عبد الحميد عوض: مليونية الدهب
المؤكد أن رئيس الوزراء، الدكتور عبد الله حمدوك، لن يفعل شيئاً يذكر في زيارته الحالية للولايات المتحدة الامريكية، سوى فتح الطريق أمام شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، تلك القائمة التي ورطتنا فيها النظام البائد، حين فتح ابواب السودان لجماعات وأفراد مصنفة في بلدانها بصفات الإرهابية والغلو والتطرف، وحدث ذلك في سنوات المراهقة السياسية والرغبات الجامحة للعراب، في مكانة فكرية وقيادية وتنظيمية تتجاوز حدود البلاد، لكن كانت النتيجة عزلة وعقوبات وقوائم، اوردت البلاد موارد الهلاك ….
*لا علينا
*المؤكد أن حمدوك، لن يعود للسودان وفي يديه قرار الشطب ولن تفتح امامه بعد الزيارة مباشرة، كل بوابات الدعم الدولي بما يخرج الاقتصاد من التركة الثقيلة، وفي نفس الوقت ليس من المتوقع أن يقدم مؤتمر أصدقاء السودان المزمع انعقاده خلال الشهر الحالي في الخرطوم، كل المبالغ الخرافية التي تحتاجها الحكومة والتي تصل لثمانية مليارات دولار، كما صرح بذلك حمدوك نفسه .
*في جانب آخر، لا مجال لتشغيل ماكينة الإنتاج الانتاج الزراعي والصناعي والحيواني التي عطلها نظام المؤتمر الوطني، وقد تحتاج العملية لسنين طويلة، وأهلنا قالوا “الخراب ساهل، صعب العمار”
*كما أنه لا يمكن بأية حال من الأحوال، الرهان على انتاج البترول ولا العوائد التي تجنيها الخزينة العامة من عبور نفط جنوب السودان ولا من تصديره عبر الموانئ السودانية .
*اذا الحل في شنو؟
*الحل الى حد كبير في الذهب الذي أكدت السنوات، عدم وجود أثر لعائداته في الخزينة العامة، رغم ضخامة الانتاج، عبر الشركات أو الأهالي، نسبة للتراخي المستمر في المراقبة ومكافحة التهريب، ودخول نافذين ومؤسسات النظام السابق في مجال الاستثمار في قطاع الذهب، وقدمت النموذج الأسوأ، ومن ينكر ذلك عليه بإعادة الاطلاع على التحقيق الاستقصائي لوكالة رويترز في موضوع شركة الجنيد، وما أدراكم ما شركة الجنيد؟ .
سيندهش كثيرون لحقيقة أن دولاً يُهرب إليها الذهب السوداني، تكسب المليارات سنوياً بعد تصنيع الذهب من جديد، وإعادة تصديره، في حين يكسب السودان الفتات من خيراته.
*أكثر ما يؤخذ على حكومة ما بعد الثورة، البطء والسلحفائية في اتخاذ القرارات الملحة والعاجلة في التقويم والإصلاح، وأثبتت التجربة أن الضغط على الحكومة، في كثير من الملفات كانت له نتائج واضحة كما حدث في ملف حل المؤتمر الوطني والعدالة الانتقالية .
*الذين يحركون المليونيات، أرى أنهم بحاجة لوعي أكبر بأهمية معالجة القضايا الاقتصادية والمعيشية كضمان لاكتمال نجاح الثورة، ويفرض الوعي نشاطاً ثورياً سريعاً للضغط على الحكومة للتحرك بنفس ثوري في موضوع الذهب، ولا أرى ما يمنع من تنظيم مليونية إنهاء كل التجاوزات في قطاع الذهب، من مناجم التنقيب حتى صالات المغادرة بمطار الخرطوم .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.