باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

لينا يعقوب: احتواء ألماني

2٬270

منذ سنوات طويلة وفي مخيلة السودانيين أن الزيارات الرئاسية الناجحة للبلاد هي التي ترتبط بالدعم الاقتصادي والمالي في بلد ظل يعاني أزمات اقتصادية متلاحقة.
بل حتى الزيارات التي تشهد توقيع اتفاقيات لم تكن في الآونة الأخيرة تحظى بقليل اهتمام لأن مصير تلك الأوراق الموقعة أدراج المكاتب.
لكن وصول الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى الخرطوم وما قدمه بدءاً من دعم سياسي يرضي السودان وإن كان يحتاج إلى المزيد؟
ورغم ما نعانيه الآن من توقف شبه تام في عجلة الاقتصاد التي تعتبر مقياسا لنجاح الدولة أو فشلها، إلا أن شتاينماير تفاءل بمستقبل السودان قائلاً إنه يسير على الطريق الصحيح.
وللرجل نظرة وتقييم، فهو يعلم ما يحدث في السودان وتعقيداته السياسية، لكن مع ذلك يرى أن هناك ضوءا، خاصةً إن قارن بين ما كان سابقاً وبين الوضع الحالي.
المبادرة بالزيارة في حد ذاتها، خطوة بارزة ومهمة وكبيرة لدولة ظلت تستجدي زيارات المسؤولين إليها.
فمنذ عقود لم يزر رئيس ألماني السودان، وخلال منتصف الثمانينيات أصبحت العلاقات بين الدولتين أكثر تعقيدا، وفي النهاية لم يكن هناك أي تعاون، وهو ما يجعلنا لا نرفع سقف التوقعات عالياً.
ألمانيا استبقت الولايات المتحدة بزيارة الخرطوم وتشجيع الشعب والحكومة للأمام.. فواشنطن، أصبحت كثيرة “التغريدات”، كثيرة “التصريحات” متناقضة المواقف، تارةً أنها تدعم رفع اسم السودان من القائمة السوداء، وتارةً أخرى أن قرار الإزالة يتطلب إجراءات متعددة تستغرق وقتاً..!
ولذلك قال وزير التنمية الألماني غيرد مولر، الذي زار السودان مطلع الشهر الحالي، إن “ألمانيا ترى أن لا يتم إضاعة أي وقت في بدء الاستثمار بالسودان” بعد أن هيأ البرلمان الألماني الأرضية لذلك، بسحبه قانوناً كان يحظر الاستثمار الألماني بعد الانقلاب العسكري الذي أوصل البشير ونظامه إلى الحكم.
نعم انتهت الزيارة دون اتفاقيات اقتصادية أو تقديم أموال في خزينة البنك المركزي، لكنها لفتت أنظار العالم أن السودان الآن يستقبل الرؤساء الأوروبيين الذين يرغبون بدعم السودان صدقاً وحقيقةً لا ادعاءً أو زيفاً.
لن يكون هناك تعاون اقتصادي ما لم يُخلق ود سياسي كان منعدماً خلال عقود من الزمان.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: