عضو وفد التفاوض في “مسار الشرق” بدر الدين أونور سيدي لـ(باج نيوز):
* كنا مفاوضين في جوبا وليس مراقبين
* أقنعنا “الثورية” والمفاوض الحكومي بأهمية استصحاب رؤى أصحاب المصلحة
* لم نتغيب أو نطرد من احتفال التوقيع وهذه حقيقة ما حدث (…)
* كل المكونات الأهلية بالبحر الأحمر شاركت في التفاوض باستثناء نظارة الهدندوة
* قدمنا رؤية منفصلة حول قضايا التفاوض أضيف معظمها للاتفاق
* طالبنا بنقل ما تبقى من جولات التفاوض للخرطوم وتوفير الضمانات لقادة الجبهة الثورية
شغلت قضية التفاوض حول السلام في السودان بمنبر جوبا الساحة السياسية، والتي لا تزال منعقدة حتى اليوم، فيما برز “مسار شرق السودان” كواحدة من المسارات المعقدة التي شهدت شداً وجذباً كثيراً بين مؤيد ورافض للطريقة التي تم بها تمثيل وتناول قضية الشرق، سيما وأن وفودا من المكونات الأهلية أدلت بدلوها في هذا الشأن في الخرطوم وفي جوبا، ولتبيان الحقائق واستجلاء مزيد من التفاصيل حول هذه القضية، استنطق (باج نيوز) عضو وفد التفاوض بمسار الشرق عن أحد المكونات الأهلية بولاية البحر الأحمر بدر الدين أونور سيدي، الذي تحدث عن وضعية المكون الأهلي والقضايا التي أثيرت خلال جلسات التفاوض، فإلى تفاصيل الحوار مع المفاوض الأهلي بدر الدين أونور سيدي:-
بورتسودان: بجا نيوز
* هل سافرتم إلى جوبا كمفاوضين أم مراقبين، أم كنتم “كومبارس” كما قال البعض؟
ذهبنا إلى جوبا ومكثنا بها (25) يوماً، وكنا مفاوضين ولم نكن مراقبين، كما أننا لم نقف في صفوف المتفرجين أو نمثل أدوار “الكومبارس”…
* ولكن أشيع عنكم وعن وفدكم ومشاركتكم أحاديث كثيرة محبطة لمجتمعكم، وقيل إنكم شاركتم لإضفاء الشرعية على وفد حزب الجبهة الشعبية المتحدة؟
دع عنك هذه الشائعات وغيرها، وأنا لما أوافق على إجراء هذا الحوار إلا للرد على كل أسئلتكم وإن حوت شائعات أو أكاذيب، والذي أقوله لك هو الحق والصدق فاسمع مني؛ لقد شاركنا في مفاوضات “مسار الشرق” مع مكونات شرق السودان الأخرى المختلفة وتمكنا من دخول المفاوضات كمفاوضين، أكرر كمفاوضين، ونلنا الحق الكامل والمنصف في التفاوض مع الجانب الحكومي، وعكسنا داخل قاعات التفاوض وخارجها حقائق الاشياء في ولاية البحر الأحمر، كما أننا لسنا جزءاً من الجبهة الشعبية المتحدة حتى ندعم موقفها التفاوضي.
* من أرسلكم إلى جوبا وبأي رؤية تفاوضية شاركتم في المسار؟
بعث بنا إلى جوبا للمشاركة في التفاوض في قضايا المسار ناظر عموم قبائل الأمرأر السيد علي محمود، وكانت رؤيتنا التفاوضية مبنية ومؤسسة على عرض وتبني المظالم التاريخية التي تعرض لها أهالي الأقليم…
* بأي حق أرسلكم ناظر الأمرأر، وهل تشارك الإدارات الأهلية في التفاوض حول القضايا السياسية؟
الإدارات الأهلية نالت حق المشاركة والتفاوض في المسار لتمثيل المكونات الإجتماعية بالإقليم ولعرض وتناول قضايا الناس الملحة وذلك لغياب الأجسام السياسية بشرق السودان عن المشاركة في المسار لدواعٍ كثيرة، وشاركت مختلف المكونات الأهلية في المفاوضات بكوادر مؤهلة وذات رؤية سياسية عميقة وقدرات تفاوضية رفيعة.
* ولكن التفاوض في جوبا محصور على مكونات الجبهة الثورية وفصائلها السياسية والعسكرية فبأي مدخل شاركتم في التفاوض؟
شاركنا في التفاوض ممثلين للسواد الأعظم من سكان الإقليم، وللمكونات الأهلية كوادر لها دراية واسعة في مختلف مجالات العمل العام، وكما أسلفت فإن النظار سعوا لتصحيح المسار الخاطئ الذي لازم قضايا التفاوض حول شرق السودان بجوبا وبهذا الفهم شاركنا وقدمنا رؤية متكاملة لوضع حلول جذرية لكل المشاكل التي لاقت مواطني هذه الرقعة الجغرافية منذ عهد الاستقلال الأول.
