حيدر المكاشفي : من داعية الى منجم
الرجل الذي كان داعية وخطيبا في الثوار المعتصمين واماما لهم ماهر مهران، ونقول كان داعية لأنه اليوم وبعد قسمه الشاطح قد دخل في زمرة المنجمين والكهنة والعرافين وقارئي الكف وضاربي الرمل وصار مثله مثل بلة الغايب الكاهن الكبير، فأن يقسم الرجل بأغلظ الايمان بسقوط حكومة حمدوك خلال عام. ويقول بالحرف:(والله الذي لا إله غيره، أقسم بالله وأنا لا أعلم الغيب يا حكومة قحت، أقسم بالله وسوف أذكركم بالقسم، أقسم بالله لن يمر عليكم عام كامل إلا وقد سلب الله ملككم). وزاد لا فض فوه(اقسم بالله العلي العظيم وأنا على منبر رسول الله لن يمر عليكم عام كامل إلا قد سلب الله ملككم، ووالله ليزولن سلطانكم)، فلن يكون الرجل بعد ترهاته وتخرصاته وهرطقاته هذه الا واحدا من الدجاجلة والخراصين، الذين قال فيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم محذرا منهم ( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد وكذب المنجمون ولو صدقوا)، وأنى لهم أن يصدقوا وبين أيدينا خير مثال على كذبهم ونبؤاتهم الخائبة..
فمن قبل نبؤة وكهانة العراف الجديد مهران، كانت قد خابت وطاشت وكذبت كل ترهات بلة الغايب، بدءا من قسمه المغلظ بأن فترة بقاء الرئيس المخلوع على سدة الرئاسة منذ لحظة توليه السلطة عبر الانقلاب وإلى لحظة تنحيه، لن تقل في مجملها بأية حال عن واحد وثلاثين عاماً وخمسة وعشرين يوماً بالتمام والكمال عاماً ينطح عام، وهذا يعني بحسب الكاهن بلة أنه سيبقى رئيسا بلا منازع حتى عام 2020م وبعدها ينظر ويفاد، إذ ربما يواصل مسيرة الحكم وربما يترجل ويغادر ولكن قبل ذلك لا يستطيع أحد أن يشيلو) لا من داخل صفوف المؤتمر الوطني ولا من خارجه في المعارضة التي نصحها بأن (تقنع وما تتعب ساكت) طوال هذه المدة. وبالطبع لم ينس بلة الغائب أن يدعم نبوءته هذه ببعض الآيات الكريمة التي لوى عنقها لتعزز مقولته التي هي في علم الغيب عند علاّم الغيوب، كما خابت أيضا نبؤته عن الزعيم الجنوب سوداني جون قرنق حين قال عنه أنه لم يمت وسيظهر مجدداً، وأن الجنوب لن ينفصل وأن سلفاكير (سيطفش) ولن يحكم الجنوب، إلا أن حديثه عن تطاول حكم المخلوع إلى هذا المدى وان صدق يعتبر نقمة أكثر من كونه نعمة تدعو للتفاخر بأن يتطاول أمد البقاء في السلطة إلى عشرين وثلاثين وأربعين عاماً، فالمعروف عن طول البقاء في السلطة أنه يصيب الحاكمين بالنرجسية وإنتفاخ الذات وهذا ما حدث للمخلوع، وهو ليس نقمة على الأمم فحسب بل وعلى القادة والحكام على حدٍ سواء، فالتعدد والتجدد يجدد حياة الأمة ويمدها بالحيوية والانطلاق، فلا تتجمد وتتكلس وتدور في حلقة مفرغة، ولهذا تصدى أولئك الشباب البواسل والكنداكات الفارسات فجددوا حياة الأمة وأشرعوا أمامها أبواب الأمل من أجل حياة أفضل..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.