باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

الفاتح جبرا: خطبة الجمعة

ساخر سبيل

1٬413

الحمد لله الذي من علينا بشريعة الإسلام، وشرع لنا ما يقرب إليه من صالح الأعمال، الحمد لله الذي أنعم علينا بتيسير الصيام والقيام، وجعل ثواب من فعل ذلك تكفير الخطايا والآثام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلى، وزكى، وحج، وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليما كثيرًا
أما بعدُ يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: اليوم هو الثامن والعشرون من شهر رمضان، وصدق الله -تعالى- إذ قال في الآية 184 من سورة البقرة : (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) ؛ بالأمس كنا نستقبله، واليوم نودعه، ثمان وعشرون ليلة، من أحسن فيها وجد واجتهد؛ فقد ذهب التعب وبقي الأجر إن شاء الله.
لقد كانت الأيام تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا لمن يعتبر، ففي رَمَضَانَ حُبِسَتِ الأَعيُنُ وَالآذَانُ عَن كثير من فُضُولِ النَّظَرِ وَفُضُولِ السَّمَاعِ، وَحُفِظَتِ الأَلسِنَةُ عَنِ كثير من اللَّغوِ وَالرَّفَثِ وَقَولِ الزُّورِ، وَكُفَّتِ الجَوَارِحُ عَنِ كثير من الجَهلِ وَالتَّعدِي. فإذا كنت غضضت بصرك وصنت سمعك وجوارحك؛ فما الذي يمنع أخي المسلم أختي المسلمة أن يكون هذا دأبك طول العام؟ ، لقد أثبتت لنفسك أن نفسك المطمئنة قادرة أن تغلب نفسك الأمارة بالسوء؛ فلماذا ترخي العنان للأخيرة طول العام؟
في رَمَضَانَ هُذِّبَتِ الأَخلاقُ وَقُوِّيَتِ الإِرَادَاتُ وَشُدَّتِ العَزَائِمُ، وَاكتَشَفت بِصِيَامِك كل يوم قرابة خَمسَ عَشرَةَ سَاعَةً قدرتك على الصيام، فلماذا يكون آخر عهدك بالصيام شهر رمضان؟ داوم الصيام بعد رمضان، ولا تترك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام كما أوصى بذلك حبيبك -صلى الله عليه وسلم-.
في الأيام الماضية تبين لك قدرتك على قيام الليل، فكنت تقوم أول الليل ساعة وآخر الليل مثلها، فهل تكون ليالي رمضان آخر عهد بقيام الليل وقد تذوقت حلاوته؟ ، في الأيام الماضية كنت من أهل القرآن، وكان لك ورد يومي بحمد الله من كتاب الله -تعالى-، فهل ستستمر بعد مضي هذا الشهر ضمن (قائمة الشرف) بحمل راية القرآن؟ أم ستنضم إلى قائمة الذين اتخذوا القرآن مهجورًا؟
إن رمضان إذ يرحل أيها الأحباب يبين لنا أن داخل كل واحد منا نفسًا طيبة، صالحة، مقبلة على الخير، راغبة فيه؛ فتعاهدوا هذه النفس، وارعوها حق رعايتها، واصبروا وصابروا؛ فغدًا بإذن الله تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة يا رب العالمين.
يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: اعلموا أن الله -تعالى- قد أمرنا بالصلاة على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وجعل للصلاة عليه في هذا اليوم والإكثار منها مزية على غيره من الأيام، فاللهم صلِّ وسَلِّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: