الخرطوم: باج نيوز
عقب إعلان دور العرض السينمائية في السودان، عن مواعيد عرض فيلم “ستموت في العشرين” في النصف الثاني من ديسمبر الجاري؛ ضجت الأسافير ببيان منسوب لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يهدد باستخدام العنف حال عرض الفيلم، الأمر الذي أثار قلقاً بشأن جدية التهديد، ومن تبعاته السياسية التي قد تنسف زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى الولايات المتحدة على أمل إزالة السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب.
وفيلم “ستموت في العشرين، مبني على رواية الأديب العالمي حمور زيادة، ومن إخراج أمجد ابو العلا، وحصل على عدة جوائز رفيعة في مهرجانات دولية.
وكان مساعد المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان والمدير السابق للشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي كاميرون هدسون غرد على في حسابه على منصة التدوينات القصيرة “تويتر”بأن إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يحتاج إلى وقت، وإن الطريق أمام الخرطوم ما زال طويلاً، وتنتظرها عدة مهام تتطلب جهداً للتغلب عليها.
ومن ضمن مبرراتها لاستمرار وضع السودان في القائمة الأمريكية السوداء، الشهر الفائت، أبدت واشنطن خوفها من أنشطة “داعش” في السودان.
واستبعد الصحفي المهتم بقضايا التطرف محمد عبد العزيز في حديثه لـ(باج نيوز) أن يكون البيان صادر عن داعش، موضحاً انها عادةً لا تلجأ لخطابات بحكم عملها الإعلامي وعادةً ما تلجأ لتسجيل فيديوهات بشكل أكثر جدية، متوقعاً أن يكون هناك جهة سياسية انتحلت صفة التنظيم في إطار صراعها السياسي مع الحكومة الانتقالية في السودان.
وانتشر بيان ممهور بتوقيع التنظيم، يهدد بأعمال إرهابية في حال تم عرض الفيلم، وذلك اعتراضاً على بعض المقاطع المصنفة على أنها للكبار.
و اشار عبد العزيز إلى أن داعش في السودان بمرحلة (كمون)، وتتعامل مع السودان كمعبر و ملاذ أمن و ليس منطقة نشاط رئيسية، مؤكداً أن السودان مصنف في الاتحاد الإفريقي بأنه دولة تحت المخاطر.
بيد أن عبد العزيز ذهب إلى ضرورة عدم التقليل من مخاطر التنظيم، لكون حدود السودان مفتوحة مع عدد من الدول التي تعاني من مشكلات أمنية “ليبيا و إفريقيا الوسطى وجنوب السودان”.
مضيفاً بأن العمل في السودان لم يتضح حتى الآن خاصة وأن هناك أولويات أخرى، ورهن تحول التنظيم من الكمون إلى النشاط في حال حدث انفلات أمني بالبلاد.
وكان رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، حذّر في تصريحات صحفية، من انهيار بلاده في حال استمرار العقوبات الأمريكية، ما يفسح المجال واسعاً أمام سيناريو التحول إلى دولة فاشلة، وبيئة خصبة لأنشطة التنظيم .
وقال المهتم بالجماعات الجهادية د. محمد خليفة صديق لـ(باج نيوز) إن البيان غامض، و صدر من جهة غير واضحة، كما أن داعش ليس لديها تنظيم في السودان، فقط مجرد أشخاص أو خلايا نائمة تظهر في أوقاتٍ متباعدة وتعلن مبايعتها للتنظيم.
متوقعاً أن يكون البيان صدر من جهات تعمل على بلبلة في الساحة السياسية، خاصة بعض وجود ملاحظات على فيلم “ستموت في العشرين”.
و أكد صديق أن محاولة استغلال الفيلم لخلق اشتباك في المجتمع، تروح له بطريقة غير مباشرة.
لكن خليفة قال إنه في حال إصدار التنظيم بياناً بشأن الفيلم عبر منصاته الرسمية سيكون مؤشر جدي على وجود خلايا له بالسودان.
من جانبه قال المحلل السياسي الحاج حمد لـ(باج نيوز) إن البيان لن يؤثر على محاولات رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، موضحاً أن الولايات المتحدة تعلم انه لا يوجد تنظيم لداعش بالسودان.
ولفت إلى أن البيان يعبر عن خط جماعات سلفية واستمرار لنهج الحكومة المبادة.
ونوه إلى حديث وزير الأوقاف السوداني في الولايات المتحدة عن الحريات و تصريحاته الايجابية خاصة في التعاطي مع الآخر المختلف، على نحو دعوته لليهود السودانيين بالعودة إلى البلاد، بجانب عدة جهود بذلتها الخرطوم لإزالة ما لحق بها طيلة عقود سابقة من ممارسات النظام البائد.
وغضّ الطرف عن مدى صدقية البيان، فإنه يضع السلطات أمام تحدي توقيف الجهة التي أصدرته، لإنهاء حالة الجدل التي خلفها في الصعيدين الداخلي والخارجي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.