مأمون أبو شيبة: مزمل العصامي الشاطر والنجاح
قلم في الساحة
* تفاجأت أمس بما تم تداوله في مواقع التواصل عما كتبه أخي وزميلي الحبيب الدكتور مزمل أبوالقاسم الشريف عن استفسار ورد للبنوك عن حجم أرصدة الأخ مزمل.
* الاستفسار أحسبه أمراً عادياً تجاه كل شخصيات المجتمع الناجحة في أعمالها.. وذلك في اطار جهود الحكومة الجديدة للاستقصاء عن كل شخصيات المجتمع بغية التثبت من سلامة ونزاهة أعمالها وخلوها من أي شبهات.
* لكنني استغربت أن يكون الأخ مزمل محل استقصاء مع رجال المال والأعمال من أثرياء المجتمع لأن مزمل شخص عادي وليس بثري ويمكن القول إنه مع فئة المستورين الذين يحمدون الله على السترة.
* عرفت الأخ مزمل في أوائل عقد التسعينيات وبعد أن تخرج كإعلامي من جامعة أمدرمان الإسلامية.. حيث التقينا في صحيفة الدار عندما كانت رياضية متخصصة، وكان مزمل يحرر صفحة أدبية ثقافية بينما كنا نحن نكتب في الرياضة..
* لاحظت من خلال الصفحة الأدبية الملكة الأدبية لمزمل وموهبته الصحفية العالية وتمكنه اللغوي.. ولأنه كان يعشق المريخ بجنون كان من الطبيعي أن يرتبط معنا بالكورة والمريخ بل وتحول مزمل من الكتابة الأدبية للرياضية والتي برز من خلالها كصحفي رياضي ولد بأسنانه.. وكنا نذهب لتمارين المريخ بالتشعلق في سلالم وشماعات الدفارات وسيلة المواصلات الشعبية في ذلك الوقت.
* عندما صدر قرار إيقاف جميع الصحف وتحويلها إلى شركات.. تحولت صحيفة الدار إلى صحيفة اجتماعية وفي نفس الوقت صدرت صحيفة الهدف الرياضية كأول صحيفة رياضية تصدر بعد تحول الصحف إلى شركات وكان يرأس تحريرها الزميل الأستاذ هساي ثم الأستاذ إبراهيم عوض.. وقد قام مدير الصحيقة الأستاذ عبدالكريم يسن بدعوتي والأخ مزمل للانضمام لصحيفة الهدف، ولأنها كانت رياضية كان من الطبيعي أن نقبل ونتحول من الدار التي أصبحت اجتماعية فنية، مما أغضب الأستاذ الكبير أحمد البلال الطيب رئيس مجلس إدارة صحيفتي الدار وأحبار اليوم.
* حققت صحيفة الهدف رواجاً كبيراً.. وعندما صدرت صحيفة الكابتن تم خطف مزمل وهناك بدأت شهرته ككاتب عمود رياضي مريخي ذائع الصيت..
* وفي ذلك الوقت أيضاً صدرت صحيفة المريخ برئاسة الزميل حافظ خوجلي وتم استقطابي إليها مع الأخ مزمل وأيضاً الأستاذين صلاح سعيد وأدهم علي لهما الرحمة.. لتتواصل مسيرتي الصحفية مع أخي مزمل..
* بعد سنوات قليلة قام بعض الشباب المستثمرين المرتبطين بالرياضة بقيادة القطب أمير البرير بإصدار صحيفة المشاهد واختاروا مزمل رئيساً للتحرير بجانب مشاركته بنسبة مع المساهمين.. وأصر مزمل على أن التحق معه في المشاهد لتتحول المشاهد إلى حمراء رغم أن أغلب ناشريها هلالاب!!
* حققت المشاهد نجاحاً سريعاً حيث أقبلت عليها جماهير المريخ وأذكر في بدايات صدورها فاز المريخ ببطولة الدوري الممتاز عام 1997م عندما تغلب على الهلال بهدف نميري أحمد سعيد ويومها أحضر أقطاب المريخ الكأس إلى صحيفة المشاهد للاحتفال به بحضور النجم نميري أحمد سعيد عريس القمة..
* حققت المشاهد نجاحاً هائلاً وكانت الصحيفة الأولى لجماهير المريخ رغم وجود كتاب الهلال المرموقين شجرابي وعائس وخالد عزالدين.. وقد كانت المشاهد هي بداية تكوين مزمل كصحفي صاحب دخل محترم..
* بعد سنوات وبعد أن تمددت شهرة مزمل كصحفي رياضي تم استقطابه في الإمارات ليلتحق بصحيفة أخبار العرب الجديدة والتي برز من خلال ملحقها الرياضي كصحفي رياضي موهوب بل كان الدينمو المحرك للملحق الرياضي لأخبار العرب والذي يترأسه الأستاذ المخضرم كمال طه..
* بعد استقالة الأستاذ كمال طه تم ترفيع مزمل رئيساً لقطاع الرياضة في أخبار العرب بمرتب كبير جداً.. وفي نفس الوقت كان مزمل يكتب من الإمارات عموداً في صحيفة الكابتن بالخرطوم والتي استغلت نجومية مزمل للترويج فمنحته مرتباً كبيراً نظير العمود الأسفيري ويكفي أسرته في السودان.
* بعد الاغتراب عاد مزمل وأسس مع الناشر وصاحب شركات التوزيع الميسور عبدالله دفع الله صحيفة الصدى بشراكة ثنائية كان رأس مال مزمل فيها ما حصل عليه في الاغتراب بجانب نجوميته كصحفي رياضي ونجم شباك في الصحافة الرياضية..
* بقيادة مزمل كان من الطبيعي أن تحقق الصدى النجاح.. ليثمر هذا النجاح عن تأسيس صحيفة رياضية ثانية (السوبر) وأكثر من ذلك صحيفة سياسية (الأهرام اليوم).. وأيضاً أنشأ مزمل مشاريع تجارية صغيرة من حصيلة اغترابه.
* بعد الخلاف بين مزمل وعبدالله دفع الله انتهى الأمر بتحول ملكية الصدى بالكامل لمزمل وآلت السوبر والأهرام اليوم لعبدالله دفع الله..
* ولأن مزمل نجم شباك الصحافة الرياضية واصلت الصدى النجاح.. استثمر مزمل نجاح الصدى لتأسيس صحيفة اليوم التالي السياسية والتي يرأس تحريرها حالياً..
* عصامية مزمل وشطارته مكنتاه من الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في الإعلام رغم مشاغل العمل الصحفي وإدارة صحيفتين..
* وشخص كهذا وبعون الله من الطبيعي أن يحقق النجاح في المجال الإعلامي كصحفي وناشر.. لكنه ليس بالثراء الذي يجعل البعض يسرح في خياله.. خاصة بعد الكساد الذي طرأ مؤخراً على صناعة الصحافة في السودان بارتفاع أسعار مدخلات الطباعة والورق لأرقام فلكية نتيجة الارتفاع الجنوني في سعر الدولار مما زاد أسعار الصحف كثيراً ومع اضمحلال دخول المواطنين كسد سوق الصحف وانعكس ذلك سلباً على كل العاملين في الحقل الإعلامي..
* من يعتقدون إن مزمل استفاد من رئيس المريخ السابق جمال الوالي واهمون.. ويكفي إن الوالي نفسه دخل منافساً لمزمل في تأسيس صحيفتين رياضية وسياسية بالشراء.. ولا يوجد أي ارتباط بين صحف الوالي ومزمل..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.