السودان.. صفوف الخبز والغاز تهزم إجراءات الحد من “كورونا”
الخرطوم: باج نيوز
أدت الأزمات الإقتصادية المتجددة بالسودان،إلى هزيمة واضحة للإجراءات التي تقوم بها الحكومة للحد من إنتشار فيروس “كورونا” بالبلاد.
ومع وصول الحكومة السودانية إلى قرار تنفيذ الحظر الشامل على العاصمة الخرطوم، منذ يوم أمس (السبت)، تجلى للمواطنين صعوبة تنفيذ القرار في ظل أزمات الخبز والوقود المتجددة.
وسمحت السلطات لمواطني ولاية الخرطوم بفك الحظر داخل الأحياء من الساعة السادسة صباحا وحتى الواحدة بعد الظهر لقضاء مستلزماتهم اليومية.
غير أن فترة السماح أضحت تشكل خطراً على المواطنين في ظل إزدحام المخابز بصفوف طويلة من المواطنين بغرض شراء الخبز، بما يعمل على المساهمة في انتشار فيروس “كورونا” بصورة أكبر.
وأرتفعت أعداد المصابين بـ”كورونا” في البلاد إلى (66) حالة من بينها (10) حالات وفاة، بجانب ستة حالات شفاء، بحسب إحصائيات وزارة الصحة السودانية.
ويعاني السودان من أزمات متفرقة في توفير الطحين والأدوية والوقود وغاز الطبخ، بالاضافة إلى التدهور المستمر للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية في الأسواق غير الرسمية.
وشكا مواطنون من التدافع الكبير على صفوف الخبز وغاز الطبخ في اليومين الأول والثاني لتنفيذ الحظر الشامل بالولاية.
وقال المواطن عثمان خالد إن الحكومة السودانية لم تستعد لتنفيذ الحظر الشامل بتوفير المستلزمات الضرورية للمواطن.
وأكد في حديثه لـ(باج نيوز) اليوم “الأحد”، أن الإزدحام في قضاء الاحتياجات اليومية للمواطن أضحى يشكل خطراً كبيراً، وسيسهم في انتشار الفيروس بسبب التدافع الكبير خلال ساعات السماح من قبل المواطنين على شراء المخابز وميادين توفير الغاز.
والأسبوع الماضي أصدرت وزارة الطاقة والتعدين السودانية توجيهاً بتحويل توزيع الغاز من الوكلاء إلى الميادين العامة بالأحياء خلال فترة الحظر التي ستستمر إلى ثلاثة أسابيع لتجنب التكدس والازدحام.
وفي السياق، أكد صاحب مجموعة مخابز بمنطقة جبرة، عدم وجود حصة كاملة من الدقيق للمخابز الأمر الذي أسهم في تزايد الصفوف.
وكشف أن حصص الدقيق التي تصل إلى مخابز ولاية الخرطوم أقل من الحصة الكاملة، بالإضافة إلى توقف كل المخابز التي تعمل بالديزل والتي يصل عددها إلى (35) مخبزاً.
وأشار في حديثه لـ(باج نيوز) اليوم، إلى عدم توفر الوقود لعربات شركات المطاحن مما يعمل على تأخير ترحيل حصص الدقيق إلى المخابز.
وأرجعت مصادر مطلعة وذات صلة بملف القمح، الأزمة إلى عدم وجود مخزون من القمح لدى الحكومة السودانية، بجانب صعوبات تواجه ترحيل القمح المحلي من الولايات إلى المطاحن بسبب عدم توفر الوقود.
وكشفت المصادر لـ(باج نيوز) أمس، عن عدم قدرة المطاحن على توفير الحصة الكاملة من الدقيق بسبب المديونيات الطائلة لدى وزارة المالية والتي تصل إلى ملايين الدولارات.
وأكدت المصادر وجود ما وصفته بـ”الربكة” التي فرضتها ظروف الحظر الشامل لدى العاملين بالمطاحن وترحيلهم من وإلى أماكن عملهم.
وأشارت لوجود صعوبة في تنفيذ قرار وزارة الصناعة والتجارة القاضي بإلغاء نظام الوكلاء، لجهة أن الوكلاء كانوا يستطيعون ترحيل الدقيق عبر مركباتهم الخاصة وتحمل مشقة توفير الوقود.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.