميلاد إلى الكنيسة حيث غنّوا مع الآخرين وتقاسموا الطعام. مرض عدد من الذين كانوا في الكنيسة. إجمالاً تسبب بوب في إصابة 16 شخصاً بالمرض، مات منهم ثلاثة. يعتقد أن إنتشار الفيروس داخل الأسرة والعودة إلى المجتمع من خلال الجنازات وأعياد الميلاد والتجمعات الدينية هو المسئول عن الإنتقال الأوسع.
إن الهدف من عرض هذه الحالات في إنتشار المرض، هو التعرف على العوامل الأساسية في شيوع المرض. هذه المعلومات تساعد السلطات على رسم إستراتيجية فك الإغلاق كما تساعد المواطن على التعرف على المخاطر والعمل على تجنبها. جميع حالات العدوى التي تعرضت لها حدثت في الداخل في أماكن مغلقة، وسط أناس متقاربين، مع كثير من الحديث، الغناء، الصياح مع إمضاء وقت طويل نسبياً في المكان. المصادر الرئيسية للعدوى هي المنزل، مكان العمل، المواصلات العامة، التجمعات الاجتماعية والمطاعم. تمثل هذه الحالات 90 في المائة من نقل العدوى.
الأماكن المغلقة التي يكثر فيها الناس ويتنفسون فيها هواءً غير متجدد او معاداً تدويره، هي مكمن الخطورة. لا تجدي موجهات التباعد الاجتماعي في الأماكن المغلقة التي يقضي الناس فيها وقتاً طويلاً، حيث أن أناساً في الطرف البعيد في الغرفة يمكن أن تصلهم العدوى. قاعدة الإصابة في مثل هذه الحالة هي التعرض للفيروس على مدى فترة طويلة من الزمن. في الحالات التي تم تحليلها في هذا المقال، تعرض الناس للفيروس السابح في الهواء لفترة طويلة. حتى لو كان بعض هؤلاء الناس يبعدون مسافة تبعد عدة أمتار فقد تصل اليهم جرعة منخفضة من الفيروس ولكن بعد فترة زمنية طويلة، تكون هذه الجرعة كافية للتسبب في إصابتهم بالعدوى.
قواعد الحماية الاجتماعية هي لحمايتك من حالات التعرض للفيروس لفترة وجيزة أو التعرض في الهواء الطلق. في مثل هذه الحالات لا يوجد وقتٍ كافٍ لإستنشاق جرعة معدية من الفيروسات عندما يكون الإنسان على مسافة مترين من الشخص المصاب أو الحامل للفيروس. في المساحات الخارجية تقلل الريح من إمكانية الإصابة، كذلك فإن أي فيروسات خارجة من الشخص المصاب تنتشر وتتناثر في الفضاء العريض، ولذلك تقل فرص الإصابة. كذلك فإن تأثيرات الحرارة وأشعة الشمس والرطوبة قد تؤثر على نشاط الفيروس وبذلك تقلل من إحتمال الإصابة في الخارج.
أثبتت الإحصاءات أن الإصابة بالعدوى عند التسوق في السوبر ماركت قليلة، وقد يكون ذلك لضخامة المجال الجوي وزيادة حجم الهواء ويساعد ذلك على تشتت أي حمل فيروسي يتم إطلاقه بواسطة شخص مصاب بالعدوى. بالمقابل، فإن العاملين بالمتجر أو السوبر ماركت يقضون وقتاً أطول في المتجر ولذلك يوفر ذلك فرصة أكبر لتلقي الجرعة المعدية من الفيروس. ولكن ليس هنالك إحصاءات تثبت ذلك. أما في المتاجر الصغيرة أو الدكاكين فيعتمد الأمر على حجم الدكان وعدد الناس الموجودين بداخله، ودرجة التباعد الاجتماعي ودرجة التهوية والمدة التي يقضيها الشخص داخل الدكان.
بعد رفع الحظر والعودة للعمل يجب على كل شخص أن يقدر حجم المخاطر التي يتعرض لها في بيئة العمل أو التسوق أو المواصلات العامة وأن يتجنبها. أنظر إلى البيئة التي أنت فيها وأحكم عليها. ما هو حجم المكان أو الغرفة؟ كم عدد الأشخاص الموجودون؟ ما هي درجة التهوية؟ كم من الزمن ستبقى في هذا المكان؟ إذا كنت في وظيفة تتطلب التحدث مع الآخرين وجهاً لوجه، فعليك أن تتباعد عن الشخص الآخر، وليتحدث كل منكما بهدوء فإن الصياح يزيد من إطلاق الفيروس بدرجة أعلى، ايضاً لتكن المحادثة قصيرة بقدر الإمكان مع إرتداء كل منكما للكمامة.
إذا كنت خارج المنزل متمشياً فإن إحتمال الإصابة بالعدوى قليل. وحتى إذا مررت بجانب شخص مصاب فإحتمال الإصابة بالعدوى قليل. لقد ركزنا في هذا المقال على التعرض للعدوى بالفيروسات التي تحملها القطرات التنفسية. هذه القطرات ايضاً تستقر على السطوح. العدوى الناشئة عن تلوث السطوح يمكن تجنبها بكثرة غسل الأيدي والتوقف عن لمس الوجه.
وأخيراً، إن إرتداء الكمامة أمر في غاية الأهمية ولذلك أصبحت الدول تتسابق على فرض إرتداء الكمامات خارج المنزل وفى الأماكن العامة، بعد أن ثبت أن ذلك يقلل كثيراَ من إنتشار العدوى. فى بعض هذه الدول لا يُسمح بالدخول للأماكن العامة لمن لا يلبس كمامة.
نوصي بأن تسَرع السلطات الصحية إلى فرض لبس الكمامة أو غطاء الوجه اليوم قبل غد.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: