الاحتجاجات التي اجتاحت أمريكا على خلفية اغتيال جورج فلويد الأمريكي الجنسية الإفريقي الأصل دقت ناقوس الخطر وسلطت الضوء على وحشية الشرطة الأمريكية من ناحية وكشفت ما يدور خلف الكواليس تجاه الأقليات خاصة الأفارقة منهم… ما يعزز ذلك الأرقام التي أشارت اليها بعض المصادر الأمريكية التي كشفت أن أكثر من 70% من إصابات فيروس كورونا في أمريكا بين الأفارقة كما أنهم يمثلون أكثر من 60% من الوفيات وأكثر من 70% من العاطلين نتيجة فيروس كورونا والبالغ عددهم أكثر من 20 مليون عاطل.. وهذا يعود بحسب نفس المصادر إلى
1- عدم إدراج الأقليات في التأمين الصحي بأمريكا
2- انتشار الفقر بين الأفارقة
3- تفشي الأمراض المزمنة بين هذه الفئة
مقتل جورج فلويد ، قضية سيكون لها ما بعدها ،ستعيد تشكيل المشهد الأمريكي الداخلي تجاه الأقليات ،،لكن رغم الصورة القاتمة التي رسمتها شرطة مينيسوتا أثبت الشعب الأمريكي تمسكه بالحرية والسلام والعدالة ، فخرج في أكثر من أربعين مدينة، معبرا عن رفضه لانتهاك حق الأقليات في أمريكا ومتضامنا معهم ،، بل رفع شعارا اسمعه لمن بداخل البيت الأبيض NO JUSTICE –NO PEACE
هو شعار سرعان ما سمعنا صداه في كثير من البلدان الأوروبية ،،رددته شعوبها الحرة متضامنة ورافضة ذلك التصرف غير الإنساني في حق الراحل فلويد في وقت صمتت فيه قارات بأكملها لم تحرك ساكنا وهو المتوقع ولا غرابة في ذلك لطالما تنتهك فيها الحقوق بشكل اكثر فظاعة
وهنا تعود بي الذاكرة الى سنوات خلت كنت شاهداً على بعض الوقائع التي تجسد كيف تنتهك حقوق الإنسان وعزته وكرامته في بعض البلدان اذكر منها :-
قبل بضعة أعوام كنت في زيارة لاحدى الدول بدعوة من أحد الأصدقاء وشهدت برفقته وبعض الزملاء هناك، مهرجانا في جو يبدو حارا بعض الشي وكان يجلس بجواري شاب في العقد الثاني من عمره وهو آسيوي الجنسية فسمعت أحد مواطني تلك الدولة، يطلب من ذلك الشاب الأسيوي أن يقف بجواره ، في إشارة منه ليقوم بتغطيته من حرارة الشمس ،عندها طلبت من الشاب بصوت عال ألا يذهب ،وسمع ذلك الرجل ما قلت : لم تصدر منه اية ردة فعل لكلامي مع سائقه كما عرفت لاحقا
واقعة أخرى : كنت في زيارة رسمية مع مسؤولين إلى إحدى المناطق وبعد الترحيب بنا تمت دعونا لتناول وجبة الغداء وكان يخدمنا شاب إفريقي في العقد الثالث من عمره على ما اذكر ، غاية في الأدب والبشاشة ، طلبت منه الجلوس ليتناول معنا وجبة الطعام ،،عندها ارتفع صوت احد القيادات الأهلية في تلك المنطقة : لا يأكل معنا (… )وبعد أن انتهى الناس من تناول الطعام ، طلب القيادي من الشاب ليأخذ ما تبقى من الطعام ويذهب في (الظل ) وياكل لوحده ،، رئيس تحرير إحدى الصحف الشهيرة ،، تربطه صلة دم بالإثنية التي ينتمي إليها ذلك الشاب الخدوم المحترم ، سردت له القصة لاحقاً وسألته كيف لمثل ذاك القيادي بمثل هذا السلوك أن يقود الناس ويوحدهم ، في وقت ذلك البلد في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تماسك اللحمة الوطنية ، وجدت رئيس التحرير نفسه لا يقل شأناً من ذاك القيادي في تصرفاته …
واقعة ثالثة : قبل سنوات أتيحت لي فرصة تغطية أحداث شهيرة في ذلك البلد المكلوم ، كانت حرب ضروس سقط خلالها الآلاف من أبناء البلد بين قتيل وجريح ،وعلى اثر الأحداث هاجر الناس من مواطنين وموظفين إلى المناطق المجاورة ،، وفي اليوم الثالث بعد أن وضعت الحرب اوزارها،جاء المسؤول الأول عن الجهاز القضائي لتفقد الأوضاع ، وفي ذلك الصباح وهو جالس أمام مقر إقامته ، جاء أحد ضباط أمن الدولة، حيا المسؤول القضائي الذي بادر بسؤاله عن الأوضاع الأمنية، فأجابه ضابط الأمن، عندها قال: المسؤول القضائي (ما تخلو فيهم … )
هل عرفتم :
لماذا صمتت شعوب بأكملها ،ولم تستنكر مقتل جورج فلويد في مينيابوليس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.