الخرطوم: باج نيوز
عند تقاطع المحكمة الدستورية بشارع البلدية بالخرطوم، قبل أن تصل حشود المتظاهرين أمس إلى دار منظمة أُسر شهداء ثورة ديسمبر، أقام بعض المتظاهرين حاجزًا بشريًا، في إحدى “التروس” قبيل الدخول لمقر الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، يطلبون من المتوجهين صوب الدار رفع أيديهم قائلين: “أرفع يدك فوق، التفتيش بالذوق”، وين الابتسامة، “الما ببتسم كوز”، وشعارٌ آخر بدأ دعماً لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك : “أرفع يدك فوق، قول شكرًا حمدوك”.
اللافت أن مواكب الأمس التي انطلقت من قلب العاصمة الخرطوم، استعادت أدبيات الثورة وأعادت ضبطت مواقيت الخرطوم الثائرة فتحركت الحشود البشرية في تمام “الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت الثورة”، ومن ثم تدفقت الأمواج البشرية الهادرة مُدثرة بالأعلام تلوّح بعلامات النصر إلى وصلت أمام “دار الشهداء” ومن ثم تشكلت في تجمعات صغيرة بعضهم جلس على الأرض يبكي، وآخرون حلقوا في دوائر يرددون الشعارات يُعبون الحناجر بالهتاف والنشيد، يمجدون الشهداء “شهدائنا ما ماتوا، عايشين مع الثوار، المات ضمير خاين، حالفين نجيب التار”، “يا والدة أعفي لي، وعدي القطعتو معاك، إنو الكلام ممنوع، في شلة الحكام، يا والدة دمي بفور، لما البلد تغلي، لما العساكر ديل، الشوهو الإسلام، جايبين تفاهاتهم، سجنونا باسم الدين، حرقونا باسم الدين، كتلونا باسم الدين، الدين بريء يُمة”.
قتلونا وين؟
متظاهرون أعادوا تجسيد ما حدث عند فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة في الثالث من يونيو، فاستلقوا على الأرض وهتفوا: “قتلونا وين، قتلونا هنا”، قتلونا وين، قتلونا هنا”، وتتابعت الشعارات “يا حمدوك ما تعمل نايم جيب الكوز القتل الصايم ، شهدائنا ما ماتوا عايشين مع الثوار”.
المتظاهرون تعددت شعاراتهم ، والصامتون منهم حملوا لافتات بعضهم جلس على الأرض رافعًا لافتة كُتب عليها” البشير إلى الجنائية”، وآخرون وضعوا صورة عضو مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلوا وكُتب عليها “مطلوب للعدالة”.
شابٌ وفتاة حملا لافتات ورقية كُتب عليها، نخشى على ثورتنا من “الصادق المهدي”.
هتافات الجيش
المؤسسة العسكرية نالت حظها من الهتاف فكل ما يمُر حشدٌ أمام أفراد من القوات المسلحة المُكلفة بإغلاق الطرق المؤدية إلى القيادة العامة هتف الثوار “حامد يا جامد، وين دفعة حامد، يا عسكر ما في حصانة، يا المشنقة يا الزنزانة، ” و “ما تدي قفاك للعسكر، العسكر ما حيصونك، شكرًا حمدوك”، 130 “المشنقة بس”.
دار الشهداء
وفي مشهد آخر كانت الأجواء داخل “دار أسرالشهداء” عكس الشارع وصخب الهتافات الثورية خارجها، الدار زيُنت بصور الشهداء، وقف بعض الثوار أمام الدار يحملون صور الشهداء، واللافت حالة السكون والحزن التى تُظلل دار الشهداء وعندما يلجُها الثوار يموت الهُتاف في الحناجر ، ومشهد آخر يستدِر الدمع من العيون ورجلٌ كبير في السن ظل يبحث عن صورة إبنه، ويردد: “ولدي شهيد، وين صورته، ولدي شهيد، وما أن وجدها حتى انهارت قواه، وأسندهُ بعض المتكيئن على أوجاعهم”.
بكاء مستمر
أمام صورة الشهيد محمد عثمان اسحق، وقف شقيقهُ شاخصًا ببصره يبكي بلا انقطاع، لم تفلح مواساة صديقه في التخفيف من وطأة الفقد، ولا كلمات بعض الثائرات: “إن الشهداء أكرم منا جميعًا”، داخل الدار لم يكن هناك سوى البكاء ومرارة فقد فلذات الكبد.
وفيما حمل أحدهم لافتة كُتب عليها ” مضى عام على سقوط أول شهيد، وما زال المجرم هاربًا”، وأمهات الشهداء في كلماتهن طالبن بالقصاص وتحقيق العدالة.
الشعب يريد
الشعب يُريد قصاص الشهيد ظل هذا الهتاف مستمرًا في مواكب الأمس، وترى أُسر الشهداء أن هناك بطءٍ في تحقيق العدالة والقصاص للشهداء.
الناشط هشام الشواني قال في حديثه لـ(باج نيوز): الثورة أنهت حُكم طاغية استمر لـ30 سنة، وأعادت الأمل والفرصة للشعب السوداني ليحقق آمالهُ في العدالة والديمقراطية.
وحول ما تحقق من الثورة يقول الشواني: لم يتحقق الكثير لكن أهم ما تحقق “الحُرية”، الحريات العامة، والسلام إذا ما تم التأسيس لهُ، لافتاً إلى انخراط قوى جديدة في الفعل السياسي تحمل بذور جيدة لمستقبل السودان.
وأضاف: “تحقق أننا دخلنا في إطار الفعل وليس إطار الانتظار واليأس، دخلنا لنصنع كلمة وفعل يقود السودان للمستقبل إلى جانب إشراك الشباب وبعث الروح في العمل السياسي والعمل العام وسط الشباب بعد مرحلة طويلة من اليأس.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.