* هل شاركتم في المسار منذ بداية التفاوض أم أنكم ذهبتم إلى جوبا لحضور التوقيع على الاتفاق؟
سافر الوفد الأهلي من شرق السودان إلى جوبا في نفس يوم بداية التفاوض، وبعد وصولنا انخرطنا في اجتماعات مكثفة مع وفد التفاوض الحكومي ووفد الجبهة الثورية لتقديم رؤية منفصلة عن ملفات التفاوض…
* وهل وافقت الجبهة الثورية على الرؤية المنفصلة والتي تعني ورقة تفاوضية مختلفة؟
في البداية رفضت الجبهة الثورية مقترحنا لتقديم رؤية منفصلة ولكننا في سبيل ذلك خضنا جلسات تفاوض منفصلة وتمكنا من اقناع وفد الجبهة الثورية ووفد الحكومة المفاوض لتقديم رؤية منفصلة، وكانت حججنا ومبرراتنا الدامغة أننا لم نشارك في إعداد الورقة التفاوضية التي تمثل الجبهة الثورية، كما أننا نحمل رؤية مختلفة عن وفد الجبهة الثورية وحتى تكون الورقة التفاوضية معبرة عن وفد الداخل والخارج قدمنا الرؤية المنفصلة وقد قبلوا بها وأضيفت للورقة التفاوضية وأصبحت جزءاً من الاتفاق النهائي.
* ما هي الملفات التي تضمنتها ورقتكم المنفصلة؟
تضمنت ورقة المكون الأهلي المنفصلة للتفاوض المطالبة بنقل ما تبقى من جولات التفاوض للخرطوم مع توفير الضمانات لقادة الجبهة الثورية للعودة من حيث أتوا متى ما رغبوا في ذلك ما عدا أولئك الملاحقين جنائياً، واقترحنا في رؤيتنا المنفصلة الالتزام بما جاء في اتفاقية اسمرا لسلام شرق السودان للعام 2006م بموجب ما جاء في الوثيقة الدستورية والتزام رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، وهو التزام نراه متوافقاً مع رغبة قطاع كبير.
ورفعنا في المذكرة المنفصلة المطالبة بالقسمة العادلة للسلطة والثروة لإقليم شرق السودان وفتح فرص التمييز الإيجابي لأبناء الإقليم بكافة مكوناتهم في التعيين بالمؤسسات القومية ومجالس إدارات الهيئات والشركات الحكومية. واقترحنا ترسيم الحدود بين المكونات الأهلية بشرق السودان لتقليل النزاعات الأهلية. واقترحنا إنشاء مفوضية خاصة لمثلث حلايب وضم أراضي البشاريين في وحدة إدارية واحدة بولاية البحر الأحمر. كما حوت مذكرتنا المطالبة بإيجاد معالجات واقعية وعملية لآثار الحرب في جنوب طوكر وهمشكوريب وتلكوك. وطالبنا بالإسراع في تنفيذ مد بورتسودان بمياه النيل عبر خط العبيدية- أرياب- جبيت- سواكن- بورتسودان، ومعالجة مشاكل الشحن والتفريغ داخل وخارج البواخر، والالتزام بتنفيذ عدد من مشاريع الخدمية والتنموية ومشاريع الطرق بالولايات الشرقية الثلاث، كل تلك الأفكار والمقترحات أضفناها لأجندة التفاوض ضمن الرؤية المنفصلة والتي تقدم بها وفد المكون الأهلي لمسار الشرق بمفاوضات جوبا.
* هل كانت كل هذه الملفات غائبة عن أجندة التفاوض؟
بعض الملفات لم تكن موجودة في أجندة التفاوض والبعض الآخر قدمنا فيها رؤية مغايرة ومختلفة عن رؤية الجبهة الثورية مثل الية تنفيذ الاتفاق التي كانت الجبهة الثورية ترى أن تكون مناصفة بينها وبين الحكومة، ولكننا اقترحنا ان تكون المشاركة فيها مفتوحة لجميع مكونات الإقليم السياسية والإجتماعية.
* وماذا عن مؤتمر قضايا شرق السودان، هل اكتفيتم باللقاء الذي عقد في الخرطوم أم طالبتم بإعادة تنظيمه؟
نحن نرى أن مؤتمر قضايا شرق السودان يمثل مرجعية محورية للمسار، كما أن المؤتمر الذي عقد في الخرطوم كان فاقداً للشرعية لعدم مشاركة ممثلي مكونات الإقليم فيه الذين أعلنوا مقاطعته على رؤوس الأشهاد، لذا فقد طالبنا بعقد مؤتمر آخر بمشاركة الكل وستعرض كل قضايا التفاوض خلاله، وسيناقش المؤتمرون الاتفاقية بكل تفاصيلها ولهم أن يحدثوا التعديلات التي يرونها عليها.
* سرت شائعات عن حرمانكم من دخول قاعة التوقيع وأنكم أجبرتم على مغادرة جوبا؟
كما قلت فإنها شائعة وأحاديث (واتساب وفيسبوك)، لم نطرد من أي محفل بل أتيحت لنا كل الفرص للالتقاء والاجتماع بكل الجهات التي حرصنا على توصيل رسالتنا لها، ولم نجبر على مغادرة عاصمة دولة جنوب السودان، وهل ما تمكنا من إنجازه في تصحيح مسارات التفاوض يمكن أن يصنعه أو يحققه مطاردون او مجبريون على مغادرة المواقع التي يديرون أعمالهم فيها!.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.