هنادي الصديق: الشرطة في إرهاب الشعب
بلا حدود
لما طالب الشعب بحل جهاز الأمن والمخابرات الوطني، لم يكن السبب (مزاج بس)، ولم يكن لأن جهاز الأمن يقوم بواجبه في جمع وتحليل المعلومات بالتأكيد، ولكن السبب يعود لتخليه عن دوره الأساسي وانتهاجه نهج البطش والاذلال للمواطنين والتنكيل بهم، واليوم بدأت أجهزة الشرطة في تأدية ذات الدور بكل أسف، عضدته العديد من المواقف لشباب سوداني ألقت بهم الظروف في طريق بعض منسوبي الشرطة الفاقدين لأبسط قواعد المهنة وغير الملمين بالشعار الرئيسي للجهة التي ينتسبون لها ويأكلون منها عيشهم. (الشرطة في خدمة الشعب)، شعار لم يعد يصلح لما نشاهده او نسمع عنه هذه الأيام، وطالما ان الموضوع سيطول، اتركك عزيزي القارئ للإطلاع على ما كتبته الطبيبة الصيدلانية نجلاء نورين وزوجها الصحفي حسن بركية، حول ترصد أفراد من الشرطة وتحرشهم بهم لمرتين خلال ٤٨ ساعة، وبعدها سنعود للتعليق على الحادثة. تقول نجلاء: ( امبارح بعد الساعة واحدة صباحا وقفونا بتاعين الشرطة للتفتيش أنا و حسن بركية، و كان نفس البوليس الوقفنا الخميس الفات عاين لينا كدا و قال لينا انزلوا نزلنا طوالي واحد منهم مشى ناحية حسن وسأله بي نهرة.. حسن؟؟ حسن : ايوا نعم الشرطي بتشفي : كويس عشان تلقى حاجة تاني تكتب فيها! بعدها طوالي الأسلوب اتغير و النهير زاد و طلب مننا الاتنين نركب ورا و هو طوالي ركب يسوق العربية، قلت ليهو عربيتي بسوقا براي و ما عندي مانع أمشي معاك محل داير توديني شان اتعاقب على الجريمة الأنا ما عارفاها شنو دي، قال لي لا ما بتسوقيها و دي ما عربيتك دي معروضات! مشينا القسم دخلونا للضابط فتشونا فتيش المجرمين و بعدها طوالي شالوا مني شنطتي، وكيس حبوب نوع ليبراكس و ملتي فايتامينز وحديد و بنادول، قالوا دي معروضات و دي سموم مخالفة للوائح، وانتي صيدلانية عارفة الكلام دا! بعدها قالوا لي أرح العربية، مشيت معاهم فتشوها إبرة إبرة وطلعوا من الدرج كريم هيرقينر للشعر ذي تمنية حبات كدا شالوهو قالوا دي معروضات برضو و سموم ممنوعة و أنا مفروض اني عارفة! بعد كدا ساقوني طوالي جوة بعد ما طلبوا مني اطلع الحلق والسلسل و الخاتم وأقول اسمي وتلفوني وعنوان بيتنا وطوالي على الحراسة، قفلوني مع المسكينات المقفولات جوة، دخلني و قال لي باستفزاز قبال ما يقفل الباب بالجنزير و الطبلة: أمشي للفي الركن ديك دكتورة زيك اتونسي معاها! قعدت في الحراسة لمدة ساعتين تقريباً، بعدها نادوني طلبوا مني توقيع على دفتر اسمو دفتر التعهدات، لكن مافيهو تعهد فيهو بياناتي الشخصية، سألتهم اني اتعهدت على شنو وأنا ما عارفة أصلا اتقبضتا ليه واتفكيت ليه ومن حقي أعرف، قالوا اني اتعهدت على انو ما أشيل أدوية تاني بدون روشتة! وطلبوا مني أمشي بيتنا خلاص! في أثناء إجراءاتي دي قالوا حسن قال ليهم انو الموضوع دا بقى شخصي لأنو مافي ما يستدعي كل الإجراءات دي ضدي و انحنا حقنا ما بنخليهو وأنا ما بخليكم. على أساس كدا فتحوا ضدو بلاغ تحت المادة 103 تهديد سلطات!، وطوالي شالوا منو شنطتو ودخلوهو الحراسة! حاولت بعد طلعت مع مجموعة من الأصدقاء اننا نعمل ليهو ضمانة عشان يطلع من الحراسة مشينا لوكيل نيابة الخرطوم 3 بعد دق خيالي للباب المقفول طلع لينا الشرطي قريب صلاة الصبح قال لينا وكيل النيابة المناوب نايم في بيتهم الليلة! طلعنا منو مشينا نيابة المقرن، وكيل النيابة قال لينا معليش القسم الأوسط دا ما تبعي! علماً بأنو في حادثة يوم الخميس الأول امبارح دي كنا عملنا إجراءات طلوع حسن من نفس القسم الأوسط دا من نفس النيابة الفي المقرن دي..! المهم حسن بات في الحراسة و هسع بنعمل ليهو في إجراءات الضمان، والآن كلمنا محامين نفتح ضدهم بلاغ و منتظرينهم ينصفونا! (انتهى حديث نجلاء وبقى تعليقنا غداً).
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.