محمد وداعة: مؤتمر برلين.. البكا بحرروا أهله
ما وراء الخبر
محمد وداعة
مؤتمر برلين.. البكا بحرروا أهله
البكا يحرروا أهلو، والقصد ان اهل المتوفي اذ يبكون فقيدهم بحرارة شاطرهم المعزون البكاء.. وهو مثل ينطبق علي اي عمل أو مجهود جمعى، ينبغى فيه على أهل (الوجعة) ان يكونوا في مقدمة الحاضرين والداعمين معنوياً ومادياً.. ويقال ان احد زوار البيت الحرام عاد بعد اداء فريضة الحج ووزع الهدايا (جلابيب وعمائم)، ونفدت الهدايا ولم يكن امامه من سبيل الا المصاحف، فاهدى قريبه مصحفاً، وبعد ان قبل المصحف شكره قائلآ (كلام الله ما بناباهو لكن الفيك اتعرفت)، وهكذا كان مؤتمر برلين مناسبة لنقول للبعض (الفيكم اتعرفت).
عقد مؤتمر برلين في ظروف صعبة بسبب جائحة كورونا، وجاء نجاحه تأكيدآ على تضامن المجتمع الدولي مع الحكومة الانتقالية والشعب السوداني ، وفي تقديرى ليس مهماً حجم المبلغ الذى أعلن عنه، الاهم هو الحضور المميز والدعم السياسي الواضح، وتجديد التزام المجتمع الدولى بالعمل على نجاح الفترة الانتقالية وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي..
المؤتمر اكد على دعمه لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للأرهاب، باعتبار ذلك مدخلآ لإصلاح الأقتصاد، وتعهدت دول ومنظمات شاركت في المؤتمر على انجاح مبادرة اعفاء الديون وتأهيل السودان للدخول فى مبادرة (الهيبك)…
ما حدث أحتفاء عالمى بالثورة السودانية ودعم سياسي كبير للحكومة الانتقالية يعزز فرص المضي قدما في عملية السلام وإجراء الاصلاحات الهيكلية في الاقتصاد وفي جهاز الدولة و الاستعداد للاندماج في الاقتصاد الاممي والعودة الى الاسرة الدولية.
الشعب السوداني وحكومته يثمنون ويقدرون الدور العظيم للمشاركين والداعمين، دعما كبيرا كان او قليلا، ولا عزاء لمن كانت امانيهم فشل مؤتمر المانحين، وكنا نتمنى حضورا عربيا وافريقيا يليق بهم قبل ان نستحقه، ومع ذلك الشكر اجزله للمشاركين الذين لم يقدموا شيئا، فلكل حساباته واجنداته، لم نحزن للوجود العربي والافريقى الضعيف، والمساهمات العربية الهزيلة (تعطى الهدايا بقدر هاديها)، ولا عزاء لمن كانت تقديراتهم خاطئة بتوقع فشل مؤتمر برلين، وخابت آمال من كانوا يعملون على افشاله، فرجعوا يجرجرون اذيال الخيبة و العار..
التحية للسيد رئيس الوزراء وطاقمه واعضاء حكومته على صبرهم الطويل وسعيهم الدؤوب لازاحة العقبات التي اقعدت بالبلاد ردحا من الزمان.. ومزيدا من الجهد لترتيب الاوضاع وتهيئة البلاد للاستفادة من هذه السانحة لاظهار الارادة السودانية وروح الثورة فى ترشيد الموارد وتعظيم الانتاج بالاعتماد على الذات.. والعمل على ترجمة هذا القبول بتحفيز الاستثمارات الاجنبية بعدالة وبشفافية، مع منح افضلية للداعمين، وتشجيع رجال الاعمال الوطنيين للمساهمة في تعظيم الانتاج وتشغيل الشباب والخريجين، والعمل على ادارة حوار موسع لاصلاح الاوضاع السياسية، والاجتماعية وتحسين معاش الناس، والعمل على ادارة العلاقات الخارجية بما يتفق مع مصالح البلاد العليا، ولن ترتهن بلادنا لأي املاءات بمقابل او بغيره.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.