معلمته قالت إن إهمال الدولة وجهل المجتمع هما السبب.. (باج نيوز) يتحصل على معلومات جديدة بشأن وفاة الطفل (محمد أكرم)

الخرطوم: باج نيوز
تحصل ” باج نيوز” على معلومات جديدة بشأن وفاة الطفل ” محمد أكرم” الذي عُثر  على جثته نهاية ديسمبر الماضي غريقاً بالنيل بعد يومين من اختفائه في أثناء عودته من المدرسة للمنزل.
وكشفت مسؤولة التأهيل بمركز ” أيدي لا تمل” لأطفال التوحد د. ندى السيد إبراهيم، أن الطفل ” محمد أكرم” كان أحد أطفال التأهيل من إضطراب التوحد بمركز ” أيدي لا تمل”، ونوهت د. ندى إلى أن ” أكرم” كان يمكن أن ينجو من الموت لو انتبه أحد إلى أنه طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وأنه مصاب ب” التوحد”، ويحتاج لطريقة خاصة للتفاهم معه، ونبهت إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد لا تطرأ على أشكالهم تغييرات تدل أن الشخص بحاجة لعناية خاصة.
و قالت د. ندى ل” باج نيوز” إن الطفل محمد أكرم خرج من المدرسة وأضاع اتجاه المنزل، لكنه التقى عدداً من أفراد المجتمع،  و لم يجد من يتفهم حاجته فضلّ طريقه، وكان الثمن روحه، وأضافت: ” أكرم كان له أكثر من فرصة للنجاة لكن المجتمع أراد له الموت، لجهله بمرضه وطريقة التعامل معه”.

وأشارت د. ندى السيد إبراهيم إلى غياب دور الدولة في رعاية أطفال التوحد، ونوهت إلى وجود إهمال كبير من جانب مؤسسات الحكومة، ووزارتي الصحة والتربية والتعليم، وكذلك فيما يختص بتوعية المجتمع للتعامل مع الحالات التي تعاني من الاضطراب، فضلا عن عدم وجود مراكز علاجية متخصصة لخدمة أطفال التوحد من تشخيص وعلاج وتأهيل.
واشتكت المنظمة الوحيدة المعنية برعاية أطفال التوحد بالسودان من تكدس الأطفال أصحاب اضطراب التوحد في صفوف الانتظار، منبهة إلى أن المنظمة لها مركزان لتأهيل أطفال التوحد بالعاصمة الخرطوم، لا يستوعبان أكثر من 300 طفل لتأهيلهم، وقالت إن العدد الحقيقي للأطفال الذين يحتاجون للتدريب والتأهيل أكثر بكثير من الرقم المذكور، لكن لا توجد أماكن لإستيعابهم، بسبب تقصير الحكومة في رعايتهم.

يذكر أنه في العاشر من ديسمبر الماضي ضجت الأوساط السودانية وتفاعلت منصات التواصل مع صور لطفل مفقود خرج من المدرسة ولم يعُد للمنزل، لكن سرعان ما جاء الخبر الصادم من أسرة الطفل بأنه تم العثور على جثته، بعد أن توفي غرقاً في النيل.