الفاتح جبرا: دامت الأفراح
ساخر سبيل
لقد كان يظن العبدلله (وليس كل الظن إثم) بأنه سوف يودع حالة الإستغراش تلك التي كانت تعتريه مصحوبة (بهااات الحبوووب يا ولد) بعد ذهاب تلك الطغمة الفاسدة والتي كانت تروج لفشلها بتنظيم الإحتفالات والإفتتاحات التي يتخللها (الرقيص) المصحوب بأناشيد (النار ولعت) مع رفع (السبابات) في إبتذال فاضح لخلط (الدين) بأعمال (السياسة) والدنيا، لكن للأسف الشديد فقد إتضح بأن (حليمة لم تتخل عن عادتها القديمة) وأن الدولة وبعد هذه الثورة المجيدة لا زالت تدار بعقلية و(فهم) القوم الذين كانوا يقيمون الإحتفالات لأتفه الإنجازات حتى وإن كان (تركيب) إشارة مرورية !
لقد كذبت عيني وأنا أطالع على مواقع التواصل الإجتماعي (كرت دعوة) أنيق عليه شعار الخطوط الجوية السودانية (سودانير) يدعو فيه مديرها العام السيد (ياسر تيمو ساوث) لحضور إستقبال الطائرة التي عادت من (الفحص) والصيانة الذي خضعت لها في دولة (أوكرانيا) وقد إعتقدت بأن تلك (مزحة) وأن تلك الدعوة قد تمت (فبركتها) لولا أنني رأيت في اليوم التالي (فيديو الإحتفال) والإستقبال الحاشد وعلامات النصر والإنتصار..!
ولو أن هذا (الأدب) قد تم تعميمه فلا شك أننا سوف تصلنا دعوة غداً من (سكك حديد السودان) لمشاركتها الإحتفال بمناسبة إنتهاء (عمرة) قطار (بحري) الجديد ! هذا إن لم تحذوا حذوهم شركة مواصلات العاصمة بتوزيها دعوات لحضور الإحتفال بتغيير (سلندرات) عدد من (الباصات) !
أيه البيحصل ده؟ في بلد (مهلهل) مما جميعه، من المفترض أن تذهب كل دقيقة فيه للعمل والإنجاز؟ وأيه يعني (طيارة تم فحصها وصيانتها) حتى نستقبلها إستقبال الفاتحين وننصب لها الصيوانات و(الساونات) ونقيم لها المآدب ونفرد لها الخطب العصماء ؟ وماذا سنفعل إن قمنا بإفتتاح (مفاعل نووي) أو (مطار دولي؟)
وعشان ما ينط لينا (ثائر) ويصفنا بتثبيط الهمم و(تقزيم) الإنجاز و(إغتيال الفرحة) التي صاحبت هذا الحدث (الخطير) والإنجاز الفريد فالعبدلله وهو يتابع (ملف الشركة) منذ سنوات (فرحان ومبسوط) لتأهيل الطائرة (الوحيدة) لكنه يعتقد بأنو كمان (القصة ما للدرجة دي) منطلقاً من قول (المتنبئ) :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَــزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكـــارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
فإنَّ لكلِّ إنسان في هذا العالم همَّة تأتيه العزائم على قدرها ، من كان ذا عزم كبير أتته العزائم كبيرة كعزمه، وإنْ كان مضمحل العزيمة فاتر الهمة رأى الأشياء الصغيرة على صغرها كبيرة وعظيمة ومستحيلة، أما من كبرت عزيمته فهو يرى العظائم صغارًا وإن كبرت !
وبعيداً عن الأجواء الإحتفالية التي صاحبت قدوم الطائرة بعد (صيانتها) دعونا نلقي نظرة على التصريحات التي أفاد بها السيد ياسر تيمو لوكالة السودان للأنباء عن (قصة الطائرة) ، هذه التصريحات التي جاء بعضها متضارباً ويحتاج من السيد المدير إلى بعض التوضيحات خاصة فيما يتعلق بصيانة الطائرة في أوكرانيا حيث برزت آراء تقول أنه كان من المفترض تأهيل مركز صيانة الشركة (بالقروش دي) والإستفادة من جلب معدات تصبح مصدر (دخل) مربح للشركة حيث ذكر (المدير) في تصريحه بأن الصيانة قد كلفت 700 ألف دولار وأن السبب وراء صيانتها بالخارج هو عدم توفر المعدات ونقص الخبرات المطلوبة لمثل هذا النوع من الصيانة ؟ (علماً بأنه سبق أن تمت صيانة طائرة من نفس الطراز بمطار الخرطوم الدولي وبخبرات سودانية) !
وجاء أيضاً في (من الأسباب) بأن الصيانة تستغرق خارج البلاد 40 يوماً وفي السودان ثلاثة أشهر في الوقت الذي مكثت فيه الطائرة ما يقارب الستة أشهر بأوكرانيا (يعني أخير التلاتة شهور) !
دعونا نتجاوز قصة (ليه في أوكرانيا) ولماذا لم يتم تأهيل مركز صيانة سودانير (بالقروش دي) وهل لدينا مهندسين أكفاء؟ (وللا ما عندنا) فالمسألة ربما يكون فيها (أخذ ورد) لكننا نتوجه للسيد (المدير) بعدد من الأسئلة من أجل تمليك الحقيقة للمواطن:
• ما هي أسباب تأخير عودة الطائرة وهل ترتب على ذلك أي رسوم إضافية وكم تبلغ؟
• كم بلغت الفاتورة النهائية لصيانة الطائرة؟ (بالمستندات)
• من قام (سيقوم) بدفع التكاليف وعلى أي أساس (التفاصيل شنوووو) ؟
ننتظر من السيد ياسر تيمو المدير العام لشركة الخطوط الجوية السودانية الإجابة على (الأسئلة الفوق دي) و(دامت الأفراح) !
كسرة :
بمناسبة (سودانير) هنالك خبر نشرته إحدى الصحف عن تمكن قانونيين سودانيين من إستعادة زمن الهبوط والإقلاع بمطار هيثرو الذي تم بيعه خلسة… وهذا كذب محض وتضليل متعمد للرأي العام !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.