باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

محمد وداعة: الموازنة .. سيناريو خيالى !

1٬643

تمهيد ( تهتدى الموازنة بمبادى اساسية ، اهمها التحولات السياسية والاقتصادية بهدف تحقيق المضامين الاقتصاية لشعار الثورة (حرية ، سلام ، وعدالة) ، وتمثل هذه الموازنة رؤية سودانية تستهدي بمنهج علمي مدروس وتستصحب عصارة التجارب الدولية الناجحة الملائمة للاوضاع السائدة في الاقتصاد السوداني ، ومن الاهمية بمكان ان يواكب اعداد هذه الموازنة عملية حوار مجتمعي يفتح المجال لعدة اجتهادات وؤى وصولاً الي بلورة توافق وطني عريض حول المنهج والمضمون من حيث الاهداف والبرامج والسياسات )
هذه الكلمات جاءت في مفتتح التعريف بالموازنة ، وبالرغم من هذا التمهيد المحدد دلفت الموازنة الي عرض (2) سيناريو وجاءت مناقشة الخيارين علي حقائق ذكرت في بند التحديات الممماثلة امام الموازنة تمثل فى ان (الناتج المحلي الاجمالي انكمش بمعدل (2%) ، وان (65%) من السكان تحت خط الفقر، وان نصف السكان ينفقون (75%) من دخولهم علي الغذاء )،
وارتفاع نسبة الانفاق علي العلاج لتصل الي (80%) يتحملها المواطن من موارده الخاصة ، أضافة الى انهيار البنية التحتية للتعليم والبيئة وضعف توليد الكهرباء …

مقارنة غير عادلة وردت بطريقة غير ذكية حددت تكلفة دعم المحروقات بحوالي (16%) من الناتج المحلي .. ومقارنة اخرى تقول (ان عائدات الضرائب والجمارك تساهم بحوالي (15%) فى الدول الافريقية ، بينما فى السودان حوالى (6%) ، وان الدعم بلغ في 2019م حوالي (3,632) مليون جنيه للصحة و (7.226) مليون جنيه للتعليم و (33,114) مليون جنيه للمحروقات وبلغ دعم القمح (22,112) مليون جنيه ، وحديث عن ارتفاع التضخم وعجز الميزان التجاري ، بالاضافة الي الدين الخارجي الذي بلغ حوالي (62) مليار دولار خاصة ب( صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ، بنك التنمية الافريقي ) ، دون تحديد واضح لديون بنك التنمية الافريقي ، التي يفترض انها مديونية للقطاع الخاص .
السناريو الاول مقدم من وزارة المالية مقترحاً زيادة الحد الادني للاجور بنسبة (100%) ، وهذه الزيادة فضلاً عن التزام الحكومة في الخدمة العامة ( مدنية ، عسكرية ، فضائية …. الخ ) لحوالي(550,000) موظف ، والالتزام بمجانية التعليم فى مرحلة الاساس و توفير الوجبة المدرسية المجانية في كل المدارس الحكومية وتوسيع مظلة التأمين الصحي ليشمل (4.9) مليون اسرة وهو رقم يتجاوز عدد الاسر في البلاد بأسرها ، وتوسيع برنامج الحماية الاجتماعية ليغطي (4.5) مليون شخص ،
وتأسيس نظام الدخل الاساسي عن طريق التحويل النقدي المباشر الذي يغطي (80% – 60%) من المواطنين ، ويفترض ان يكون في حدود (5) دولار ويغطي (80%) من السكان ،
افترضت الميزانية زيادة الايرادات الضريبية من (101 ) مليار الي (158) مليار بنسبة (57%) ، والايردات واخري من (52) مليار الي ( 128 ) مليار بنسبة (147%) ، وردت في كتب الميزانية (14.7%) ، والمنح من (9 ) مليار الي (323) بنسبة (333%) ، وردت في الكتب (3.33%) باجمالي زيادة في الايرادات من (164) مليار الي (611) مليار بنسبة (270%) ، هذه الارقام لا يسندها الواقع و يستحيل الايفاء بها ، للاضرار الناشئة عن التحرير الكامل للسلع و المحروقات و تحرير الدولار الجمركى ، هذا سناريو خيالى واكثر ما يزعج فيه بعد التفكير فى رفع الدعم ، محاولة الايعاز بان هذا هو المخرج الوحيد ، وان السيناريو الثانى تبنته قوى الحرية و التغيير، ونقول ابتداء ان اسوأ سيناريو لهو اسوأ من السيناريو الاخر !!
بينما اعتمدت الموازنة زيادة في المصروفات من (194) مليار الي (626) مليار بنسبة (221%) بالرغم من خفض الدعم السلعي من (223) مليار الي (134) مليار ( جازولين ، بنزين ، غاز ) بمبلغ (89) مليار ، وورد في الكتيب (51) مليار ، يبدأ تحرير الجازولين والبنزين في مارس ، ليكتمل تحرير الجازولين في اغسطس 2020م وتحرير سعر الدولار الجمركي …
مع افتراض توفر الاشتراطات السياسية لاعفاء ديون نادي باريس (54) مليار دولار واكبر الدائنين هم الكويت و السعودية و دول الاتحاد الاروبى، و يتكون من 52 عضو و تتخذ فيه القرارات بالاجماع و يتطلب الخضوع لبرنامج اعفاء الديون التاهيل لذلك بسداد فوائد الديون المركبة و المتاخرات التى تبلغ حوالى (12) مليار دولار تدفع منها (4) مليار قبل توقيع اى اتفاق ، و يمثل اصل الدين الحقيقى حوالى (17) مليار دولار،
هذا السيناريو يعتمد على تحرير السوق و الدولار و زيادة الضرائب ، و زيادة رواتب شريحة محدودة من الموظفين ، فى بلد الملايين فيه يشتغلون بالزراعة و الرعى و الحرف الصغيرة ، و دعم المواطن بخمسة دولار بما يعادل (2) طبق بيض ، او (2) كيلو طماطم ،
بافتراض ان الايرادات الاخرى( 128) مليار، حوالى (1,4) مليار دولار تتوفر من نصيب الحكومة فى قسمة النفط و المعادن و رسوم مرور نفط الجنوب ، وهذا يقل كثيرآ مع آخر احصاءات قدمتها الحكومة التى اسقطها الشعب ، هذا السيناريو خطير و لا يمكن ادارة حوار حوله لتعذر تطبيقه و يضع الحكومة على الحافة ، فما ورد فى الموازنة لا يتعلق برفع الدعم فقط ، هذا السيناريو مهدد امنى و استراتيجى ، نواصل مع السيناريو الثانى

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: